حمدى رزق

أولًا:

يشترط فى الغطاء أو الحجاب الذى تختاره الطالبة برغبتها، ألا يحجب وجهها، ولا يُعتد بأى نماذج أو رسوم توضيحية تعبر عن غطاء الشعر بما يخالف ذلك، مع الالتزام باللون الذى تختاره مديرية التربية والتعليم المختصة.

ثانيًا:

أن يكون «ولى الأمر» على علم باختيار ابنته، وأن اختيارها لذلك قد تم بناء على رغبتها دون ضغط أو إجبار من أى شخص أو جهة غير ولى الأمر، على أن يتم التحقق من علم ولى الأمر بذلك.

مواصفات الزى المدرسى الذى قرره الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم بتعليمات مشددة خلاصتها؛ ممنوع قطعيًّا النقاب، والحجاب مسموح برغبة شخصية بعلم ولى الأمر.

مقولة «أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى أبدًا» ليست صحيحة فى مطلق الأحوال؛ أحيانًا يكون الموعد قد فات فعلًا.

والسؤال: هل فات الوقت بالوزير حجازى؟، وهل ستجد تعليماته أذانًا صاغية وتطبيقًا صارمًا؟، وهل سيرتدع «الطابور الخامس» فى مفاصل العملية التعليمية فى الإدارات الطرفية بالتنفيذ الأمين لهذه التعليمات الوزارية؟!.

نفرة الوزير إلى مواجهة ظاهرة النقاب والحجاب (القسرى) فى المدارس مطلوبة على وقتها.. ومحمودة، والوقت يقينًا لم يفت، وفى الإمكان تدارك ما كان واجبا، وتغاضينا عن تطبيقه طويلا، وأغمضنا الأعين ونحن نرى النقاب والحجاب (جبرا) يخزق العيون فى تحدٍّ سافرٍ لأدبيات العملية التعليمية (ما يخص الزى المدرسى).

الوزير بشجاعة قرر المواصفة التعليمية، ما يهيج زنابير القفير (بيت النحل)، دخل عش الدبابير وعليه أن يحتمل اللدغ.. يقينًا، ستُشيَّر حملة (إخوانية/ سلفية) لإجهاض تعليمات الوزير حجازى، وسيُتهم بالعلمانية وعدو النقاب والحجاب.. وهلم جرا من اتهامات مطلقة السراح فى الفضاء الإلكترونى.

كل من اقترب من النقاب والحجاب احترق، وفى الذاكرة القريبة الحملة (الإخوانية/ السلفية) الضارية على شيخ الأزهر طيب الذكر العالم الجليل الدكتور محمد سيد طنطاوى (رحمه الله)، يوم اعترض على نقاب طالبة فى معهد أزهرى، قائلا: «الإسلام لم يقل بهذا..».

وكانت ملحمة، ولولا (يرحمه الله) كان الإمام الأكبر شيخ الأزهر لاتهموه فى دينه وعرضه.. رحمة الله عليه، كان شجاعًا غير هياب، مواجها على رؤوس الأشهاد.

نذكّر بما لقيه الدكتور طنطاوى من عنت من جماعة «الحجاب قبل الحساب» المطلوقة على بناتنا فى البيوت والمدارس والطرقات وعلى أعمدة الإنارة لإظلامها.

فى عُرفهم الحجاب أولا قبل التعليم، قبل الدين، قبل المرسم وحصة المهارات، قبل الأكل وبعده، وحجابى سر سعادتى، والمرأة التى بلا حجاب هى مدينة بلا أسوار، وكونى شامخة بحجابك فى زمن التبرج!.

دعم قرارات الوزير حجازى واجب مستوجب على الجماعة الوطنية، وقبلها دعم مجلس الوزراء، ووكلاء الوزارة، ومدراء المديريات التعليمية، والمعلمين، وأولياء الأمور.

لا تتركوه وحيدًا، الوزير حجازى فتح على نفسه أبواب جهنم الحمراء، هل تتركونه يحترق بنار موقدة؟، هل نقف مكتوفى الأيدى نتفرج عليه؟، هل ننفر لدعم الوزير الذى قرر ما غفلنا عنه طويلا حتى تلونت مدارسنا بألوان من اللباس (الزى) غريب الملامح، هجين ما بين حجاب ونقاب وخمار.. وإسدال تخفى الوجوه؟!.

نقلا عن المصرى اليوم