حمدي رزق
ما كان ليتأخر عن التعزية والدعم والمساندة الفورية.. أتكلم عن رئيس مصر الكبيرة، الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، يعلن الحداد من فوره فى عموم البلاد، ويعزى الشعبين المغربى والليبى فى مصابهما الأليم، ويعبر عن مشاعر جموع المصريين بكلمات حزينة، تعزية واجبة فى شهداء الزلزال والإعصار.
وهرعت مصر الكبيرة لتأدية واجبها القومى والعربى والإنسانى، المساعدات المصرية على وقتها، بلا سقف، تسخير إمكانيات الدولة المصرية وجيشها العظيم لطلب الأشقاء، واجب مصرى مستوجب، من بلد عربى كبير يعرف الواجب ويؤديه على وقته دون مَنٍّ وَلَا أَذى، ما بين الأشقاء يمكث فى الأرض.
مصر تحفظ الحديث الشريف عن ظهر قلب، وتتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، ومصر تداعت بالحزن الشفيف وإعلان الحداد، وهرعت إلى المساعدة من فورها.
الرسالة المصرية المعتبرة وصلت، رسالة بعلم الوصول، ما بين الشعوب العربية أقوى من الزمان، ما بين الشعوب العربية الكثير مما تزخر به العلاقات الأخوية الضاربة جذورها فى الأرض الطيبة، ما بيننا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء.
نفرة القيادة المصرية إلى مثل هذا الموقف الحضارى وتسيير جسر جوى مستدام يحمل المساعدات الإنسانية العاجلة للشعبين المغربى والليبى ترجمة أمينة لحكمة شعبية راقية تحكم المواقف المصرية «الضفر ميطلعش من اللحم»، وهم فى (مراكش ودرنة) من لحمنا ودمنا، وبين ظهرانيهم مصريون قضوا تحت وطأة الإعصار، حتى فى الموت أشقاء.. حكمتك يا رب العباد، وسبحان من له الدوام.
جسر المساعدات الجوية المصرى إلى أشقائنا فى المغرب وليبيا يترجم أخلاقيًّا بأن هذه دولة تتمتع بأخلاقيات إنسانية تعبر عن حضارة عظيمة، ودليل على المعانى المتجذرة فى هذا الشعب الصابر على المحن، وهو يناضل من أجل الحياة، لا يشيح بوجهه عن أشقائه ولا يتلهى عن الهمّ الإنسانى بضائقة اقتصادية.. المصرى يطلعها من بُقّه لغوث القريب والبعيد.
القيادة المصرية مواقفها الإنسانية مضرب الأمثال، ولم تتأخر يومًا عن غوث أو دعم، الجسر الجوى المصرى تعبيرٌ عن حضور إنسانى راقٍ فى المَلمّات، نشاطركم الأحزان، الحزن مصرى، مصر كبيرة قوى، ومهما فاتت عليها المحن، وياما دقت على الرؤوس طبول، مصر تمد يدها للقريب والبعيد، طبع الكرام.
مصر يقودها قائد محترم، يسير على قواعد أخلاقية حاكمة مستمدة من تراث الأسلاف الكرماء، مصر العطوفة تحمل الغرم ولا تتململ، ولا تضجر، وتحتضن المحبين، أبدا لا تطلق عليهم «لاجئين»، لهم فى مصر ما للمصريين، يقتسمون اللقمة مغموسة بعرق العافية، والمصرى يقولها بمحبة: «إذا ما شالتك الأرض تشيلك عيونى».
مصر الكبيرة يقودها رجل بحجم مصر، وحجم مصر يقارن بالدول العظمى، وتسلك سلوك الدول المتحضرة، والمساعدات الإنسانية ليست مَنًّا، ولا يتبعها أَذى، وليست بمقابل، أو ننتظر مقابلًا بل هى كرم مصرى خالص، وما عُرفت مصر إلا بالكرم.
.. و.. عظيمة يا مصر، يا أرض النعم، يا مهد الحضارة، يا بحر الكـرم.
نقلا عن المصرى اليوم