محرر الأقباط متحدون
قبل أن يتوجه إلى مطار فيوميتشينو ليبدأ زيارته الرسولية إلى مونغوليا استقبل البابا في مقر إقامته، في بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان، اثني عشر شاباً حلوا ضيوفاً على هذا البيت وساهموا يوم الأربعاء في عملية إرسال دفعة جديدة من المساعدات الغذائية إلى أوكرانيا. عن هذا اللقاء حدثنا الكاردينال كرايفسكي لافتا إلى أن الشبان اندهشوا عندما علموا أن البابا يريد اللقاء بهم، موضحا أنهم يسعون إلى مساعدة الأشخاص المحتاجين بحماسة وفرح كبيرين.
الشبان الاثنا عشر عملوا بجهد كبير يوم الأربعاء على تحميل عدد من الشاحنات التي ستُقل كميات كبيرة من المعونات الغذائية إلى المناطق التي تشكل مسرحاً للقتال في أوكرانيا. يوم أمس الخميس اصطف هؤلاء لإلقاء التحية على البابا فرنسيس ومصافحته، بعد أن شاء الحبر الأعظم أن يشكرهم شخصيا على النشاط الذي يقومون به. هذا ما فعله البابا قبل أن يغادر بيت القديسة مارتا متجها إلى مطار فيوميتشينو الدولي، ليبدأ زيارته الرسولية إلى مونغوليا. في أعقاب اللقاء أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بياناً جاء فيه أن الشبان الاثني عشر ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وقد ساهموا في النشاط الذي قامت به الدائرة الفاتيكانية المعنية بأعمال المحبة بهدف إرسال المعونات الغذائية إلى أوكرانيا.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم، الكاردينال كونراد كرايفسكي، وهو أيضا عميد الدائرة الفاتيكانية المذكورة، الذي لفت إلى أن هذه الحمولة الجديدة من المواد الغذائية المخصصة للأوكرانيين في مناطق الصراع تبرع بها البابا فرنسيس، وقد قدمت إسهامها شركةٌ كورية أرسلت إلى الفاتيكان ثلاثمائة ألف وجبة من الشوربة المجففة.
فجر الأربعاء قام ثلاثون متطوعاً، حلوا ضيوفاً على بيت القديسة مارتا، بتحميل الشاحنات بالمواد الغذائية التي نُقلت إلى رعية القديسة صوفيا للروم الكاثوليك في روما، على أن تنطلق من هناك باتجاه أوكرانيا. وشاء نيافته أن يغتنم الفرصة ليوجه كلمة شكر إلى هؤلاء المتطوعين ومن بينهم الشبان الاثنا عشر الذين التقى بهم البابا فرنسيس يوم أمس الخميس، وقال إن كل هؤلاء قدموا خدمتهم بفرح وحماسة كبيرين على الرغم من التعب الشديد.
بعدها أكد الكاردينال كرايفسكي أن الشبان شعروا بالدهشة الكبيرة عندما علموا أن البابا شاء أن يلتقي بهم ويشكرهم شخصياً على نشاطهم قبل أن يغادر الفاتيكان. وأضاف أنه لم يُطلع الشبان على هذا اللقاء مسبقا لأنه أراده أن يكون مفاجأة! هذا ثم سلط نيافته الضوء على الطابع الرمزي للمساعدات التي تُقدم لأوكرانيا، موضحا أن هناك العديد من الأشخاص المشردين في روما الذين شاؤوا أن يساهموا هم أيضا في هذا المشروع، وأن يمدوا يد العون للأوكرانيين المتألمين والذين يواجهون اليوم صعوبات كبيرة.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أوضح المسؤول الفاتيكاني أنه يتم حالياً العمل على مشروع بناء بيت كبير في مدينة لفيف الأوكرانية، سيفتح أبوابه بعد بضعة أسابيع ليقدم المأوى للنساء اللواتي ترملن في الحرب، لاسيما الأمهات اللواتي لديهن أطفالٌ صغار. وقال كرايفسكي: لقد تمكنا، بالتعاون مع هيئات عدة، من بناء هذا البيت على الرغم من الحرب، وقد لعب البابا فرنسيس دوراً مقررا على هذا الصعيد.