د. أمير فهمى زخارى المنيا
نستكمل اليوم حكاياتنا وها نتكلم على حى من أهم واشهر احياء المحروسة ... وهو حي الفجالة فعندما تطأ قدماك هذا الحي العريق تجده مركزا لتجارة الادوات المدرسية والصحية و يعد المركز الأول لتجارة الكتب والأوراق الكتابية ليست في القاهرة المحروسة فقط بل وفي مصر كلها، فتجد الكراسات والأقلام على يمينك ويسارك، ولكن هل سألت نفسك ما هو تاريخ الفجالة وحكاية تسميتها بهذا الإسم. ومن قبله كان اسم الحي "حي الطبالة " فما قصة الاسمين وما علاقتهما بشكل الحي اليوم!

ده مقالنا اليوم...
تحدثنا من قبل عن العديد من الأماكن ووجدناها مرتبطة بأسماء قاده او مهن او اثر هام، لكن الجديد إنك تلاقي منطقة على اسم (طبالة) ومش علي اسمها لأ على اسم مهنتها لان اسمها غير معروف..

 الحكاية بدأت في زمن دخول الفاطميين مصر، ومع انتصار الخليفة الفاطمي على الخليفة العباسي بقي كل واحد يهنئ ويبارك بطريقته، ظهرت بقي الطبالة، وكانت مطربة وبتغني وبتدق على الطبلة، وقدمت أجمل الأغاني احتفالا بانتصار الخليفة الفاطمي، وفي يوم جميل مبهج ينعم عليها الخليفة بقطعة أرض، اللي هي مكان أرض الفجالة الآن، الناس لا تعرف اسمها كن تعرف مهنتها جيدا، ودي كانت بداية تسمية الحي باسم (الطبالة) واتعرف لفترة كبيرة جدا باسم حي الطبالة...

 لحد ما جاء أمير الجيوش بدر الجمالي وقام ببناء بساتين حول المنطقة لتعرف باسم بساتين الجيوشي مع الوقت اشتهرت منطقة الطبالة بمزارع الفجل وحقوله التي تغذي أحياء القاهرة الفقيرة وكان الأجانب يصفون الفجل بأنه الغذاء القومي للمصريين فعرفت الفجالة بهذا الاسم نسبة إلى زراعة الفجل بها.

كان طريق الفجالة غير ممهد وكان السالك في ذلك الشارع يجد عن يمينه في جهة باب الشعرية القرية المعروفة بقرية " كوم الريش " واتنست المنطقة شويه لحد ما تم تذكرها مرة أخرى وقت الحملة الفرنسية وأصلحوا المنطقة وجعلوها شارع ممهد بيمتد من باب الحديد إلى شارع الشيخ شعيب..

وفى عصر الخديوي إسماعيل تدخل المنطقة عصر جديد تماما من منطقة مهملة لمنطقة سكنية من أجمل مناطق القاهرة، وأصبحت المنطقة اللي بتستقبل الزوار اللي جايين عن طريق السكة الحديد، و أصبح اسم الفجالة هو الغالب والمعروف بسبب مزارع الفجل اللي كان بيشكل الغذاء الرسمي عند المصريين وكان كل مزارعين الفجل بيسكنوا هناك ومن هنا كما ذكرت اتسمت الفجالة، وبدأ الحي في النمو والناس تأتي تسكن به، وبسبب قربه من محطة سكة حديد مصر بدأ يتبني فنادق ومطاعم، وبدأ الأجانب كمان كعادتهم يحبون السكن في المناطق الجديدة، فانتشر في المكان الشوام و الارمن والأجانب من أغلب الجنسيات، وبدأ يبقي في مدارس للأجانب ومساجد وكنائس كثيرة وهذا دليل على التعددية وتنوع الفئات التي سكنت الحي وبمرور الوقت الحي بيأخذ طابع وسمة مميزة وهي الصفة الثقافية ويعرف على أنه شارع أو حي الثقافة”.

انتشار دور النشر
ويتحول حي الفجالة مع الوقت لحي المكتبات وبيع الكتب ودور النشر، والسبب الأساسي في هذا هو قرب الحي من ميدان باب الحديد اللي كان بسهولة جدا طلاب الأقاليم أول ما ينزلوا القاهرة عشان يجيبوا كتب يجدوا الفجالة أمامهم، وأصبح المكان معروفا إنه رحلتك للبحث عن كتاب، وده اللي شجع دور النشر في عمل فروع لها هناك، دار نهضة مصر ودار المعارف، وعشان الأهمية اللي اكتسبها الحي وتشجيع الناس أكثر على السكن فيه، فكانت بتخدمة خطوط الترام، التي تبدأ من العتبه وميدان الأوبرا وأصبحت تمر بمحطة مصر عند الفجالة،

وعن دور النشر اللي انتشرت بقى طبيعي يبقى معها قصص وحكايات لزوارها، خصوصا لما تكون واحدة من المكتبات دي مكتبة مصر اللي كان الزائر والمتعامل الدائم معاها الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، والذي تعامل مع مكتبة مصر في الفجالة لمدة تقارب الـ60 عاما، وكان له طقوس حيث كان في الغالب ينشر رواياته فصل وراء فصل في الصحف وبعدها يجمعها ويعطيها للدار عشان تطبعها، يوم بقي نزول الرواية كأنه عيد، كان نجيب محفوظ بيروح شارع الفجالة بدري جدا قبل ما المكتبات تفتح ويفضل ماشي رايح جاي.. لحد ما المكتبه تفتح، ويطلب منهم 50 نسخة عشان يكتب عليها اهداءات للصحفيين وأصدقائه من الوسط وخارجه”.

ومن الكتب وقصصها ظهر الشيء لزوم الشيء، الأدوات المدرسية بكل تفاصيلها، لحد ما تبقى الفجالة سوق لتجارة الجملة والقطاعي للأدوات الدراسية”.
والى اللقاء في مكان آخر وأعرف تاريخ بلدك...
د. أمير فهمى زخارى المنيا