محرر الأقباط متحدون
في عظته مترئسا القداس الإلهي لمناسبة تطويب العائلة البولندية أولما توقف عميد الدائرة الفاتيكانية لدعاوى القديسين الكاردينال سيميرارو عند ما يقدم الطوباويون الجدد من نموذج يقتدى به للمحبة والعناية بالآخرين وحمايتهم انطلاقا من الإصغاء إلى كلمة الله.
ترأس عميد الدائرة الفاتيكانية لدعاوى القديسين الكاردينال مارشيلو سيميرارو الأحد ١٠ أيلول سبتمبر قداسا إلهيا في ماركوفا البولندية لمناسبة تطويب يوزيف وفيكتوريا أولما وأبنائهما السبعة، وكان أفراد هذه العائلة البولندية قد قُتلوا جميعا بعد أن خبأت العائلة في بيتها عائلتين من اليهود من ثمانية أفراد خلال الحرب العالمية الثانية. وانطلق عميد الدائرة في عظته من قراءة الإنجيل التي تُحدثنا عن مَثل السامري الصالح والذي اختتمه يسوع قائلا: اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضاً مِثْلَ ذلك. وقال الكاردينال سيميرارو إن يوزيف وفيكتوريا أولما قد أوليا اهتماما كبيرا لهذا المقطع من إنجيل القديس لوقا ووضعا أسفل العنوان "مَثل السامري الصالح" خطّا باللون الأحمر في الكتاب المقدس الذي كان لدى العائلة، وأضافا كلمة "نعم". وواصل عميد الدائرة مذكرا بحديث البابا يوحنا بولس الثاني عن أن مَثل السامري الصالح يروي لنا قدرة المعاناة على أن تحفز لدى الإنسان المحبة، أي هبة الذات لصالح الآخرين، وأضاف الكاردينال أن هذه العطية هي محور احتفالنا اليوم وأنه من الخطأ أن نتذكر في يوم الاحتفال بتطويب العائلة أولما فقط شراسة مَن قتل أفراد هذه العائلة، بل يجب أن يكون هذا يوم فرح وذلك لأن صفحة الإنجيل تلك قد أصبحت بالنسبة لنا واقعا معاشا يبرق في الشهادة المسيحية للزوجين أولما وفي استشهاد هؤلاء الطوباويين الجدد.
ثم أراد الكاردينال سيميرارو التوقف عند ما وصفه بالقرار البطولي ليوزيف وفيكتوريا، أي حماية العائلتين اليهوديتين بتخبئة أفرادهما في بيت العائلة، وأشار إلى أن التأمل في هذا القرار يتطلب التعمق في المسيرة الروحية للزوجين أولما. وتحدث بالتالي عن كون يوزيف أمينا ومجتهدا في عمله وعن رغبته في أن يكون في خدمة الآخرين، أما فيكتوريا فتميزت بالتواضع والود والانتباه إلى احتياجات الآخرين. وتابع عميد الدائرة مشيرا أيضا إلى النمو المتواصل للزوجين في محبة الله والقريب، وإلى مشاركتهما في عمل الرعية وفي نشاط البلدة الصغيرة التي كانا يعيشان فيها، هذا إلى جانب نقلهما إلى أبنائهما القوة المؤثرة لشهادتهما المسيحية. وأضاف الكاردينال في هذا السياق أن تميُّز تطويب اليوم يكمن في أنه يتم تطويب عائلة بكاملها لم يجمعها فقط رباط الدم بل وأيضا الشهادة المشتركة ليسوع وصولا إلى بذل الحياة.
هذا وأشار عميد دائرة دعاوى القديسين في عظته إلى موضوع الاستقبال الذي هو محور الرسالة ثمرة شهادة هذه العائلة حسبما ذكر. وأضاف أن الطوباويين الجدد يُعلِّموننا في المقام الأول استقبال كلمة الله والعمل يوميا من أجل تطبيق مشيئته. وتابع أن يوزيف وفيكتوريا أولما قد استمدا من الإصغاء إلى كلمة الرب برنامج حياتهما وحياة عائلتهما الشجاع.