1: حارة اليهود هو حي موجود بالقرب من شارع الموسكي في القاهرة وحاليا يتبع لحي الجمالية، وأحد أشهر المناطق التجارية في وسط القاهرة وأكثرها ازدحاما.
2: وحارة اليهود ليست حارة صغيرة كما يوحي اسمها لكنها حي كامل يضم حوالي 360 زقاق وحارة.
3: وكان سكانها من اليهود مرتبطين بأمرين: أولهما الدخل المحدود، والثاني القرب من مصادر الرزق بالنسبة للحرفيين في الصاغة وغيرها. أما من تحسنت أحوالهم المادية فكانوا يهجرون الحارة إلى عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية. ومن يغتنون أكثر ينتقلون إلى العباسية أو مصر الجديدة. أما التجار من يهود الحارة فقد تركز نشاطهم في الأقمشة والورق والأدوات الكهربائية. وكانت بعض اليهوديات يصنعن الحلوى والمربى ويقطرن الزهر، كما عملن في الحياكة.
4: وفي يوم السبت كان اليهود القراءون (الذين لا يؤمنون إلا بتعاليم التوراة فقط) لا يغادرون منازلهم ولا يوقدون نارا أو نورا مكتفين بالوجبات الباردة فقط.
5: لم يعد هناك شيء يدل على حارة اليهود التي تتوسط القاهرة الفاطمية الآن سوى "نجمة داود السداسية" المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة المتبقية التي رحل عنها أصحابها ما بين عامي 1948 إلى 1967؛ حيث كان الحرفيون من يهود الحارة يعملون في صناعة الذهب والفضة وصناعة الأحذية ومواقد الجاز وإصلاحها وترميم الأثاث. لكن الحارة صمدت باسمها، فلم يتغير فسكانها ليسوا هم سكانها السابقون، وحاراتها الفرعية، ليست هي نفسها التي كان يسكنها اليهود، وأصبحوا حاليا من المسلمين والمسيحيين ....
6: أنشئت حارة اليهود كما تقول الروايات التاريخية عام 1848، وتمركز الحرفيون اليهود فيها لاحقا سبب ربط اسمها بهم.
7: هناك الكثير من الاجتهادات التاريخية عن سبب تمركزهم في هذه المنطقة التي كانت تضم شياختين، إحداهما لليهود الربانيين والأخرى لليهود القرائين، فالبعض رأى أن السلطات المصرية هي من أمرت اليهود بالسكن والتمركز في هذه المنطقة لفصلهم عن بقية المجتمع المصري.
8: الحارة التي كانت تعج باليهود حتى ثورة يوليو 1952، لم يبق منها سوى الاسم، حيث رحلت آخر 3 يهوديات كن باقيات فيها، راشيل عن عمر يتجاوز التسعين عاما، بعد أن قضت أغلب سنواتها الأخيرة في الحارة والثانية "ليلي"، بينما اليهودية الأخيرة هي «ماري»، التي تجاوزت الثمانين من عمرها، آخر يهودية في الحارة، لكنها تقضي حاليًا ما تبقى لها من عمر في أحد مستشفيات القاهرة، التي تم نقلها إليها بعد أن ساءت حالتها الصحية بشكل كبير.
9: وكان في الحارة 13 معبدًا يهوديًا لم يتبقي منهم غير ثلاثة هما "معبد موسى بن ميمون" ومقام موسى بن ميمون، والذي بدأ بناؤه عام 1204، بعد وفاة «ابن ميمون» الفيلسوف والطبيب اليهودي الشهير، وأحد المقربين من السلطان صلاح الدين الأيوبي , وداخل المعبد سرداب يدخله الزائرون حفاة الأقدام، إلى «الغرفة المقدسة»، التي رقد بها جثمان صاحب المعبد لمدة أسبوع قبل نقله إلى طبرية بفلسطين, و"معبد أبو حاييم كابوسى" في درب نصير و"معبد بار يوحاى" في شارع الصقالبه، ولم يسكن الحي فقط اليهود ولكن كان يسكنه أيضا عدد كبير من المسلمين والمسيحيين.
10: ورغم خلو الحارة من يهودها إلا أن الجميع هناك مازال يتذكر سوسو ليفي، الساعاتي الذي هاجر إلى إسرائيل، والخواجة «ماندي» تاجر الـ«مانيفاتورة»، والخواجة «داود» المتخصص في كتابة الكمبيالات، و«راشيل» التي ماتت منذ 10 سنوات والتي كانت تشتهر بـ«فتح الكوتشينة» وكان يتوجه إليها الكثيرون على اختلاف دياناتهم بالإضافة إلى طلبة الجامعات لهذا الغرض.
الجميع هنا يتذكر أيضا «ببة» صاحبة أشهر فاترينة طعام في الموسكي، حيث يؤكد أهالي الحارة أنها كانت تطهو المأكولات الشرقية بطريقة ممتازة ومنها الفول بـ«خلطة ببة السرية»، ومن كثرة زبائنها كان من الصعب أن تشتري منها بعد الساعة الحادية عشر صباحًا، حيث تكون قد باعت كل ما طبخت.
كانت فاترينة «ببة» تقع في «حمام الثلاثاء»، و بعد وفاتها عمل عليها «أحمد شحاتة» الذي كان يعمل معها.
11: الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عاش فيها لمده 5 سنوات ..كما سكنت فيها المطربه ليلى مراد ...
ما سبق القليل من بعض ملامح وتاريخ حاره اليهود في القاهره ...أتمنى أن يحوز اعجابكم ... تحياتى..