Oliver كتبها
-رب المجد يسوع صانع القديسين لأنه المخلص المؤثر الذى يسبى القلب فيسير مبهوتاً في طريق النور. يسندهم الرب فى طريق قداسته بعمل روح القداسة فيهم.يمحو كل ما هو معيب.يجملهم الأبرع جمالاً من بنى البشر. أوانى للمجد يصنعهم. 
 
- الرب بالبر يعمل فيبرر قديسيه الأبرار .لنتعلم من لقاءات القديسين في الكتاب المقدس.كيف تكون اللغة و كيف تتلألأ هذه الكواكب فى كل ما هو يسر الآب و يوافق الإبن و يفرح الروح القدس.لقاء رب المجد بالمعمدان  قائلاً : ينبغي أن نكمل كل بر.إن عمل الله فى قديسيه هو هكذا.يستخدمهم ليكمل كل برلأأجلهم و لأجل الكنيسة كلها..يجعلهم منارات للبر.شفعاء للمعونة.تطبيقاَعملياً لحياة البر و القداسة.. الذين إتقوه صاروا نجوماً ساطعة فى سماء النور. هكذا ينبغي أن تكون رؤيتنا و معاملاتنا مع أولئك الأبرار.التأمل فى مسيرة البر حتى نهاية رحلتهم على الأرض.نركز على المسيح في حياتهم.
 
- إذ قد تضخمت ظواهر غير مستقيمة في التعامل مع القديسين لزم التوضيح.لابد أن نتوقف عن الرؤية السطحية لسيرة القديسين تاركين روحياتهم و عشرتهم مع الرب يسوع  منهمكين في وصف معجزاتهم كأن علاقتنا مادية و ليست روحية .المعجزات ستبطل و لن يبق سوى حياة القداسة إلى الأبد.فلننشغل بالأبدى لا الوقتى. المعجزات ليست شرطاً للقداسة بل موهبة خاصة .المسيح له المجد قال ذلك.سيأتون إليه قائلين أليس بإسمك تنبئنا و بإسمك أخرجنا شياطين فيقول لهم إذهبوا عني يا (ملاعين) إني لا أعرفكم.لقد كانت المعجزات لإثبات قدرة إسم المسيح و ليس لأن فاعلوها كانوا قديسين.فلنننتبه إذن تقييم السماء للقداسة لا ينخدع بالمعجزات و لا ينشغل بها فلنكن هكذا أولاد القديسين نتشرب منهم دروس العشرة الإلهية..
 
- من المؤسف أن من يكتب سيرة قديس خصوصاً من المعاصرين يخلط بين أمرين.التدبير الروحي  وهو جهاد متشابه بين جميع القديسين.هو حياة الوصية في عمقها و الإلتزام بالسعى نحو الكمال أما التدبير الشخصى فقد يكون تصرفات شاذة فى حياته أو ملبسه أو نومه أو طعامه أو أى شيء مقتصر على هذا القديس.هذه لا تهمنا .ليست هذه حياة القداسة التي كان يعيشها القديس.ففى سير الرهبان من إدعت الجنون و الهبل و منهم من طمر نفسه في كبريت وادى النطرون كي لا يقال عن وجهه جميلاً.منهم من يأكل أكل الحيوانات كما كان يوحنا المعمدان يأكل الجراد و منهم من يضيف على طعامه أشياءا تفقد الطعام طعمه ليكسر شهوة البطن (حسب رؤيته) كل هذه تدابير شخصية و ليست حياة قداسة القديس.هذا غطاء فقط لا يشغلنا و لا يخصنا.هذا  ليس ما يجب أن نتعلمه من القديسين.التركيز على هذه التصرفات الشاذة يعكس عدم فهم كيفية الإستفادة من حياة القديسين . لعلكم ترون أن تلاميذ أولئك القديسين و القديسات لم يقلدوا تصرفات معلميهم.أخذوا من روحانياتهم دروساً في الحياة مع الله ناظرين إلى نهاية سيرتهم  و تدبيرهم الروحى و ليس تدبيرهم الشخصى.
 
- أما التصرف الذى بالتأكيد يكون عن جهل هو أن البعض يصلي إلى القديسين و ليس إلى الله.,فرق كبير أن نطلب شفاعة القديسين و صلواتهم و بين أن نخاطبهم أن يفعلوا لنا بأنفسهم أموراً نريدها.كأنه ليس إله.لا يوجد فى الإيمان ما يبيح أن نطلب من القديسين طلبات مباشرة.لكن نطلب من الله بشفاعة القديسين هذا هو الإيمان  و عشرة القديسين.على أن نفرق بين تطويب العذراء و مدح القديسين الذى بكل تأكيد يوجه للقديس و بين الطلبات و الصلوات التي بكل تأكيد توجه لله وحده.
 
- أن يرسل لك أحدهم رسالة قائلا أنه إذا لم ترسلها لعدد من الناس فالقديس سيغضب عليك بينما إذا أرسلتها ستنال بركة و تحصل لك أعاجيب.هذا كله دجل.لا يوجد شيء سيحدث لو أرسلت هذه الرسالة بل الأفضل ألا ترسلها لغيرك حتي لا ننشر هذا الدجل كأنه أمر نصدقه.إذا جاءتك رسالة كهذه قل لمن أرسلها أن هذه خدعة و كذبة لا ينبغي ترويجها.
 
- أن نضع عبارات على ألسنة القديسين فهذا كذب. يكتب أحدهم : العذراء تقول لك كذا و كذا أو أى أحد من القديسين يقول لك لا تخف مثلاً.الحقيقة أن الله هو الذى يقول و يقرر و يضبط الكل.لا أحد من القديسين يقول لك شيء في الفيسبوك.بل الدجالين هم الذين يقولون على ألسنة القديسين.فلنكف عن هذه الخرافات و ننسب أقوال الإنجيل لصاحب الإنجيل و ندقق فى أقوال الآباء دون أن نضع على ألسنتهم ما لم يقولونه حتي لو كانت آيات من الإنجيل فهذه ليست أقوال قديسين.
 
- أما عن رفات القديسين سواء الحقيقية منها أو التي على سبيل الإدعاء فلن أستفيض في هذا.لكن تعاملنا مع الرفات يحتاج إلى تصحيحات كثيرة.و المتاجرة شر نستغل فيه القديسين و رفاتهم.لكن هذا يحتاج تفاصيل كثيرة لن يمكن ذكرها الآن.
 
- القديسون لا يحتاجون إلى أوراق ندسها في صندوق الرفات حيث أنهم لا يقرأون بل يستجيبون لصوت الروح القدس فقط الذى ينبههم إلى طلباتنا التي نتشفع فيها بهم.هم في الأبدية منقادين تماماً للروح القدس.وفروا أوراقكم و أقلامكم و إستعينوا بإيمانكم .هم يعرفون طلباتنا إذا أخبرهم الروح القدس فقط و لا ينزلوا ليقرأوا قصاصات الورق.
 
- الرؤية الصحيحة لسيرة القديسين هى ربطها بالمسيح و إنجيله.فيكون القديس تفسيراً حياً للوصية الإلهية.هذا ما يفيدنا و ما يجب أن نتبادله معاً.كيف إقتني محبة الله.كيف غفر.كيف يصلي .كيف زهد فى مقتنياته و حمل الصليب و تبع المسيح. 
 
- القديسون لا يتلقون صلواتنا قبل أن يتلقاها الله.فإن طلبنا شفاعة قديسة أو قديس فالروح القدس هو الذى يخبر روح القديسين و يشركهم في صلاتنا كي ننتفع بصلواتهم المقبولة.لهذا لا نتعجب إن تشفع الملايين بالعذراء أو مارجرجس أو غيرهم من المشاهير.لا نستغرب قائلين هل يسمعون لكل هؤلاء؟ نعم لكن بواسطة الروح القدس و ليس منا مباشرة.روح الله ينبههم أنهم مكلفون بالصلاة لأجل هذا أو ذاك.روح الله يوظفهم في السماء لخدمتنا و معونتنا من خلال الشفاعة بالصلاة أو بأعمال يكلفهم بتنفيذها كما يحدث مع ملائكة الله.هكذا تعلمنا السماء دور القديسين في حياتنا فهو لا يسبق دور الله و لا يتخطاه و لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم بل هم خاضعون بالتمام لمشيئة الله و يعلموننا هذه المشيئة و هذا الخضوع لصوت الله في قديسيه.أرجو أن الله يصحح أفكار البعض و يبطل إستغلال القديسين لما لا يمجد شخصه القدوس.