سحر الجعارة
«تهيئة»: أنا باختصار صحفية تتلخص حياتى فى كلمة «كتابة»، حين هبطت مظلة الإخوان السوداء علينا واحتلوا مصر، وغطت سحب الفاشية الدينية سماء الوطن، كنت أصرخ على الفضائيات: (هذا النظام يلغى مهنتى «الرأى».. يلغينى لكونى امرأة).. وأصبحت طرفاً فى معركة تحرير الوطن، ولكن كلمة «النهاية» كانت تحاصرنا: نهاية حياتنا، حريتنا، مستقبل أولادنا، كان مخاض الفجر عسيراً ونحن «أنا وملايين الشعب المصرى» نراهن على قواتنا المسلحة.. على «القائد»، وبدأت حكاية جديدة للوطن كنت سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» قائدها وفارسها وبطلها الأول.

لم أكن -يا سيدى- قبل ثورة 30 يونيو أملك أن أطالب رئيساً بالترشح للرئاسة، عاصرت ثلاثة رؤساء ولم أذهب يوماً لأنتخب أحدهم.. وإذا بى اليوم أمتلك إرادتى، ومثل طفلة ترتدى لباس العيد كنت أقف فى أروقة مؤتمر «حكاية وطن» أمسك هاتفى المحمول وعليه صورة «السيسى»: إنه رئيسى.. أنتظر لحظة إعلانكم للترشح -لفترة الرئاسة السابقة- لأنير بها قاعة المؤتمر «أصبح عندى الآن صوت».

أمسكت قلمى، وهمست لنفسى: «السيسى لماذا؟».. راجعت يوميات وليالى المشوار المضنى: التفويض الشعبى لكم، الحرب على الإرهاب، انتزاع احترام العالم للرئيس والاعتراف الدولى بأنها ثورة وليست انقلاباً، تنويع مصادر السلاح، إدارة الملف العربى لمصر «درع العروبة»، قناة السويس الجديدة، العاصمة الإدارية المبهرة، 100 مليون صحة، القضاء على العشوائيات.. وتضيق المساحة عن ذكر الإنجازات التى تحققت والملفات الكثيرة الموجودة على مكتب الرئيس تنتظر أن تتمها.

قررت أن أكتب، أقدم للقراء حيثيات قرارى بمطالبتكم بالترشح للرئاسة مجدداً وحتى لا يزايد علىّ أحد أنا بنت الطبقة المتوسطة أعانى آثار الإصلاح الاقتصادى ولكن أنا مثل رئيسى «مش مديونة لأحد وليس علىّ فواتير لأحد».

[أم المعارك]: سوف يشهد التاريخ بأن الرئيس «عبدالفتاح السيسى» أسقط مشروع الإخوان فى الشرق الأوسط كله وليس فى مصر وحدها، وأن «دولة الخلافة المزعومة» لم تعد لها منصات سياسية فى الوطن العربى.. وأن «الأذرع العسكرية» للإخوان لم ولن تصمد فى مواجهة الجيش المصرى، وسواء تمركزت إعلامياً وسياسياً وعسكرياً أو تفرقت وتخفت فمصر لهم بالمرصاد.

حين قال السيد الرئيس «مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم» كان صادقاً، وعندما تحدّث أكثر من مرة عن إنهاء «الحروب والنزاعات المسلحة» فى المنطقة لبدء الإعمار والاستقرار، كان يستكمل دوره السياسى فى تصفية تلك النزاعات بطرق سلمية.. الحرب لم تنتهِ، والرئيس لم يغمض جفنه ليستريح حتى الآن.فالمعركة الفكرية مع «الإسلام السياسى» ربما لم تبدأ حتى الآن، وتجفيف منابع الإرهاب لم يتم.

«السيسى هو الرقم الصعب» إقليمياً ودولياً، والعالم كله يدرك ذلك، حتى الدول التى توفر الملاذات الآمنة لفلول الإخوان وتتركهم يشعلون نيران الشائعات والتحريض والاغتيالات (على اليوتيوب والسوشيال ميديا).. كأن لسان حالهم يقول: ليبق «السيسى» ولكن مهموماً بالغلاء والشائعات.. لتبقَ مصر ولكن محنية ضعيفة مديونة تفكر فى خدمة الدين ولا تفكر فى تسليح جيشها.. لكن للأسف هذه المصطلحات لم يعد لها وجود الآن لأن «السيسى مختلف».

[30/6 يا كامل]: مجازاً يمكنك أن تعتبر هذه الجملة مفتاح عملية التنمية المستدامة التى غيرت وجه مصر، ضع بين قوسين حجم ما استدانته مصر من قروض، ثم قيّم المشروعات التى تخدمك أنت وأولادك وأحفادك: قناة السويس الجديدة، أنفاق قناة السويس، العاصمة الإدارية الجديدة، المطارات، شبكة الطرق والمواصلات، مدينة جبل الجلالة، المساكن الحضارية لسكان العشوائيات، اكتشافات النفط والغاز، القواعد العسكرية الجديدة، تجديد شرايين القوات المسلحة بأحدث النظم العسكرية.. إلخ.

قل إنك لن تأكل أو تشرب من الأسفلت ستأكل وتشرب وتعلّم أولادك وتداوى نفسك من الاستثمارات التى ضاعفت سعر متر الرمل فى صحراء مصر، من المستثمر الذى يحتاج إلى عمالة كثيفة، من المشروعات التى توفر الوظائف وتقضى على البطالة. التقط أنفاسك، صحيح أن «الطبقة المتوسطة» تئن وتحتاج نظرة من الرئيس، ولكن صبراً جميلاً.

[انحياز الرئيس]: ينحاز الرئيس للفئات الأضعف، الأكثر احتياجاً، والتى عانت اضطهاداً أو انتقاصاً فى حقوقها.. ولا أعنى هنا «ذوى الهمم» فحسب، بل أقصد حقوق المسيحيين والنساء والطبقة المهمشة أيضاً.(قل مواطناً مصرياً.. ولا تقل مسلماً ومسيحياً.. هذه المرحلة تجاوزناها).. هذه رؤية الرئيس لدولة المواطنة التى تسمو بالإنسان لأعلى مراتب الإنسانية: (الدين شخصى).. تسلَّم الرئيس الوطن والكنائس تُحرق والقساوسة يتعرّضون للاغتيال الممنهج، و«داعش» تطرد المسيحيين من بيوتهم فى العريش.. فتجاوز حتى مفهوم المواطنة: (قبل عدة سنوات تعهد الرئيس بحماية حرية العبادة حتى للا دينى).. ولم يكتفِ بافتتاح كنيسة الميلاد بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى جوار مسجد الفتاح العليم.. بل وجّه وزير الإسكان، الدكتور عاصم الجزار، بألا يبنى فى أى مشروع سكنى مسجداً إلا وأمامه كنيسة (حتى لو كانت لشعائر عبادة 150 فرداً).

فى دولة المواطنة تم تعيين المستشار الجليل بولس فهمى رئيساً للمحكمة الدستورية العليا، وهو تطبيق عملى من القيادة السياسية للاستحقاق الدستورى بعدم التمييز على أساس الدين فى تولى مراكز القيادة العليا.وأعتقد أن العدالة الناجزة والأحكام الرادعة قد أنهت مسلسل اغتيال القساوسة و«القتل على الهوية» بالحكم بالإعدام على قاتل القمص «أرسانيوس وديد».التفاصيل كثيرة.. والأحلام أيضاً.. «السيسى» لماذا؟.. لأنه نصير المرأة، وبهجة عيد الميلاد حين تدق أجراس الكنيسة، لأنه لم يتم مشروع «الإصلاح الدينى والتشريعى» بعد.. وعشرات الملفات التى لا تزال مفتوحة.

لأنه الدبلوماسى والمحارب.. «فدائى» من أجل مصر وشعبها، يقاتل على مختلف الجبهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.المقال القادم: هن وجدن من يحنو عليهن.
نقلا عن الوطن