"شوفنا أهوال يوم القيامة.. المياه اقتحمت البيت على ارتفاع 3 أمتار، واحنا نايمين وكانت تطاردنا حتى الدور السادس".. كلمات يرويها بصدمة وخوف أحد الناجين من عاصفة دانيال التي ضربت درنة الليبية وراح ضحيتها الآلاف، فور عودته لمسقط رأسه في قرية المشارقة القبلية، تلك القرية التي فقدت 21 شابًا من أبنائها.
قال بدر عبد الجليل، 46 عامًا، وأحد الناجين من العاصفة، وعاد مؤخرًا لقريته في المنيا، إن فاجعة العاصفة دانيال لم يتوقعها أحد، فالجميع كان في بيته بعد انتهاء أعمالهم، وعادوا لمنازلهم أو كما يطلقون عليها "أحواش" في ليبيا، وسمعوا عن تحذيرات بخصوص عواصف وأتربة شديدة، ولكنهم لم يتوقعوا ما حدث.
استكمل عبد الجليل حديثه في بث مباشر مع "مصراوي": يوم وقوع العاصفة في تمام الثانية والنصف صباحًا فوجئوا باقتحام المياه للمنزل وكانت المياه على ارتفاع 3 أمتار بحسب وصفه، فركضوا نحو الأعلى للطابق الثاني والثالث، ولكن المياه كانت مستمرة في الصعود والزيادة، حتى وصلت للطابق السادس خلال ساعتين ونصف وسط عاصفة شديدة.
وأوضح أنه في الشارع الذي يقطن فيه شاهد بعينه أكثر من 300 جثة في الشارع، خلال أقل من ساعة، فضلاً عن العشرات الذين جرفتهم المياه نحو البحر وتحت الأتربة وركام المنازل، مشيرًا إلى أن ما جعل الأمر صعباً في مدينة درنة هو انهيار أحد السدود واندفاع المياه من أعلى لأسفل نحو منطقتهم.