كتب - محرر الاقباط متحدون
شارك قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان في لقاء مسكوني وما بين الأديان مع جميع القادة الدينيين في منغوليا.
وقال الاب الاقدس ان ما قدم لنا الفرصة لكي نكون معًا لكي نتعرف على بعضنا البعض ونغني بعضنا البعض هو الشعب المنغولي الحبيب، الذي يمكنه أن يتباهى بتاريخ من التعايش بين دعاة التقاليد الدينية المختلفة.
ومن الجميل أن نتذكر الخبرة الفاضلة لعاصمة الإمبراطورية القديمة خاراكوروم، التي كانت تحوي في داخلها أماكن عبادة تنتمي إلى عقائد مختلفة، كشهادة على انسجام جدير بالثناء. إنسجام: أود أن أسلط الضوء على هذه الكلمة ذات النكهة الآسيوية النموذجية.
إنها تلك العلاقة الخاصة التي تنشأ بين الحقائق المختلفة، بدون تداخل أو تجانس، وإنما في احترام الاختلافات ولصالح العيش المشترك. أتساءل: من أكثر من المؤمنين، مدعو للعمل من أجل انسجام الجميع؟
أضاف البابا يقول أيها الإخوة والأخوات، من قدرتنا على الانسجام مع الحجاج الآخرين على الأرض، ومن قدرتنا على نشر الانسجام حيث نعيش، تقاس القيمة الاجتماعية لتديننا. في الواقع، على كل حياة إنسانية، لا بل على كل ديانة، "أن تقيس نفسها" على أساس الإيثار: لا إيثارًا مجردًا، بل إيثارًا ملموسًا، يُترجم إلى بحث عن الآخر وتعاون سخي مع الآخر، لأن "الرجل الحكيم يفرح بالعطاء، وبهذا فقط يسعد". تقول صلاة مستوحاة من القديس فرنسيس الأسيزي: "(أعطني أن) أضع الحبَ حيثُ البُغض، والمغفرةَ حيثُ الإساءَة، والاتفاق حيث الخلاف".
إنّ الإيثار يبني الانسجام وحيثما يوجد الانسجام يوجد التفاهم والرخاء والجمال. لا بل ربما يكون الانسجام هو المرادف الأكثر ملائمة للجمال. أما الإنغلاق والفرض الأحادي الجانب والأصولية والقمع الإيديولوجي فيدمرون الأخوَّة ويغذون التوترات ويعرضون السلام للخطر. إنّ جمال الحياة هو ثمرة الانسجام: إنه جماعي، وينمو باللطف والإصغاء والتواضع. ويتنبّه له صاحب القلب النقي، لأن "الجمال الحقيقي، في نهاية المطاف، يكمن في نقاوة القلب"