بقلم / أشرف ونيس
✍️ تكسرت الأحرف كما تذبذت الكلمات حين أرادت أن تصل إلى الآذان لكنها ضلت الطريق إليها ، و إن كان الصوت هو كم من الترددات السابحة فى حيز من فراغ ؛ لكنه ما عاد بفراغ إذ إنه تراكمت فى طريقه المادة بكل انواعها حين هدمت كما تهدمت ، حطمت كما انتثرت و تحطمت !!!
أصاب القلب سهما من نيران كما اجتاز بالنفس سيف ماض بنصليه الحادين اللذين لا يعرفان سوى البتر و الفصل حينما استنجدت الأرواح بداخل الأبدان للنجاة عيشا فى أرض اهتزت و ارتعشت عندما أصيبت بخلل ما و ما عادت بأطرافها قدرة على معرفة موضعهما !!! فقد بُحِت - الحناجر - بأصواتها التى لم تعتد عليها ، كما تعرجت الاصوات و ما كان بصوت ليعرف طريقه حيث تعثر بألف شيء و شيء ....... ، و بينما تبذل خريطة الأبدان بكل تفاصيلها العمل على قدم و ساق ؛ تتسابق الآذان للنصر فى مباراة قد تخضبت ساحتها بدماء الحياة و الموت ، فهاهى بقايا الأبنية التى ضجت بها الفراغات و هاهى النداءات التى تبحث عن قرينتها من بنى جلدتها ، و هاهو الخارج الذى فعل ما فى وسعه للاتحاد بالداخل لكنها ركامات الأحجار التى حالت وصولا إلى ذلك ، حيث أمست سدًا منيعًا ليصل كل إلى ذويه و خاصته...... و هكذا بات الثبات و الاستقرار : شواهق من التحول و تلالاً من التزعزع !!!
تقاصر الإدراك وقت أن فكر فى أن الحجر هو ما قد هوى على سطح من أرض قد أصابها مس من جنون ، لكنها لوحة الأحلام التى رسمت فى خيالات البشر و افئدتهم وقت صفائهم هى ما تمزقت ، طموحات الشباب و نسج أمانيهم هو ما قد اعتراها العوار بل الاندثار و التلاشي فى لا وقت ، الأمن و الأمان وقت أن مرض و هزل بل فارق الحياة ذاهبا الى المجهول هو ما قد حدث و تم ، دفء الاحضان وقت ألم الشعور و خوفه هو ما أصابه العياء المميت حين بحث عن ترياقه لكنه ما وجد غير الموت بمحيطه الأسود الفسيح ، فسبح فيه بل غاص إلى حيث لا نعرف ....... ، و هكذا انقلبت صورة البشر حين امتزجت كل الألوان فصارت بلا لون مألوف أو شكل قد مر قبلا أمام الأعين و الأبصار !!!
لقد ظفرت الطبيعة بالنصر حين تعالت ب راية تغلبها على كائنات لا تملك فى مواجهتها أى سبيل أو درب ، هكذا تعاظمت و هكذا تواضعنا نحن تحت ثقل يدها التى أحنت الهامات بل جثمت فرقدت قريرة الأعين ، ساكنة أرواحها فى بيتها و مقرها الابدى ، و نحن الاحياء نستجدى رضاها علينا رافعين أيدى الاستسلام ، مرتكنين على كلمتى لعل و عسى : ترضى فتسكن فنسلم فنأمن من شر غضبها و سخطها علينا .
بقلم / أشرف ونيس