محرر الأقباط متحدون
إن استخدام هذه الأسلحة، كما يوضح وفد الفاتيكان في جنيف بمناسبة الاجتماع الحادي عشر للدول الأعضاء في اتفاقية حظر استخدام هذه الذخائر، "يمثل هزيمة ساحقة للأبرياء الذين يتألمون بسبب قسوة الصراع".
بمناسبة انعقاد الاجتماع الحادي عشر للدول الأطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية، برئاسة العراق ألقى ممثل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف مداخلة قال فيها إن الكرسي الرسولي يقدّر التزام العراق باتفاقية الذخائر العنقودية ويود أن يشكركم على العمل الذي تمّ القيام به في التحضير لهذا الاجتماع الحادي عشر للدول الأطراف.
تابع ممثل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة يقول في البداية، يود الكرسي الرسولي أيضًا أن يهنئ نيجيريا على تصديقها على الاتفاقية، وكذلك جنوب السودان على انضمامها إليها. ولذلك تمثل أي دولة طرف إضافية في الاتفاقية دافعًا متجددًا لتحقيق العالمية، مما يضمن أيضًا تقليل عدد الضحايا في المستقبل وإمكانية تقديم المساعدة المناسبة للذين تأثروا بشكل مأساوي. وفي هذا الصدد، فإن الكرسي الرسولي، رغم اعترافه بأنه لا تزال هناك دول ليست أطرافاً في الاتفاقية، يود أن يغتنم هذه الفرصة لتوجيه نداء قوي إلى جميع الدول لكي تنضم إليها بالكامل وتنفذ الاتفاقية برسالتها وروحها. وبما أن الذخائر العنقودية لا تزال تستخدم، فمن الأهمية بمكان أن يتذكر هذا الاجتماع المبادئ الأساسية لهذه الاتفاقية وأن يأخذها في عين الاعتبار بقوة. وهذا يعني بالنسبة لهذا الوفد إعادة تأكيد لا لبس فيه على القيمة البارزة والمتأصلة للكرامة البشريّة والمركزية التي يتمتع بها الكائن البشري.
أضاف ممثل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة يقول وعندما نتحدث عن "عالمية" الاتفاقية، فإن هذا ليس مجرد عنصر اختياري، وإنما هو التزام قانوني". إن العالمية لها آثار مباشرة وعواقب بعيدة المدى، لاسيما فيما يتعلق بمساعدة الضحايا، وهو أحد الأسباب الرئيسية وراء ظهور هذه الاتفاقية. وفي هذا الصدد، يناشد الكرسي الرسولي جميع أطراف النزاع في أوكرانيا لوضع حد فوري لاستخدام الذخائر العنقودية، ويريد أن يردد صدى نداءات البابا فرنسيس للتحرك والعمل من أجل السلام في أوكرانيا التي تمزقها الحرب. إن بذور السلام تكمن في الحوار الصادق وتطبيق القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وكما تعلم العديد من الدول الأطراف في هذه الاتفاقية جيدًا، فإن الإرث القاتل للذخائر العنقودية يمثل هزيمة ساحقة للأشخاص الأبرياء الذين يتألمون بسبب قسوة الصراع، وكذلك لتحقيق تنمية بشرية متكاملة، والحفاظ على الاستقرار والسلام.
تابع ممثل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة يقول وكما أشار قداسة البابا فرنسيس خلال زيارته الرسولية إلى بلدكم العراق في عام ٢٠٢١، فإن الصراعات تخلف في أعقابها "الموت والدمار والخراب، ليس فقط على المستوى المادي: بل إن الضرر أعمق بكثير إذا فكرنا في الحسرة التي يعاني منها العديد من الأفراد والجماعات، والجراح التي سيستغرق شفاءها سنوات". وكعائلة من الدول، عندما نلتزم بالأحكام عينها وعندما نتشاطر الأهداف عينها بموجب هذه الاتفاقية، تصبح مساعدة الضحايا مسؤولية مشتركة. ولذلك، فإن تأخير وفشل إحدى الدول الأطراف هو فشل للجميع، وهذا الأمر يقاس حتماً من حيث الأرواح البشرية المفقودة أو من خلال تأخير تقديم المساعدة إلى الضحايا. وعلى المنوال نفسه، فإن نجاح الفرد هو أيضًا نجاح للجميع. وفي هذا الصدد، يود هذا الوفد أيضاً أن يهنئ الدول الأطراف التي تمضي قدماً في استكمال تدمير مخزوناتها.
وخلص ممثل البعثة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة إلى القول وإذ يجدد قربه وقرب الأب الأقدس من العديد من ضحايا الصراعات في جميع أنحاء العالم، يود الكرسي الرسولي أيضًا أن يعرب عن امتنانه للدول الأطراف الأخرى في الاتفاقية لالتزامها وسخائها - لا سيما في مساعدة ضحايا الذخائر العنقودية، من خلال التعاون والمساعدة الدوليين. ونظراً للارتفاع المثير للقلق في عدد الضحايا، فإن الكرسي الرسولي يأمل صادقاً في أن نتمكن من أن نواصل بقوة أكبر على هذا الدرب النبيل في الدفاع عن كرامة الإنسان وحياته، فضلاً عن تحقيق الخير العام لجميع الناس.