ياسر أيوب
فى بلد أخرى غير إنجلترا .. كان من الصعب جدا تقديم مسرحية عن حياة وشخصية وفكر المدير الفنى لمنتخب البلاد الكروى .. خاصة إن كان هذا المدير الفنى لم يحقق انتصارات كروية كبرى ولم يفز بأى بطولة .. لكن يبقى الإنجليز استثناء عالمى فى هذه الحكاية وكل تلك القواعد الكروية والفنية أيضا .. فالإنجليز لم يخترعوا فقط كرة القدم وعلموها للعالم ..
 
إنما كانوا أيضا أكثر شعوب العالم غراما بمسرحيات عن كرة القدم وحكاياتها .. فالمسرح بدأ تاريخيا على هيئة ساحة مستديرة يقف فى وسطها الممثلون ويجلس حولهم الجمهور فى مدرجات دائرية للفرجة عليهم .. واعتقد الإنجليز ولا يزالون يرونها نفس أساس كرة القدم بعد استبدال الممثلين باللاعبين وحولهم نفس الجمهور الذى كان فى الماضى يشاهد المسرحيات وأصبح الآن يستمتع بدراما كرة القدم .. وهى علاقة لا نجدها سواء فى السينما أو الرواية والقصيدة ..
 
وهكذا توالت المسرحيات الكروية الإنجليزية .. ولا أزال أذكر مقالا قرأته منذ خمس سنوات للصحفى والناقد الفنى الإنجليزى مارك لوسون عن حيرته لاختيار أجمل وأهم عشرين مسرحية قدمتها بلاده عن كرة القدم .. ولم أهتم وقتها باختيارات لوسون إنما توقفت فقط أمام حيرة اختيار أفضل عشرين مسرحية كروية .. وأحدث هذه المسرحيات الآن هى تلك التى عنوانها عزيزتى إنجلترا وبدأ عرضها فى يونيو الماضى فى المسرح القومى وستنتقل فى أكتوبر إلى مسرح الأمير إدوارد فى وست إند ..
 
وتحكى عن جاريث ساوث جيت الذى تولى مهمة الإدارة الفنية للمنتخب الإنجليزى منذ 2016 حتى الآن .. المسرحية كتبها جيمس جراهام وأخرجها روبرت جولد وبطولة جوزيف فاينس الذى قام بدور ساوث جيت .. وشارك ممثلون كثيرون سواء لتجسيد شخصيات لاعبى المنتخب وأيضا رؤساء الحكومات البريطانية فى فترة ساوث جيث ..
 
والدور النسائى الوحيد كان للممثلة جينا ماكى فى شخصية الطبيبة النفسية بيبا جرانج التى تمسك بها ساوث جيث ضمن جهاز المنتخب رغم معارضة كثيرين .. وتضمنت المسرحية استعراضات فنية كروية إلى جانب توثيق نتائج المنتخب من نصف نهائى مونديال 2018 إلى نهائى أمم أوروبا 2020 إلى دور الثمانية فى مونديال 2022 .. ومع كل الاحترام لهذه المسرحية .. تبقى الصحافة الإنجليزية صاحبة الدور الأكبر والأجمل فى الحديث عن ساوث جيت حين أعادت اكتشافه أثناء بطولة أمم أوروبا الماضية فبدأت الحديث عنه لاعبا ومدربا وعاشقا أيضا .. الأندية التى لعب لها أو دربها وأليسون البائعة فى أحد محلات لندن التى أحبها ساوث جيث لكنها كانت تحب غيره وبقى ساوث جيت ينتظرها حتى أحبته وتزوجها .. واعتبر الإنجليز حكاية تختصر شخصية الرجل الذى لا يستسلم لهزيمة أو ضغوط وقيود
نقلا عن المصرى اليوم