كتب - محرر الاقباط متحدون 

تقيم الكنائس القبطية الأرثوذكسية ، يوم ١٢ سبتمبر الاحتفالات بمناسبة عيد رأس السنة القبطية "النيروز".
 
 وكلمة عيد النيروز تشير في اللغة القبطية الى "الأنهار" كون ذلك الوقت من العام هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل سر الحياة عند المصريين، وموسم الخير والبركة وخصوبة الأرض.
 
واصل  الإمبراطور دقلديانوس ، اضطهاد المسيحيين وتفنن في تعذيب  أبناء الكنيسة القبطية وحتى يخلصهم من هذا العذاب طلب منهم إنكار المسيح ، لكنهم رفضوا وتمسكوا بإيمانهم.
 
احتفظ الشعب القبطي  بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين.   
 
كان يخرج  المسيحيين  إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم، ويحتفل الأقباط بهذا العيد حتى أيامنا ولذلك يعتبر أن عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة.
 
تمتلئ موائد الاقباط في عيد النيروز  بالبلح والجوافة، فالاول  احمر اللون ويرمز الى دماء الشهداء، جانب ان طعمه حلو جدا وحلاوته كحلاوة الايمان المستقيم.
 
النواة في البلح صلبة ترمز الى قوة الشهداء الروحية، فهم الذين رفضوا انكار ايمانهم رغم العذابات وفضلوا الموت على اسم المسيح.   
 
اما الجوافة فقلبها ابيض وهذا اللون يرمز الى قلوب الشهداء، وبداخل الجوافة الكثير من البذور والتي تشير الى الاعداد الكثيرة للشهداء.
 
قال قداسة البابا تواضروس الثاني ، خلال احدى عظاته باجتماع الاربعاء بكاتدرائية العباسية بمناسبة عيد النيروز : هو  رأس السنة القبطية، سنة الشهداء، أو التقويم القبطي في العام الجديد ١٧٣٩.
 
موضحا :" وهو من الأعياد الثابتة في الكنيسة، في ١ توت وبداية السنة بشهورها القبطية وبالنظام الكنسي الذي فيها.
 
كما اوضح :" وهذا العيد نحتفل به لمدة ١٧ يومًا حتى عيد الصليب، واحتفالنا ببداية سنة جديدة هو احتفال حلو، فيه كنائس كثيرة تسهر ليلًا وتقوم بسهرة تسبحة، وكنائس كثيرة تستعد له.
 
ولفت قداسته :"  ومن براعة الأقباط عبر التاريخ أنهم اتّخذوا من السنة التي اعتلى فيها دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية، وكانت في سنة ٢٨٤ ميلادية، فاتّخذوها وسموها سنة ١ للشهداء.
 
موضحا :" لان  دقلديانوس كان إمبراطور طاغية وفي عهده استشهد أعداد بالمئات، ليس في مصر فقط ولكن في أرجاء الإمبراطورية الرومانية.  
 
وتابع :" فالأقباط بكل براعة جعلوا هذا التاريخ كبدء سنة قبطية، وبقية الشهور نعرفها: توت بابه هاتور... ، وصارت السنة القبطية التي نحتفل بها كل سنة. 
 
 ومن براعة الأقباط أيضًا أنهم استخدموا ما هو نتاج الأرض في هذا الوقت (سبتمبر الجاري) وأكثر شيئين موجودين: البلح والجوافة، وحتى الترانيم في مدارس الأحد (يا بلح لونك أحمر..)، وهذه براعة أن نربط الطعام بالإيمان بالمناسبات والأعياد ونحيا بها هكذا.   
 
 حتى الإنسان البسيط يعرف أنه وقت الجوافة والبلح، وفي كنائسنا بالخارج لا يوجد في بلادهم الجوافة، فيستورودها منا ويوزعوها على أطفالنا في مدارس الأحد، فتثبت داخلهم المعاني الروحية مع الترانيم الروحية.
 
 كل سنة وأنتم طيبين، ودائمًا نقول "نوفري شاي" ومعناها عيد سعيد وردها أيضًا "نوفري شاي"، وهي باللغة القبطية".