اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار شفاء أيوب البار'>الصديق أيوب البار (١ توت) ١١ سبتمبر ٢٠٢٣
تذكار شفاء أيوب الصديق '> القديس أيوب الصديق . و ايوب اسم عبري. ولا يعرف معناه على وجه التحقيق، ويقول بعضهم أنه قريب من اللفظ العربي آيب فربنا يعني الراجع إلى الله أو التائب، ويقول آخرون أنه يعني المبتلى من الشيطان ومن أصدقائه ومن الكوارث التي حلّت به. ويقول هؤلاء أن الاسم في هذه الحالة مأخوذ من إيثاب أي "المعادي". وهي أحد رجال العهد القديم الأبرار وكان يقطن أرض عوص (أي 1 : 1) وأول مَنْ ذكره هو حزقيال (حز 14 : 14 و16 و20) وكان يعيش في بيئة شبيه ببيئة الآباء الأولين وفي ظروف مماثلة لظروفهم، وكان يقيم بالقرب من الصحراء في زمن كان يقوم فيه الكلدانيون بغزوات في الغرب (أي 1: 17). ولا يوجد مسوغ للشك في حقيقة الاختبارات العجيبة التي جاز فيها وقد ورد ذكرها في سفره. وقد أبرزت هذه الاختبارات مسألة من أهم المسائل وهي: لماذا يسمح الله بأن يتألم البار؟ ثم يسير السفر في معالجة هذه المشكلة في قصيدة شعرية فلسفية رائعة. وقد كُتِبَ سفر أيوب الذي يعتبر أحد أسفار الحكمة شِعرًا في الأصل. ويرسم لنا السفر صورة حَيَّة قوية للآلام التي عانها أيوب والنقاش الذي دار بينه وبين أصحابه بشأن الأسباب التي لأجلها قاسى ما قاساه من ألم، وبشأن إيجاد حلّ لهذه المشكلة وتذكر المقدمة (ص 1: و3: 2) ومقدمات الخطابات الأخرى وبخاصة خطاب أليهو (ص 32: 1-5) والخاتمة عظمة أيوب واتساع ثرائه في أوائل أيامه ثم في أواخر أيامه لما باركه الرب (أي 42: 7-17) وقد كتبت هذه الأجزاء التي ذكرناها، في الأصل نثرًا أما مشكلة السفر التي أشير إليها أنفًا فهي: "لماذا يتألم البار؟"
والغرض الرئيسي هو دحض النظرية التي تقول أن الألم علامة على غضب الله وعدم رضاه، وأنه لا بُدّ أنه صادر كنتيجة لخطيئة ارتكبها من يقاسي هذا الألم. ومن يدرس العهد القديم يلاحظ أن النجاح كثيرًا ما يأتي نتيجة لحياة البر، وأن الشر نذير الفشل والخيبة (قارن خر 23: 20 وتث 28 ومز 37 و63 واش 58: 7-13 وار 7: 5-7 و17: 5-8 و19-27 وص 31: 29 و30 حز ص 18) ولذا فعندما يكون هناك استثناء لقانون الثواب والعقاب يصبح سبب حيرة عظيمة وارتياب بالغ، أما في حالة الأبرار فقد كان هناك اتجاه إلى البحث عن الخطيئة التي هي سبب ما يقاسون من ألم بما أن الألم ينتج عن الخطيئة لذا فكل ألم دليل على أنه كانت هناك خطيئة سببت هذا الألم. ومن الواضح أن هذا الاستنتاج مُجانِب للمنطق السليم. وأيوب في نقاشه لا يدعي أنه بريء كل البراءة من الخطيئة ولكنه يعتقد اعتقادًا راسخًا أن عقابه، إن كان هناك شيء موجب للعقاب، فإنه لا يتناسب في قسوته مع خطيئة. وتصور فاتحة الكتاب أيوب كرجل أصحاب نجاحًا كبيرًا في حياته ويمتلك الكثير من القطعان والمواشي وله عدد كبير من الخدم وله أسرة كبيرة. وقد سمح للشيطان أن يختبر إيمان أيوب ففقد في الأول مقتنياته وحرم من أسرته ولما فشلت هذه الوسيلة في إخماد إيمان أيوب سمح للشيطان فيما بعد أن يصيب جسده بالألم ولكن إيمان أيوب ينتصِر في النهاية ويعود إلى نجاح فاق نجاحه الأول.
بركه صلاته تكون معنا، آمين....
و لآلهنا المجد دائما أبديا آمين...