ياسر أيوب
بعد صلاح كرة القدم ومصريين كثيرين أصبحوا مصنفين أوائل على العالم فى ألعابهم.. وبعد بطولات وميداليات لمصر وأيضا نجاحات رياضية كبرى لبلدان حولنا كانت مثلنا.. تغيرت العقيدة الرياضية المصرية رغم أنف بعض مسؤولين لا يزالون أسرى لعبارات قديمة مثل التمثيل المشرف.. ولم يعد الهوى الرياضى المصرى يقبل أو يكتفى بشرف التواجد وسط الكبار أيا كانت النتائج أو الهزائم.
ولاتزال هناك استثناءات قليلة ممكن قبولها حاليا بشكل مؤقت كألعاب لاتزال تحاول الخروج من شرنقة ماض حزين للبحث عن مستقبل أفضل وأجمل.. لكن حتى هذه الاستثناءات تحتاج للحذر خشية أن تتوه الحقائق وسط صخب وضجيج احتفالات قد تفسد كل محاولات التغيير والإصلاح.. وبالتأكيد بدأت الكرة الطائرة المصرية تتغير لتمارس أحلاما لم يكن مسموحا بها طيلة مائة سنة منذ أن عرفت مصر الكرة الطائرة وبدأت تلعبها فى 1923.
وأصبحت مصر اليوم تملك لاعبات ولاعبى طائرة يملكون الموهبة ومدربين مصريين لا تنقصهم الكفاءة ومسؤولين يسبقهم طموحهم، وكل هؤلاء يرفضون البقاء أقزاما وسط عمالقة.. وبالتأكيد يحتاج هؤلاء مزيدا من الاهتمام والتشجيع لكن دون تهويل ومبالغة وإلحاح زاعق بأن الكرة الطائرة فى مصر بلغت مرحلة العالمية بعدما تأهلت معظم منتخباتها للفتيات والشباب والنساء والرجال لبطولات كأس العالم.
ففى يوم الاثنين الماضى فاز الرجال فى قبل نهائى بطولة إفريقيا فى القاهرة على الكاميرون وتأهلوا لكأس العالم 2025.. وفى الشهر الماضى فازت السيدات فى قبل نهائى بطولة إفريقيا فى رواندا وتأهلن أيضا لكأس العالم 2025.. ففى الشهر الماضى شاركت لاعبات مصر تحت 21 سنة فى كأس العالم فى المكسيك وفزن بالمركز 16.. وشاركت لاعبات مصر تحت 19 سنة فى كأس العالم فى كرواتيا وفزن بالمركز 16.
وشارك الشباب تحت 21 سنة فى كأس العالم فى كرواتيا يوليو الماضى وكانوا التاسع.. وشارك الشباب تحت 19 سنة فى كأس العالم فى الأرجنتين الشهر الماضى وكانوا الثامن.. وكل ذلك جميل بالطبع وتستحق اللعبة ومنتخباتها التحية والاحترام حيث بدأت تكبر أحلام الجميع.. لكن لايزال البعض للأسف الشديد يرون مجرد التأهل لكأس العالم هو أقصى انتصار رياضى ممكن تحقيقه لمصر، وليس من المهم ماذا سيحقق هذا المنتخب حين يشارك.
وهؤلاء هم من سيذبحون الكرة الطائرة مثلما ذبحوا قبلها كرة القدم وغيرها بعدما أصبح مجرد التأهل بطولة فى حد ذاتها تقام لها الاحتفالات الصاخبة كأننا نقول لأى منتخب إنه ليس مطالبا بما هو أكثر لدرجة أن الكرة لم تفز بأى مباراة مونديالية حتى الآن.. وبالتأكيد تستحق مصر ما هو أفضل من ذلك.
نفلا عن المصرى اليوم