Oliver كتبها
-تنبأ زكريا بن برخيا النبي منذ أكثر من خمسمائة عام قبل مولد يوحنا. كأنه يرى يوحنا رؤى العين أخبر عن زمن تصير كلمة الرب عزيزة و يسود الصمت الإلهي على ألسنة أنبياءه.و يكون في ذلك اليوم  أن الأنبياء يخزون كل واحد من رؤياه إذا تنبأ.و لا يلبسون ثوب شعر لأجل الغش.بل يقول لست أنا نبياً.أنا إنسان فالح الأرض.لأن إنساناً إقتناني منذ صباى.فيقول له ما هذه الجروح التي في يديك ؟فيقول :هي التى جرحت بها فى بيت أحبائى.زكريا 13: 4 – 6.
- زكريا النبي غير زكريا أب يوحنا و يسبقه بخمسة قرون.و يركز هنا علي عدة عناصر تصف يوحنا دون أن تسميه و تصف عصره دون أن تحدده.

- النبوة تصف نبياً فى زمن خاف فيه الأنبياء.لم يلبسوا ثوب الشعر ( وبر الإبل) تركوا التفرغ لكلمة الله  و عاشوا وسط الحقول متخفين.قائلين نحن فلاحون و لسنا أنبياء.لكن هناك رجل مختلف .يقول أن الرب إقتناه و تملك عليه منذ صباه.و هذا النبي سيسأل المسيح عن خلاصه (جروحه) التي في يديه.فنفهم أن هذا النبي سيكون فى عهد الخلاص و زمن المخلص ربنا يسوع.هو يوحنا إيليا الثاني بثوبه و رسالته.

- كما كان إيليا يلبس وبر الإبل و علي حقويه حزاماً من الجلد.2مل1: 8.الذى خلعه و منحه لإليشع النبي و مزقه إليشع نصفين و به ضرب الماء فإنفلق الأردن و عبر إليشع نفس النهر الذى سيكون على ضفته الجنوبية يوحنا لابساً نفس الملبس واقفاً عند نفس النهر مطارداً مثل إيليا.كانت إيزابل الوثنية تؤجج قلب آخاب ليقتل إيليا و كانت هيروديا مثل إيزابل توغر قلب هيرودس ليقتل يوحنا.أصعد الرب إيليا مع ملائكته و تبني يوحنا في البرية برفقة الملائكة.
-  من هو الإنسان الذى إقتني يوحنا منذ صباه سوي إبن الإنسان.فهو لفظ تنبأ عن تجسد المسيح. و هو له المجد, الجريح فى بيت أحباءه.إمتلكه الرب يسوع بإنقاذ حياته من هيرودس .

- يوحنا المعمدان ليس إبن زكريا الذى قتل بين الهيكل و المذبح.فهذا نبي آخر 2 أخبار 24: 21-23.أيام الملكين أخزيا و يؤآش أى من القرن التاسع قبل الميلاد.و هو زكريا حفيد يهوياداع و أبوه أخزيا فيقال حينا أنه إبن أخزيا أو ينسب لجده الشهير يهوياداع مستشار الملك.قتلوا زكريا لأنه تنبأ فقال و هو يموت: الرب ينظر و يطالب. تنبأ حتي وقت موته أن المسيح سيذكر هذا المشهد و يطالب بدمه و دماء كل برئ مت23: 35 لو11: 51.

- ليس فى كل أسفار العهد القديم معمودية بل بعضاً من رموزها كعبور البحر و السحابة و الصخرة المتفجرة ماءا.لم نسمع أن نبياً أو حتى رئيس كهنة يعمد الناس.كان التكفير بالذبائح.من علم يوحنا المفهوم الإلهي للمعمودية إلا الذى خاطب تلاميذه قبل صعوده يأمرهم بالمعمودية. إذ قد إرتقى بمعموديته  إلى معناها الكامل بالماء و الروح و صوت الآب.حتماً كان هذا أحد الدروس السمائية التي يتلقاها يوحنا في البرية .

-المعمودية موت مع المسيح و قيامة و حياة لهذا لم يتعمد يوحنا لأن  المسيح لم يكن قد مات بعد .معمودية التوبة ليست  بديلاً عن الموت مع المسيح لنلبس المسيح.كان يوحنا يهيئ الطريق.

- من علم يوحنا تحويل الحجارة إلى أولادا لإبراهيم؟من أخبره بهذا التحول من القساوة إلى البنوة.من علمه عن الآتى.و أنه حمل الله؟ كيف صاغ هذه الكلمات إلا لو سمعها مباشرة من السماء.من علمه أن أصل الشجرة ستقطع لأن الكرمة الحقيقية سيحل محلها بالكنيسة.من أعطاه هذه التعبيرات الجديدة و متى و كيف في برية هجرها الأنبياء إلا يوحنا؟

- ظل يتتلمذ بأصوات الملائكة و تعاليم السماء مباشرة.لم تدعه هذه الرؤى المتواصلة يفتقد الطعام و يهتم بالملبس مت11: 18 .كان يأكل الجراد و لم نسمع أحداً أكل الجراد.لبس شعر الإبل و لم نر سوى إيليا سبقه لهذا .عاش يوحنا فى البرية منذ مات أبواه فى طفولته حين أخذه ملاك إلى مدرسة البرية إلى العناية الإلهية فصار أقوى من وحوش البرية و أكثر جسارة منها لذلك هزت كلماته الضمير و ما زالت تؤثر.و كما لم يكن له يد فى دخوله البرية لم يكن له يد فى ظهوره لإسرائيل لو1: 80 بل بعدما إكتمل إعداده بيد الله مباشرة و ما أن أخذ كلمة إلهية حتى إنطلق مهاجماً الفساد و الخطية بكل صورة إذ أنه منذ طفولته و حتى بدء خدمته لم يعرف سوى البر و القداسة لهذا صار صوت صارخ فى البرية لم يوقفه و لا الموت.

- كل طفل فى يدكم هو مشروع صغير ليوحنا جديد.خذوهم إلى الكنيسة مدرسة السماء و ستجدون إعلانات الله لكم لتربيتهم كالملائكة فى زمن خاف فيه الأنبياء.سيكرزون حين تصمت الكهنة و تتجه قلوبهم إلى الآتى حين تنحن قلوب غيرهم إلى تراب الأرض لأن الذين تربوا في البلاط الملكي الإلهي لا يعوزهم شيء.