ياسر أيوب
سواء فزن اليوم على تونس أو لم يفزن.. فقد ضمنت بنات مصر التأهل لقبل نهائى بطولة إفريقيا لكرة اليد تحت 20 سنة، المقامة حاليًا في تونس.. ويعنى ذلك أيضًا المشاركة في كأس العالم المقبلة.. ومن السهل أن تراهن مجرد فرقة بنات سافر بهن محمد فرغلى إلى تونس وقادهن هناك للفوز على مالى، ثم مدغشقر، ثم الجزائر، سواء كان انتصارًا صنعه اجتهاد وإرادة وحسن تدريب وقيادة، أو كان انتصارًا بمحض المصادفة.. لكن التمهل أمام هؤلاء البنات ومدربهن وباقى جهازهن الفنى والإدارى سيقودنا لنرى حكاية رياضية مصرية جميلة واستثنائية.
وإذا كنا اعتدنا أن نصف الفائزين ببطولة ومن يحققون انتصارات بأنهم يصنعون التاريخ، فهؤلاء البنات ومدربهن وجهازهن يصنعون المستقبل ويفتحون بانتصاراتهم ألف باب أمام لاعبات صغيرات كثيرات أصبحت أحلامهن اليوم في ملاعب كرة اليد مشروعة وممكنة أيضًا.. فهؤلاء البنات اللاتى اجتزن بنجاح امتحانات الثانوية العامة مؤخرًا.. كن منذ سنوات قليلة تلميذات مصر اللاتى سافرن بعلم بلادهن إلى صربيا للمشاركة في بطولة العالم المدرسية.. ومن بين تلميذات 12 دولة.. فازت بنات مصر بالمركز الثانى بعد فوزهن على تلميذات رومانيا والدنمارك وسلوفاكيا ومونتينيجرو، ثم خسرن النهائى أمام ألمانيا.. وهن نفس البنات اللاتى سافرن مع نفس المدرب العام الماضى إلى مقدونيا للمشاركة في كأس العالم لناشئات كرة اليد.
وهناك انتصرن على بنات منتخبات قوية مثل كرواتيا والبرتغال وتأهلن لدور الثمانية لأول مرة في تاريخ اليد النسائية المصرية.. ولأول مرة تسجل بنات مصر أكثر من ثلاثين هدفًا في المباراة الواحدة ويجبرن الجميع على احترامهن ويشيد بهن الاتحاد الدولى واللجنة المنظمة والإعلام والجمهور.. وتتألق بنات مصر لتكون إحداهن هي اللاعبة الأفضل في كل مباراة شاركت فيها مصر.. وفازت البنات المصريات بالمركز السابع على العالم، ونجحن في إجبار الجميع على تغيير آراء وأحكام قديمة ودائمة بشأن قدرة بنات مصر لكرة اليد على البطولة والانتصار.
وعادت هؤلاء البنات وقتها إلى القاهرة بعد أن قادهن محمد فرغلى لتحطيم أسطورة أن كرة اليد في مصر هي لعبة رجالية فقط، لدرجة أن اتحادات كرة اليد المتعاقبة في مصر كانت ترفض تأسيس منتخب أول خشية فضائح وهزائم ثقيلة لا داعى لها أو ضرورة.. ولا تزال نفس البنات يواصلن ثورتهن ويلعبن ويحلمن وينتصرن أيضًا.. وكتبت عنهن بعد بطولة المدارس وبعد كأس العالم ووعدتهن بالكتابة هذه المرة أيضًا، وعن محمد فرغلى الذي لا يزال يحلم مع هؤلاء البنات بما هو أكثر وأجمل.. وأثق أنه مدرب قادر بالعلم والاجتهاد على تحقيق ما يحلم به لنفسه ولبنات كرة اليد في مصر.
نقلا عن المصرى اليوم