كتب - محرر الاقباط متحدون 
شارك قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان في لقاء مسكوني وما بين الأديان مع جميع القادة الدينيين في منغوليا.
 
وقال قداسته إن الأديان مدعوة إلى أن تقدم للعالم هذا الانسجام، الذي لا يستطيع التقدم التقني وحده أن يوفره، لأنه من خلال استهداف البعد الأرضي الأفقي للإنسان، هو يخاطر بنسيان السماء التي خلقنا من أجلها. أيها الإخوة والأخوات، نقف معًا اليوم هنا كورثة متواضعين لمدارس الحكمة القديمة. وبلقائنا نحن نلتزم بمشاركة الخير العظيم الذي تلقيناه، لكي نغني بشرية غالبًا ما يشوشها في مسيرتها البحث القصير النظر عن الربح والرفاهية. 
 
فهي غالبًا ما تكون غير قادرة على العثور على الخيط: إذ تكون موجهة فقط نحو المصالح الدنيوية، وينتهي بها الأمر إلى تدمير الأرض نفسها، والخلط بين التقدم والتراجع، كما يتضح من الكثير من أشكال الظلم، والكثير من الصراعات، والكثير من الدمار البيئي، والكثير من الاضطهاد، والكثير من أشكال الإقصاء للحياة البشرية.
 
لدى آسيا الكثير لتقدمه في هذا الصدد، ومنغوليا، التي تقع في قلب هذه القارة، تحافظ على إرث عظيم من الحكمة التي ساعدت الأديان المنتشرة هنا في خلقها والتي أود أن أدعو الجميع لاكتشافها وتقديرها.
 
 وأكتفي بأن أذكر، دون أن أتعمَّق فيها، عشرة جوانب من هذا الإرث الحكيم. العلاقة الجيدة مع التقاليد، رغم إغراءات النزعة الاستهلاكية؛ احترام المسنين والأجداد – ما أحوجنا اليوم إلى تحالف أجيال بينهم وبين الشباب! ومن ثم، العناية بالبيئة، بيتنا المشترك، وهي ضرورة آنيّة بقوّة
 
 وكذلك: قيمة الصمت والحياة الداخلية، الترياق الروحي للعديد من أمراض عالم اليوم. وأيضًا حسٌّ سليم بالاعتدال؛ قيمة الضيافة؛ القدرة على مقاومة التعلق بالأشياء؛ والتضامن الذي يولد من ثقافة الروابط بين الأشخاص؛ تقدير البساطة. وأخيرًا، هناك نوع من البراغماتية الوجودية التي تسعى بإصرار إلى تحقيق خير الفرد والجماعة. إنها بعض عناصر إرث الحكمة الذي يمكن لهذا البلد أن يقدمه للعالم.