Oliver
- ذهب الرب يسوع إلى كفرناحوم.هناك مدينة نايين حيث أقام الميت إبن الأرملة.فلما رأى الفريسي الرب يسوع يقيم الموتى دعاه إلى وليمة.ليتفاخر أن مقيم الموتى فى داره ضيفاً. كأنه أراد المسيح بروازاً أنيقاً لصورته هو .تجاهل حق الضيف فلا ماء لقدميه و لا زيتاً لرأسه و لا قبلة ترحيب به.لم يكن المسيح قصده بل التباهى به فى البيت قصده فضاعت منه فرصة ذهبية.كان يمكن أن يسمع ما سمعه زكا .اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت لكنه لم ير و لم يسمع و لم يفهم.
 
-.-كانت إمرأة مشهورة بسيرتها غير اللائقة فى المدينة.علمت أن مقيم الموتى في بيت الفريسي.لم يشغلها أنه فى بيت أعدى أعداء هذه المرأة.إذ كلما قابلت فريسي لعنها و لعن بيتها و دعا عليها بالهلاك.فتشت فى صندوق ثروتها فلم يكن أثمن من الطيب لديها.تجرأت و جلبت الطيب الذى تستخدمه لتجميل خطيتها لكى تستخدمه لأجل توبتها.هذه هى اللحظة التى صارت فيها قدام المسيح حتى لو لم تكن قد خرجت من بيتها بعد و سيعلن لها المسيح له المجد هذا.
- وصلت إلى بيت الفريسي.لم تبالى بأحد غير المسيح.لم تنظر إلى أحد إلا المسيح هكذا نتعلم من المرأة الخاطئة كيف نلتقى المسيح.دخلت كأنها فى الهيكل لأنه ما دام المسيح حاضراً يصير المكان بيت الله.
 
-بللت بالدموع و الطيب معاً جسد مخلصنا.أحنت رأسها إلى الأرض لتمسح بشعرها قدميه.فصارت عظيمة قدام الرب.فقال للفريسي أن هذه المرأة دخلت معى منذ دخلت بيتك.كأنها منذ دخل البيت كانت هناك مع أنها لم تكن قد جاءت بعد.المسيح دخل بيت الفريسي لأجل المرأة التى ستأتى إليه هناك.لكنه إعتبر أشواق المرأة قبل مجيئها كأنها وصلت إليه بالفعل.ألم يقل الجبار (يعطيك الرب حسب قلبك).
 
-التوبة هى شوق الخطاة إلى بِر المسيح.السلام هو شوق المضطربين إلى حضور المسيح.الفرح هو شوق الساقطين إلى خلاص المسيح.الكرازة هى شوق الخدام إلى معرفة المسيح.المجد هو شوق العاجزين إلى ملكوت السموات.بالشوق للخلاص نخلص.لأن الأشواق وقود الحب.
 
-الرب يسوع منح بهذه الشهادة للمرأة الخاطئة كل ألقاب العفاف و التقوى.كما منح لكل إنسان فى ضعف رجاءاً لا ينقطع أن المسيح يراه كما رأى المرأة الخاطئة.كل من يخدم لأجل مجد المسيح يعطيه الرب حسب قلبه.و من يريد أن يخدم و لا يستطيع يعطيه الرب جسب أشواق قلبه كأنه خدم بأمانة.من يريد أن يعطي و ليس له يراه الرب كأنه أعطي و زاد.كل من يريد أن يعيش بالسلام مع خصومه و هم يرفضون السلام يعامله الرب كالملائكة.ما لا نستطيع أن نقدمه بالفعل فلنقدمه بأشواق القلب.
 
-بالشوق يرتسم فى القلب سلامك.بالشوق تحضر و لا تغيب.ما هذه الأشواق التى إن حضرت غبت أنا و إن غابت تشوقت أكثر.من يغلبه الشوق ينتصر .من يسكنه الشوق لن يغيب المسيح عنه.حول الأشواق صلاة روحية و انتظر الرب حتى تجدها حقيقة متجسدة .إن كان شوقك إلى وردة يمنحك الله بستاناً.
 
-فيما بعد لا يشتكى أحد ظروفه المانعة من تحقيق أشواقه الروحية.فلتستمر أشواقنا لأن ما لا نناله بالفعل نناله بالشوق العميق.ما لا نحققه بالفعل نأخذ مجازاته بأشواق القلب.لأن المسيح إعتبر المرأة حاضرة قبل أن تأتى إذ نظر إلى شوق القلب الذى جلبها إليه حتى قبل أن تصل بيت الفريسى.
- ليملأ الرب قلوبنا بالأشواق النقية.فتنسكب فى حياتنا محبته و يسكننا ملكوته قبل أن نسكن فى ملكوته.