أثارت رئيسة لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين في مصر شيرين زكي، ضجة كبيرة عندما حذرت من تناول أسماك الماكريل المستوردة من اليابان.
وتعد مصر أكبر مستورد لسمك الماكريل البحري من اليابان، وبلغت واردتها في العام 2018 حوالي 45700 طن، وذلك بعد تخفيف القيود التي كانت فرضتها فيما بعد كارثة زلزال 2011، وتضمنت إجراءات الفحص الإشعاعى لبعض المنتجات الواردة من اليابان وعلى رأسها أسماك الماكريل اليابانية.
وكتبت الدكتورة شرين زكي على صفحتها: "تم رصد مادة زرقاء مضيئة في سمك الشاخورة أحد أنواع سمك الماكريل، وأن جميع النظريات بشأن أن المادة هي كبريتات النحاس، لا بد من حسمها بإجراء التحاليل المعملية التي تؤكد ماهية هذا اللون".
وطالبت زكي في بيان لها، الهيئة القومية لسلامة الغذاء بتحري الأمر في الأسماك الواردة إلى البلاد، وتشكيل لجان للتفتيش والفحص وسحب العينات وإعلان النتائج لطمأنة المواطنين، ونصحت المواطنين بالابتعاد عن أي منتج غذائي تظهر به علامات غريبة من حيث اللون أو الرائحة أو الملمس أو القوام.
وناشدت زكي المواطنين الذين تعرضوا لتلك الظاهرة بالتوجه إلى أحد فروع معهد بحوث صحة الحيوان ومركزه الرئيسي بشارع نادي الصيد أو أحد فروعه في المحافظات، لإخضاع تلك الأسماك للتحاليل المعملية التي ينفرد بها المعمل من حيث التخصصية والكفاءة.
وتثير الدكتورة شيرين زكي الجدل بالحديث عن تلقيها مناشدات من الأهالي بشأن ظهور علامات غريبة وخطرة في بعض الأطعمة، وكانت أخرها مادة زرقاء مضيئة في سمك الشاخورة أحد أنواع سمك الماكريل.
ورفضت الدكتورة نسرين عز الدين، أستاذ طفيليات الأسماك، بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، التعقيب على ما قالته الدكتورة شيرين زكي.
ومن جانبه، قال الدكتور يوسف العبد، الخبير الزراعي السمكي، إن يجب أن يأخذ كل شخص حذره من تناول سمك الماكريل، حيث أنه يحتوي بالفعل على مواد خطيرة، على الرغم من حدث تحاليل للاسماك في مصر قبل دخولها للدولة.
وأضاف العبد خلال تصريحات لموقع "صدى البلد"، أن سمك الماكريل يحتوي على اليود والكربون المشع والترتيوم والسنتروم، حيث أن تلك المواد مواد خطرة تسبب التسمم بالفعل.
وأشار العبد، إلى أن المواد توجد بالفعل داخل محطة فوكوشيما، بعد تعرضها زلزال شديد عام 2011، وتصريف المياه مليون و300 ألف طن بمياه المحيط، مما يؤثر على أسماك الماكريل التي تستوردها مصر من اليابان، حيث تستورد مصر من اليابان حوالي 45 ألف طن من أسماك الماكريل سنويا.
وطالب الدكتور مجدي توفيق خليل أستاذ البيئة المائية بكلية العلوم بجامعة عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية لتنمية الثروة السمكية، بحظر استيراد سمك الماكريل المستورد من دولة اليابان، وذلك بعد تصريف أكثر من مليون طن من المياه الملوثة في المحيط الهادئ من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية المحطمة، وهى الخطوة التي دفعت الصين إلى إعلان حظر شامل فوري على جميع واردات المأكولات البحرية من اليابان.
وأكد خليل أن هذا التصرف يستوجب من الحكومة تشكيل لجنة لإصدار قرار بشأن استيراد الأسماك من اليابان نظرا لخطورة هذا السلوك الياباني الملوث للبيئة، مطالبا بالبحث عن بدائل لاستيراد سمك الماكريل، خاصة أن هناك أكثر من بديل ومنها الصين على سبيل المثال.
طالب أستاذ البيئة المائية بضرورة تحليل الأسماك التي استوردت مؤخرا من اليابان، وفرض رقابة صارمة على هذه الأسماك من خلال تحليلها للتأكد من خلوها من المواد المشعة، لافتا إلى أن المواد المشعة تترسب في الأسماك وتنتقل للإنسان الذي يتناولها.