حمدي رزق
احتراز وجوبى، من حق إخوتنا في فريق «اتحاد جدة» السعودى السعى لاقتناء جواهر التاج في الكرة العالمية.. وجوهرة صلاح تحديدًا.
صلاح «رقم صعب» في معادلة الكرة العالمية، فضلًا عن موهبته ومنجزه، وراءه جمهور عظيم، لا يُعد ولا يُحصى مصريًّا وعربيًّا ودوليًّا.
في حالة صلاح، صفقة رابحة تستاهل الملايين، تشترى لاعب بجمهوره، قبل سنوات كنا نشجع ونتمنى الفوز لفريق Fiorentina «فيورنتينا الإيطالى» لأن صلاح فحسب يرتدى فانلته البنفسجية.
ومن حق نادى «ليفربول» الإنجليزى أن يمانع في انتقال صلاح إلى جدة، بحكم العقد بين صلاح والريدز شكلًا، وموضوعًا صلاح «رمانة الميزان» في الفريق العريق، وأهم أعمدته الأساسية الباقية، التي يعول عليها المدير الفنى الألمانى «يورجن كلوب» كثيرًا في قيادة الفريق نحو منصات التتويج، وتوفير قدر من الطمأنينة لجماهير «الريدز» في مرحلة القلق (تجديد دماء الفريق).
وحق صلاح معتبر في تحديد وجهته (بعد الثلاثين)، وهو رقم حساس في حياة نجوم الكرة، كما يقولون، فما تبقى ليس بالكثير، سنوات معدودة بفعل عامل السن وعوامل أخرى كثيرة يستبطنها خبراء كرة القدم.. ولست منهم.
صلاح قطع مشوارًا طويلًا مع ليفربول، يكاد يكون إحدى أساطيره الحيّة، محطمًا أرقام مَن سبقوه في ارتقاء سلم أنفيلد العريق (ملعب الريدز).
صور صلاح جداريات مرسومة حبًّا، واسم صلاح غنوة في المدرجات عشقًا، وابتسامته البشوش تُغبط محبيه، وسجدته بعد تسجيل الأهداف ماركة مسجلة، جماهير الريدز ربما لم تحب لاعبًا أجنبيًّا قدر ما أحبت محمد صلاح، وفى حبه وعنه يتحدث المعلقون الإنجليز بإعجاب.
مشوار صلاح كان مُضْنِيًا، لم يكن يسيرًا بأى حال، وكل خطوة كانت بمثابة تحدٍّ للذات، وصادف صعابًا تخطاها جميعًا بجلَد وصبر وقدرة هائلة على التكيف في الأجواء الكروية الأوروبية، والإبداع في ظل منافسة مخيفة من عمالقة الكرة العالمية.
برز صباح يومًا وصار من العشرة الكبار المبشرين بالكرة الذهبية، وكاد يقطفها مرات، وفى كل مرة تراوغه متمنعة في ظل منافسة محتدمة مع الثنائى الرهيب (ميسى ورونالدو) المهيمنين على الكرة الذهبية لأعوام طالت.
اختيار صلاح البقاء في ليفربول لا يحتمل تفسيرات خارج التراك من تلك التي ذهب إليها معلقون محبون، هذا اختيار شخصى محض، يخص صلاح وحده، هو مَن قرر البقاء ليس مدفوعًا ولا مشفوعًا ولا متبوعًا برغبات مستبطنة في ذهنية البعض.
هؤلاء يشهلون رفض العرض السعودى على هوى منهم، ويتبارون في التفسيرات، وبعضها ربما لم يدُرْ بذهن صلاح ولا دار بخلده وهو يقرر البقاء على الأقل هذا العام في «ملعب أنفيلد» لحين موسم الانتقالات الشتوية.
صلاح لاعب محترف في عالم الاحتراف، وهذا العالم لا يفقه الهواة، وبقاؤه هذا العام أو لأعوام مقبلة في ليفربول قرار احترافى يقدره محترف خبر معنى الاحتراف الحقيقى.
المحترف لا يحرفه عن المرمى مال أو إغراء أو هتاف عليه في المدرجات، فقط المصلحة الشخصية المباشرة، وهذا درس صلاح، رسالة بعلم الوصول لكل صاحب موهبة، لا ترهنها للمزاجية، ولا تسقط في فخ الإغراء.
نقلا عن المصري اليوم