محرر الأقباط متحدون
"الروح القدس هو الذي يفتح القلوب والعقول، وهو الذي يجعلنا روادًا لحلم الله!" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء جمعية تعزيز العائلة
 
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان أعضاء جمعية تعزيز العائلة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين على تأسيسها وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال خلال كل هذه السنوات، إذ ألهمتكم وصية محبة يسوع، التزمتم بإعادة اكتشاف سر الزواج وسر الكهنوت، ساعينَ ليس فقط إلى تعميق غناهما بطريقة مميزة، وإنما أيضًا إلى إبراز العلاقة التي بين هاتين الدعوتين المهمتين. إن الزواج والكهنوت في الواقع، وإن كانا بطريقة مختلفة ووفقًا لمواهب كل فرد، يرتبطان ارتباطًا وثيقًا لأنهما يظهران محبة الله، ويبنيان جسد الكنيسة السري. في الواقع، يتحدث هذان السران، بطرق مختلفة وإنما متكاملة، عن العلاقة الزوجية: إنَّ العطيّة الكاملة والفريدة وغير القابلة للانحلال للزوجين من ناحية، وتقدمة الكاهن لحياته من أجل الكنيسة ومن ناحية أخرى، هما علامتان لحب الله الزوجي لنا.
 
تابع الأب الأقدس يقول بالعودة إلى الموضوع الذي اخترتموه لهذه المناسبة، "نحن حلم الله"، أود أن أقول لكم إن "موهبتكم الزوجية" هي نبوءة لتحقيق حلم الله، وما هو حلم الله؟ إذ دعا تلاميذه لكي يبقوا مرتبطين به كأغصان في الكرمة، ولكي يصلّوا إلى الآب لكي يحفظهم في المحبة، يكشف لنا يسوع نفسه ذلك، ويطلب منا أن نكون جميعًا "واحدًا". هذا هو حلم الله لنا: أن يوحِّدنا في محبته، في شركته، لكي يجعلنا نكتشف جمال البنوَّة والأخوة الإلهية بيننا. ولهذا السبب صلى يسوع بحرارة. ويرسلنا إلى دروب العالم لكي نعلن أن الطريق لكي نخلق بشريّة جديدة يقوم على الأخوَّة، ثمرة المحبة، وليس على الإساءة والأنانية.
 
أضاف البابا فرنسيس يقول وبهذا المعنى، فإن الخدمة التي تقدمونها للكنيسة، وإنما للمجتمع أيضًا، أي مرافقة الأزواج والكهنة، تمثل قطعة ثمينة تساهم في تحقيق حلم الله، وأنتم لا تفعلون ذلك بالكثير من الكلمات أو النظريات المجردة، وإنما وبشكل خاص من خلال الدخول بمحبّة إلى واقع حياة الأشخاص الملموسة. وهكذا تذكرنا موهبتكم بأن الإيمان هو أولاً خبرة علاقة ولقاء. إنها قصة حب مع الله، مع الإخوة والأخوات. إنكم تنظرون عن كثب إلى الحوار الذي قد يكون صعبًا أحيانًا بين الزوجين والمواقف المعقدة التي يُدعى الكهنة أحيانًا إلى مواجهتها، وتعززون هكذا تبادلاً خصبًا لكي نتعلم معًا فن العلاقة، وفن الشركة. وهكذا تسيرون قدمًا بحلم الله، حلم الشركة الزوجية، في زمن يفضل أحيانًا السير في دروب الفردية المستنقعية بدلاً من المغامرة نحو قمم الحب الرائعة.
 
وخلص البابا إلى القول أنتم أيضًا علامة لحياة الكنيسة، المدعوة إلى اتباع طريق التبادل المتزايد بين العطايا والمواهب والخدمات. إن التبادل بين الأزواج والرعاة يعزز عمل البشارة الذي نحتاجه اليوم بشدة. في الواقع، من خلال العلاقات، ولاسيما من خلال الشهادة لجمال العلاقات، يمكننا أن نعلن غنى الإنجيل ونظهر محبة الله لكل خليقة. لذلك أشجعكم على مواصلة التزامكم بسخاء وشغف: لكي تعمموا خبرات الأزواج والكهنة والرهبان؛ وتفتحوا أبواب مسيرتكم أمام الشباب والمخطوبين؛ وألا تخافوا من اتباع مسارات جديدة تساعد الجماعات المسيحية على أن تحقق التقارب بشكل أفضل بين الأزواج ورعاتهم. ولاسيما أن تسمحوا بأن يرشدكم الروح القدس، الذي هو محبة الله والذي بدونه تكون نشاطاتنا عقيمة وباطلة. إن الروح القدس هو الذي يفتح القلوب والعقول، وهو الذي يجعلنا روادًا لحلم الله! أشكركم على خدمتكم الثمينة، سيروا قدمًا بفرح. أبارككم ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلوا من أجلي.