الأقباط متحدون | تهنئة البابا .. مشـروعة أم مقبـولة أم مرفـوضة؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٠ | الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢ | ٧ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٦ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : **...
٢٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

تهنئة البابا .. مشـروعة أم مقبـولة أم مرفـوضة؟

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢ - ٢٨: ٠٧ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم:هـانى شــهدي

 
في الوقت الذي فضلت فيه الإبتعاد عن ترتيبات الأمور الداخلية للكنيسة ، وبرغم أنها تظهر كسلبيات واضحة تخالف روح المسيحية الحقة وتعاليم الكتاب المقدس ( لمن هو على دراية بالكتاب) ،إلا أن  مناقشة هذه الأمور التي تعثر الكثير من الشعب المحتاج الذي لا يشعر بضيقه أحد تضايق الكثير من أصحاب المصالح الشخصية داخل أروقة الكنيسة أو على الأقل الذين دائماً يفضلون أن يشاهدوا الصورة جميلة مثالية لا ينقصها شيء،وهي مجرد محاولة للهروب الناعم المقبول من سلبيات حقيقية مؤثرة داخل  فكما أن هناك سلبيات هناك أيضاً توجد ايجابيات كثيرة ومنيرة والكنيسة زاخرة بالكثير من الرعاة الصالحين الذين يبذلون أنفسهم عن الخراف عن طيب خاطر.
 
اجتمع شباب الكنيسة واحتد النقاش حول عدم وجود نشاط واضح بالكنيسة يجمع الشباب ويقوي علاقتهم بالكنيسة الأم ضد تيارات الشر القوية الغريبة ووجود حاجة ملحة لتكوين مجموعات عمل لمساعدة المهاجرين القادمين من مصر وسد الإحتياجات الأساسية الضرورية الملحة من الأساس المنزلي (سرير -كنبة- أدوات مطبخ) ومكان اقامة وعمل بسيط ، في حين أن كل هذه الأمور بسيطة أقرب ما تكون الى تافهة بالنسبة لقدامي المهاجرين والأهم هو تلبية الإحتياج النفسي الناتج عن قسوة الغربة، فأذا كانت الغربة قاسية فأنها تصبح أشد قسوة عندما  يدير ظهورهم لك من هم مفترض أنهم أخوتك ، فقط يساعدونك بكلماتهم المعسولة المزيفة التي لا تداوي وجعك  وضيق نفسك ، لكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد حيث يظهر عنايته وذراعه القوية من خلال رجاله الحقيقيين في الوقت المناسب.
 
استقطع حدة المناقشة رسالة  مكتوبة وصلت لمجموعة الشباب من راعي الكنيسة عبر هواتفهم النقالة تخبرهم بسفر الراعي لمصر في زيارة سريعة الغرض هي تهنئة البابا الجديد بالكرسي البابوي ونحن هنا لا  نناقش  تصرف  سفر هذا الراعي بعينه ( حيث للأمانة أنا لا أعرفه شخصياً) ولا أشخاص بعينهم لكننا نناقش ظاهرة بل خرافة جديدة من مسلسل خرافات التدين الباطل يشترك فيها الشعب والرعاه وهي السفر للتهنئة - أعلانات التهنئة .
 
السفر من خارج مصر : تكلفة تذكرة السفر من خارج مصر عامةً ( بل من هذا المكان بالتحديد) تقارب ١٢٠٠-١٥٠٠ دولار أمريكي بالإضافة لمصاريف التنقلات الداخلية نقول ما يسوي ٢٠٠٠ دولار في حين يوجد الكثير من الأسر المهاجرة الهاربة من مصر بعد أن أصبحت مصر أم قاسية على اولادها ليفاجئوا بأنهم يرتمون في حضن " مرات أب" أكثر قسوة ( على الأقل في البداية) وبعد أن انقذهم الله من حرب قاسية مع اخوانهم  الإخوان والسلفيين في مصر يفاجئوا بوقوعهم في حرب ناعمة مع  اخوانهم أقباط المهجر( ليس الكل بالطبع)، وبعد أن ينفذ رصيدهم و-"تحويشة العمر" في ايجار مرهق ومصاريف عالية ،وللحقيقة هذه الأسر احتياجها البسيط القاسي كما ذكرنا سالفاً لا تتعدي عشرات الدولارات من الآف تُـدفع في تذاكر الطيران وحفلات مجاملات"مع السلامة " لتكريم السفراء الراحلين و حفلات "حمدلله على السلامة"لإستقبال السفراء القادمين ، لكن للأسف هؤلاء البسطاء لا يجدونها. 
وحتي تكون الصورة أكثر توازناً ، هناك أيضاً كثير من الإيجابيات 
 
على سبيل المثال .. اتفقت مجموعة من الأطباء المصريين على أنشأ تأمين صحي لأعضاء الكنيسة من اصحاب الطبقة المتوسطة والغير قادرين على دفع النفقات الطبية الباهظة ،أحد اصدقائي يعني من انزلاق غضروفي يتطلب تعاطي حقنة كورتيزون في العمود الفقري تكلفتها ١٢٠٠ دولار في حين أن مرتبه بأكمله طوال الشهر حوالي ١٤٠٠ دولار ، أخذ هذه الحقنة تحت مظلة التأمين الصحي الكنسي بحوالي ٢٠٠ دولار فقط ، كل التحية والتقدير لهؤلاء الأطباء الذين بداخلهم "أحشاء رأفة"
 
أما تكلفة السفر داخل مصر.. متضمنة تكاليف انتقال وإقامة أسقف أو كاهن ومرافق له لمدة ٣ أيام بالقاهرة حوالي ١٠٠٠ جنيه، في حين توجد أطفال أقباط في أبلغ الإحتياج لمبلغ أقل من ذلك بكثير ليس لتشتري به شيكولاتة انما لتجد خبز يومها من مشروع كريم أفضل بعد الشيء من مشروع صندوق لتلميع الأحذية الذي يغتال طفولتهم سواء أقباط أو مسلمين ، وليعلم ابائنا الموقرين أنه توجد طبقة في الأقباط لا يشغلهم أن يشغل الكرسي البابوي الأسقف رافائيل أوالأسقف تاوضروس أو حتى خيرت الشاطر أو وجدي غنيم، فقط ما يشغلهم هو سد احتياجهم سواء في مصرأوالمهجر.القنوات الفضائية المسيحية  ظهرت في وقت مناسب لتكون شعاع نور يضـئ لعقول مظلمة بالخرافات بارادتها و بغير ارادتها ولتكون طريق حقيقي يساعد المحتاجين لكن الإحتياج أكبر ،الإحتياج الحقيقي في قري الصعيد والوجه البحري وعشوائيات القاهرة خدام أخوة الرب هم أكثر الناس دراية بذلك . احتياج مادي ونفسي وروحي.
إعلانات التهنئة بالبابوية وأعياد الجلوس وأعياد الرسامة المنشورة بالجرائد الرسمية هي مجاملات ليس أكثرتُـدفع من دم الشعب المطحون ،هذه المجاملات تكلف ألاف الجنيهات لمن هو على دراية بتكاليف الإعلانات ،ما فائدتها ؟
 
هذا عن البهرجة المادية، أما عن البهرجة الوقتية .. كنت اتحدث الى صديق ، أخبرني بأنه من المفترض وجود ١٠ كهنة على قائمة كنيسة المطرانية التابع لها، إلاأنه عندما حدثت له مشكلة شخصية لابد فيها من توقيع بسيط من أحد الكهنة  "داخ السبع دوخات" حتي يجد كاهن واحد من هؤلأء العشرة ، بادرته بالسؤال " ولماذا لم تذهب للأسقف نفسه ، ضحك وقال لي بسخرية "سيدنا أنا بشوفه بانتظام بس في التلفزيون .. التلفزيون وبس"
 
يجب أن نفيق على حقيقة مؤلمة ، بأن "بعض" من بناتنا التي تذهب الى الحظيرة الأخري تذهب بإرادتها ورضاها الكامل ،فلماذا ندعي أنها تذهب مجبرة حتي نداري تقصيرنا؟ أنها تذهب بحثاً عن اهتمام مفقود أو حب مزيف، لماذا لا تري وجه الكاهن إلا في قسم البوليس عندما يذهب للتوقيع على محضر النصح والإرشاد الوهمي.هي لا تذهب حباً واقتناعاً بتعاليم الدين الجديد بقدر ما تذهب إعجاباً بإهتمام مصنوع ومُـغرَّض من أتباع هذا الدين.
 
كنت أتناقش مع أحد المهاجرين الجدد فيما جاء بالمقال ، حتي فاجأني بأنني أخفف كثيراً من الحقيقة ، ففي بداية أيامه شخصياً بالمهجر ، وبعد أن ضاق به الحال هو وزوجته وأولاده من عدم وجود أي فرصة عمل مناسب أو غير مناسب وبعد أن نفذت منه "تحويشة العمر"، ذهب الى كاهن الكنيسة بخطاب توصية شخصي من نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب ، أزاح الكاهن خطاب التوصية الى جانب المكتب دون أن يكلف حتي نفسه بفتح المظروف وقال له"مش عجباك البلد أرجع مصر" وتحت ضغط الحاجة ما كان من صديقنا الى أن عرض عليه "رَهــنْ" مصوغات زوجته الذهبية بالكنيسة مقابل ايجار غرفته لحين انفراج الأزمة ، لكن أصر الديكتاتور على عناده وكرر" أرجع مصر" ،، فك الله الأزمة ، وحتي الأن وبعد مرور ٤ سنوات مازالت الأسرة تحمل ضيق وألم من هذا الكاهن والكنيسة التي هي بالحق غنية من تبرعات تُـجمع منذ أكثر من ١٠ سنوات دون انقطاع على مشاريع شبه استثمارية لا تنتهي. 
الكـنيسة وشعبها لهما طريقان لا ثالث لهما ،إمـا طـريق العـالم إما طـريق الله، والله لا يجبر أحد على اتباعه.ومن هنا يأتي السؤال .. هل تهنئة البابا الجديد بهذا الأسلوب مشـروعة وواجبة ومريحة لكل قبطي للتعبير عن حالة فرح تغمر قلوب الأقباط ، أم أنها فقط مقبـولة وليست واجبة على اعتبار أنها ظروف استثنائية ، أم أنها زائدة ومرفـوضة وبذخ لا مبرر له.ما رأيك عزيزي القارء؟
 
عزيزي البابا تاوضروس الثاني..أنا لا اهنئكم كما يفعل العالم على المنصب الجديد لأنه مسؤلية واقعية وليست شرفية كما يظن البعض،ولا نحملك احمال ثقيلة فأنت في آخر الأمر بشر مثلنا ، لكننا نصلي لك كأحد رجال الله الذين تعينهم ذراع الرب القوية على المسؤلية، نتوسم فيك خيراً ورأينا فيك شعاع نور في تصريحاتك بأن أولوياتك هي لترتيب الكنيسة من الداخل أولاً ، هذا التصريح لابد وأن تسيج حوله  ببرواز أدارة حكيم واعي حتي لا ينطفي. حاولنا أن نضيء شمعة بل شموع ، لكن للأسف أطفأتها رياح الخرافات العاتية الدخيلة على كنيستنا القبطية ، اثمرت هذه الخرافات خرافات أكبر طردت الإيمان الحقيقي خارجاً لتصبح هي الحقيقية ، واعتُـبر الكتاب والإيمان هما الخرافة 
يــدنا في يــديك لترجـع الحقيـقية حقيـقة والخـرافة خـرافة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :