ماهر الجاولي
الكنائس القبطية في أمريكا لا يتقصر دورها علي كونها دورعبادة مقدسة للأقباط المهاجرين، بل صارت كلُ منها كيانات مصرية مصغرة ينبثق من خلالها كل ما هو مصري أصيل، حيث إصطلح التقليد الجاري علي إقامة كل كنيسة إحتفالاً سنوياً بأسم "إحتفال مصر"، يشارك فيه كل أقباط ومسلمين المنطقة المحيطة بكل كنيسة، وأصدق دليل علي هذا الوصف جاء من إحتفال كنيسة العذراء والأنبا أنطونيوس – ميلواكي – ويستكنسن بيوم Taste of Egypt والذي إتسم بطعم مصري خالص، شملت أنشطة داخل أروقة الكنيسة وأخري في فناء الكنيسة. وكان الملفت للنظر تجمع الكثير من الأمريكان في صحن الكنيسة للإستماع إلي تاريخ مصر العريق تخلله مراحل إنشاء االكنيسة الأنيقة حديثه الإنشاء، وبعدها تجول الزوار داخل ملحقات الكنيسة للتعرف علي أنشطتها المختلفة، حيث توقف الجميع في إنبهار وإستحسان أمام ريشة فنان الكنيسة الأشهر الأستاذ شفيق بطرس والذي شرح للزوار خصائص الأيقونه القبطية ومدلولاتها، كما إستمعت النساء الأمريكيات لطريقة صنع بعض الأطباق المصريه في مطبخ كيلوبترا، وفي فناء الكنيسة جلس الزوار علي أرأئك من الطراز المصري القديم في ركن "قهوة الملك توت" للإستمتاع
بتذوق الأطعمة المصرية من محاشي بأنواعها، وأطباق الكشري، والزلابيا، وإحتساء القهوة التركية، بينما راح أطفالهم يتنقلون بين الألعاب المختلفة ويمتطون الجمل المصري وكأنهم في أحضان الإهرامات كما قال أحد الزوار الأمريكان.
بقي القول أن هذا الإحتفال المصري الأصيل جاء نتيجة جهود أبناء الكنيسة مجتمعين بإشراف ورعاية ملاك الكنيسة الأب المحبوب القمص رويس عوض الله والذي كان يتجول في أنحاء الكنيسة وخارجها مرحباً بالزوار في حفاوة بالغة.