Oliver كتبها
- من نار مذبح المحرقة أخذ زكريا الكاهن وقوداً للبخور لينشد تسبحته..من الذبيحة إلى البخور يتأهل البخورللصعود.من مذبح مصنوع بيد بشرية إلى مذبح القلب بيد إلهية.ليعلن قرب هذا الذى أصعد نفسه ذبيحة على الصليب فتنسمها أبوه الصالح كرائحة بخور و صالحنا بإبنه.
- من وسط البخور تراءى الملاك للكاهن .من وسط الصلوات جاءت الاستجابة .نار غير حارقة تسطع في الوجه تنير القلب و الفهم.ملاك يبشر لأجل ملاك.ملاك من روح يعلن بشارة ولادة يوحنا ملاك من جسد. موكب الملك يليق به الكرامة. كان يوحنا السابق موكباً للملك برفقائه الملائكة.
- كان الملاك منتظر زكريا الكاهن عند درج البخور و إسرائيل إنتظر حتى ظهر إيليا الثانى الذى هو يوحنا الذى إنتظر الروح القدس ليعلن له المسيح عند نهرالأردن.و كما بقي زكريا صامتاً بقي يوحنا صامتاً مع ملائكته .ينمو فى البرية بيد إلهية جعلت يوحنا شخصاً أعظم كل يوم حتى ظهرلإسرائيل.
- لم يترك الرب يوحنا لأبويه لأن تنشئة الملائكة مهمته وحده .أخذ الطفل و تبناه قبل أوان التبني .جعل له مدرسة سماوية يتعلم منها الشهادة التي لا تخيب و الصوت الذى لا يخفت و الصراخ الذى ينبئ بمجئ بالأسد ليعتمد منه .وضع فى قلبه جرأة الملائكة و ضمير الملائكة و صوت الحق كالملائكة.
-كان الشعب خارج الهيكل منتظرين زكريا ثم كان يوحنا في البرية منتظر المسيح و صرنا الآن كلنا منتظرين مجئ إبن الإنسان فالحياة الحقة أن ننتظر الرب و كيوحنا نتشدد و ننتظر الرب.
- أسرار من وسط النار أعلنت لزكريا.أسرار فى البرية أعلنت ليوحنا ثم لما جاء زمن الأعاجيب .حل سر أسرار الخليقة فى الجسد و أعلن لنا ذاته و من عظمة شخصه برغم إعلاناته بقى شخصه المعلن سرُ. يسكن القلب و يلهبه. يسكن العقل و يقدسه. يلبس الجسد و يحوله إلى صورته ومثاله .يتكلم فنفهم و لا نفهم.نسمعه فنعرف و لا نعرف.نأكله فنتذوق و لا نكتشف .العالم كله مرآة غير الحقيقة.كلنا نحيا اللغز.نعيشه و لا نعيشه.كلنا ننال بعضاً من كل شيء لنتيقن أننا لم نأخذ كل شيء.أسرار من وسط الضيقات .عند معصرة الجلجثة تنبعث أنواراً لمن يجذبه روح المسيح نور العالم.فيعلم أن الروح القدس فيه من نار آكلة.تمحصه و لا تفنيه.يأخذ منه أسراراَ و بعضاً من بعض.
- يا وتر النار.صوت الروح فينا.أعزف ألحانك.ليست كالتى نسمعها من أنفسنا بأنفسنا.بل التى نسمعها منك من غير أنفسنا.فتنفتح الأعين على ما لا تراه الأعين.و تسمع الأذن ما لا تسمعه الأذن.هذا نغم ما يقوله الروح للكنائس.هذه الأوتار النارية التي إذا صار لحنها حاضراً خضعت أشواق النفس للأبدى لا الزمنى.صار كل حب يأخذ من الله طبيعته.يترسخ و لا يضمحل,لحن النار ينقى القلب يتوحد الكيان و النار الآكلة.لا مكان للغة الأرض تسكنه.لا رغبات من أسفل بل من فوق تولد النفس كل يوم.تحن الروح كل يوم فيستعيد الضمير صوته الصارخ فى البرية.يسترد القلب كنوزه.تتلخص الحياة في ثلاثة كلمات عن يوحنا و كل يوحنا: كانت يد الرب معه.هكذا صار الإبن القدوس لكل من فتح له القلب و تغني.تعلم نشيد الأوتار النارية.لم يئن من وطأة البرية.لم يشتكى وبر الإبل و الجراد سبب الجوع يصير مأكلاً لأنه من الآكل صار أكلاً.من العالم صار مجداً.من الصمت صدرت أنشودة التجسد الإلهى.
- يا وتر النار,إغسل الأذهان من مذبح المحرقة لتكون للمسيح.من مذبح البخور إلى حياة محبة لا تنفصم مهما هيمنت على العالم القساوة فيستقر كل الحب في المسيح منتصرا على أتون العالم.يا وتر النار تخاطب فى قلوب صانعى السلام ليمتلأ الذين بلا سلام بالسلام.و يتحول الخوف إلى تمجيد و أوهان العمر إلى خليقة جديدة.