د.امير فهمي زخاري المنيا
عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطئ.

لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدلا من أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب على الرغم من أنك تعرف الحقيقة!

ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله، والغبي سيظل غبياً!

سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك... نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ... ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى.

ستمشي في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا قيمة وﻻ طائل من ورائها!
ستعلم جيداً أن فرح اليوم لا يدوم، وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس!

سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك.

إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك.

كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة ب300 أو 3000 فستعطيك نفس التوقيت ..

وإذا امتلكنا (محفظة نقود) سعرها  30 أو 300 فلن يختلف ما في داخلها.
وإذا عشنا في مسكن مساحته 300 متر أو 3000 متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد.

وفي النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية؛ وسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل بمشيئة الله إلى وجهتك المنشودة في الوقت المحدد.

لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها.
سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم.

تسير أيامنا ولا تتوقف!
وأقول في نفسي: حقاً، السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات.
الأحداث تتسارع من حولنا، والأموات يتسابقون أمامنا.

إعملوا صالحا..
- حافظوا على الصلوات.
- حافظوا على من يحبونكم بصدق.
- ابتسموا للناس.
- احفظوا شيئاً من الإنجيل والقرآن.  
- تصدقوا.
- سبّحوا.
-توبوا.
- صُوموا.
- صلوا في الكنائس والجوامع.  
- علقوا قلوبكم بالآخرة فالدنيا لا تدوم على حال ولن تخلدوا فيها.
د.امير فهمي زخاري المنيا