محرر الأقباط متحدون
سيرافق الراهب اليسوعي التركي المونسنيور بيزيتي في الإسكندرونة. ويقول أول أسقف من أصول تركية، بعد السفير البابوي خوليو مورات، إنه يستعد لكي يعيش خدمته من خلال إعادة إعطاء ما ناله: المحبة والسلام والتعزية والرجاء
عين البابا فرنسيس الكاهن اليسوعي أنطوان إيلجيت أسقفًا معاونًا في الأناضول بعد أن شغل حتى الآن منصب النائب العام للنيابة الرسولية في الأناضول على أن تكون السيامة الأسقفية في ٢٥ من تشرين الثاني نوفمبر في كاتدرائية إسطنبول؛ وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأب إيلجيت تحدث فيها عن مسيرته.
في جوابه على سؤال حول كيف تلقى تعيينه قال الأب إيلجيت كنت أقوم برياضتي الروحية السنوية في مالطا، في جماعة من اليسوعيين وتلقيت الأخبار. أشكر الأب الأقدس على ثقته بي. إن ثقته في الواقع ليست فيّ فقط، وإنما في شباب تركيا أيضًا.
تابع الأب إيلجيت مجيبًا على سؤال حول ما يحب أن يقوله للشباب لاسيما وأنه المسؤول عن راعوية الشباب والدعوات في مجلس أساقفة تركيا وقال ألا يضعوا حدودًا للعناية الإلهية. لاسيما بعد الزلزال، إذ يميل شبابنا إلى التوقف عندما يواجهون الصعوبات، ويرون مستقبلهم في حالة خراب. أقول إنهم الحجارة الحية التي بها نستطيع أن نعيد بناء الكنيسة.
أضاف الأب إيلجيت مجيبًا على سؤال حول ما هي اللقاءات الأكثر حسماً وأهمية في مسيرته الحياتية والإيمانية وقال بدأت مسيرتي في الرهبنة اليسوعية بفضل راهبين يسوعيين التقيت بهما في أنقرة أثناء دراستي. وإذ رأيت استعدادهما، وإنما أيضًا بساطتهما وتواضعهما، أردت أنا أيضًا أن أقضي حياتي في الرهبنة اليسوعية، وأخدم الأشخاص باستعداد جيد. ومن ثم لقاء مهم آخر كان مع المونسنيور بيتزيتي، رجل حر ومُحرر. لقد غير حياتي وجعلني أكثر اقتناعًا بالمسيرة التي كنت أقوم بها فيما أحدق النظر إلى الرب. ثم حظيت أيضًا بعطية لقاء قداسة البابا في عدة مناسبات، في إحداها عندما كنت كمترجم فوري بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان، وهذا اللقاء هو ما أريد أن أكونه الآن: جسر بين بلدي والكنيسة.
تابع الأب إيلجيت مجيبًا على سؤال حول ماذا يعني بناء الجسور في أرض دمرها الزلزال وماذا يعني الاضطرار إلى البدء من الصفر وقال لقد عشتُ في إيطاليا لسنوات عديدة، حتى عامين كنت أُدرِّس في نابولي في كلية اللاهوت. في العامين الأخيرين في تركيا، كنت أرى دائمًا الاستقبال من قبل الحكومة والسلطات. كلما كنا بحاجة إلى أي شيء، كانوا دائماً يلبون ذلك. إنَّ الرغبة في التعاون تمنحني الكثير من الرجاء. ولكي علينا فقط أن ننمِّي هذه الرغبة لكي نتمكن من أن نعيش بسلام وهدوء. وفي هذا الصدد، اختبرنا من الزلزال الذي شهدناه، أنّه بإمكاننا أن نساعد بعضنا البعض.
أضاف الأب إيلجيت مجيبًا على سؤال حول ما هو الوضع الآن في المناطق المتضررة وقال لا يزال يتعين علينا إعادة بناء الكاتدرائية. لقد حاولنا حتى الآن القيام بالتصميم. وسنبدأ العمل بعد سيامتي الأسقفيّة. وفي غضون ذلك، من خلال كاريتاس الأناضول، نحن نساعد الأشخاص واللاجئين على إيجاد مكان لهم، وعمل لكي نجعلهم يبقون هنا. إن منطقة الإسكندرونة وأنطاكية وطرسوس هي في الواقع مهمة بالنسبة للمسيحية، والآن بعد أن انتشر القطيع إلى حد ما في تركيا، فإن الرغبة مع أسقفنا هي إبقائهم في مكانهم الأصلي. يجب أن نمنحهم مكانًا كريمًا للعيش فيه وأن نضمن للشباب دراستهم.
تابع الأب إيلجيت مجيبًا على سؤال حول كيف ستؤثر خبرته كمهاجر على قربه من مهاجري اليوم وقال إنَّ الحياة هي عبارة عن رحلة مستمرة، وهكذا أيضًا كانت حياتي دائمًا. وكما يقول القديس إغناطيوس: الحياة هي رحلة حج، وستبقى كذلك حتى اللحظة الأخيرة. إنَّ رحلتي مستمرة مع بعض المراحل المثيرة للاهتمام والجميلة للغاية. أقول إن الرب لديه إبداع عظيم. أشعر بالفضول حول كيف ستتابع هذه الرحلة وحول عدد المفاجآت الأخرى التي سأواجهها. وبالتالي أتمنى لكل شخص أن يواصل عيش حياته كرحلة، واثقًا من أن الرب لن يتركنا أبدًا. إن الرغبة التي أحملها في قلبي هي أن أرافق اللاجئين الشباب لكي يتمكنوا من رؤية وجه الله في الأوضاع التي يعيشونها. أنا متأكد حقًا من أننا سنعرف، جميعًا معًا، أتراك ومسيحيون أصليون، شباب ولاجئون، كيف ننهض مجدّدًا معًا ونعيد بناء حياتنا.
أضاف الأب إيلجيت مجيبًا على سؤال حول إن كان يحب لقب معاون وقال نعم، لقد بحثت عن المعنى في القاموس. وهو المرافقة والمساعدة. سأساعد المونسنيور بتزيتي، والدي الروحي، الذي قمت معه بالتمييز، لكي أدخل في الرهبنة اليسوعية، لقد فتح لي آفاقًا لم نكن نتخيلها أبدًا. يسعدني ويشرفني أن أساعد نيابة الأناضول من خلاله وأيضًا كنيسة تركيا بأكملها، لأنني في هذين العامين الأخيرين كنت الكاهن التركي الوحيد الموجود في تركيا والذي خدم تركيا بأكملها. ويطيب لي جدًا أن أتذكر ما كتبه لي المونسنيور بادوفيزي منذ سنوات عديدة والذي كان يريدني دائمًا أن أعود إلى هنا. قال: الآن هو الوقت المناسب لكي تعود إلى تركيا وتعطي كل ما تلقيته: المحبة والسلام والتعزية والرجاء. أشعر برغبة في القيام بذلك. أن أعمل من أجل أبناء وطني من أجل السلام، وأعطي الرجاء، وأعمل في المحبّة.
وختم الكاهن اليسوعي أنطوان إيلجيت حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول كيف ينوي أن يساهم في الحوار بين الأديان وقال لقد حصلت على درجة الدكتوراه لكي أعمل بشكل خاص في مجال أخلاقيات علم الأحياء، في سياق الحوار بين الأديان. لقد كنت أؤكد دائما أن لدينا العديد من النقاط المشتركة خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الحياة منذ ولادتها وحتى موتها الطبيعي. وقد أكدت دائمًا في تعليمي على هذا الجانب. ومع خبرة مأساة الزلزال تأكدت من هذا الجانب. رأيت أنه في المأساة التي جمعتنا في الحياة والموت، تمكنا حقًا، مع إخوتنا المسلمين ومع إخوتنا الأرثوذكس، من أن نتّحد ونتعاون. وهكذا أتصور الحوار بين الأديان في الحياة. يمكننا أيضًا أن نستمرَّ في مناقشة مواضيع مختلفة على المستوى الأكاديمي، ولكن لدينا العديد من الفرص لكي نبقى متحدين.