ماجد كامل
( 1878- 1955 )
أهميته : 
يمثل الفنان والمصور الفوتغرافي فؤاد عبد الملك ( 1878- 1955 )  أهمية كبيرة في تاريخ الفن المصري الحديث والمعاصر ، فهو مؤسس ما يعرف  " متحف الشمع " ، وهو أيضا من الرعيل الأول المرسسين لجمعية محبي الفنون الجميلة . 
 
تاريخ ميلاده ونشأته :
أما عن فؤاد عبد الملك  نفسه ، فهو حسب كمال الملاخ " ولد بالقاهرة عام 1887 ، وكان والده من التجار المتعهدين لتوريد المفروشات والملابس للحكومة . درس بكلية الفرير ثم الآباء اليسوعين وتخرج منها سنة 1895 ، ونظرا لميله الطبيعي للفنون الجميلة كان يساعد أساتذته في عمل المسارح والمناظر في الحفلات المدرسية . وفي سنة 1896 تلقي درس التصوير الفوتغرافي عن الأستاذ الفرنسي " جورج دي بييف " ولم تمض مدة وجيزة حتي بلغ شوطا كبيرا في اتقان هذا الفن . ..وما  أن علم " لكجيان " المصور الفوتغرافي بما وصل إليه فؤاد من البراعة في التصوير ، حتي عينه مساعده .... ثم سافر إلي ميونيخ والتحق بمدرسة الفنون الجميلة وعاد  إلي مصر ليشتغل بفن التصوير ... ولكنه اضطر إلي ترك محله لعدم وجود مشجعين في  ذلك العهد ... وفتح محلا للزراعة الصناعية ومعامل الألبان وكان أول محل تأسس لهذا الغرض بمصر ، لكنه اضطر إلي تصفية المحل سنة 1900 ..... وفي سنة 1908 غادر مصر إلي  أوربا  بغرض دراسة الفنون والصنائع . وظل هناك عدة سنوات حتي علم بإنشاء مدرسة للفنون الجميلة وأخري للزخارف .... فعاد وأوجد علاقات مع الفنانين المصريين ... وأسس دارا مصرية هي الأولي من نوعها تشجيعا للفنون وسمي هذه الدار "دار الفنون والصنائع المصرية " ومركزها شارع بولاق ، وأقام  فيها أول معرض للفنون والصنائع المصرية وأقام أول معرض للفنون الجميلة سنة 1920 ... وبعدها كون جمعية محبي الفنون الجميلة وكان سكرتيرا عاما لها ..... وأنشأ متحف الشمع ..... وتوفي عام 1955 ...... وهو يعتبر من الرواد المصريين الأوائل لتشجيع الفنون الجميلة في مصر . 
 
( كمال الملاخ :- خمسون سنة من الفن ، دار  المعارف بمصر ، 1962 ، صفحتي 113 و114 ) . 
ويذكر عنه الأستاذ بدر الدين  أبو غازي في كتابه "جيل من الرواد "  فقال "  ولكن جمعية محبي الفنون الجميلة ترتبط أيضا بشخصية لا تنسي  ... رجل جمع الدهاء والذكاء والمقدرة والاقدام وخبرات متنوعة غريبة .... تعلم في حداثته الرسم والتصوير الفوتغرافي بمصر وألمانيا وأتقنه حتي وصلت مخيلته  إلي التفكير استعمال السينما قبل أن ينتشر هذا الفن والتحق برحلة علمية للمستشرق الكبير " الكونت دي لمبرج " وسافر  إلي بلاد العرب الجنوبية وظهرت أعماله التصويرية في مؤلفات الرحلة المحفوظة في متحف فينا الوطني . ولم يلبث عند عودته إلي مصر عام 1896 أن يعمل علي التقرغ لهذا الفن . 
 
تأسيس جمعية محبي الفنون الجميلة :-
ففي عام 1920 ،  أسس فؤاد عبد الملك دوارا للفنون والصنائع المصرية في شارع بولاق رقم 21 ، وذلك تشجيعا لترقية الفنون والصنائع المصرية ، وأقاموا أول معرض للربيع سنة 1921 ... حيث ذكر في  إعلان هذا المعرض أنه يحوي أثاث البيوت ورياشها المصنوعة في دار الفنون والصنائع في مصر . كما  أنه كتب في دعوته ،  أنه المعرض الرابع ........ وفي سنة 1922 افتتح المعرض باسم " صالون القاهرة " وكتب في دليل المعرض أنه أنه أقيم علي نفقة "دار الفنون والصنائع المصرية " لصاحبها فؤاد عبد الملك وشركاه .. واسندت سكرتارية المعرض  إلي راغب عياد .... واشترك في هذا المعرض 27 فنانا مصريا و15 من الأجانب ..... وساعد الجمعية بعض السيدات المصريات وفي مقدمتهن هدي شعراوي ، وتسابقن في التبرع بالمال حبا في الترقي بالفنون ، وساعدن الجمعية مساعدة كبيرة . ثم رأي فؤاد عبد الملك أن خير وسيلة لصيانة امعرض وتثبيت دعائمه هي إنشاء جمعية قوية ترعاه وتنشطه ...... وكان في مقدمة من لبي دعوته  إلي هذه الجمعية محمد محمود خليل .... ثم الفت جمعية محبي الفنون الجميلة سنة 1923 ، وتكون أول مجلس  إدارة للجمعية من السادة الآتي أسمائهم :- 0 الأمير يوسف كمال رئيسا – محمد محب وأميل ميريل نائبين للرئيس – محمد محمود خليل سكرتير عام – يوسف قطاوي أمينا للصندوق – فؤاد عبد الملك وشارل بوجلان سكرتيرين  - عشرين عضوا من الأجانب والمصريبين  .... كما  ألفت لجنة من السيدات " 0 كمال الملاخ :- 50 سنة من الفن  ، مرجع سبق ذكره  ، الصفحات من 108- 111 ) . 
 
تأسيس متحف الشمع بالقاهرة :- 
في صيف عام 1934 ، أنشأ فؤاد عبد الملك متحف الشمع ، الذي سمي عند بداية إنشائه " المتحف التاريخي المصري " وكان يحتل عند إنشائه قصر " تيجران " بشارع إبراهيم باشا ،  وفي خلال عام 1947 ، أنتقل المتحف إلي مقر بشارع القصر العيني ، قبل أن يهدم المقر  فتنقل متحويات المتحف إلي حلوان بمقره الحالي ، الذي أفتتح في 6 اغسطس 1955( اي بعد وفاة مؤسسه بعام  تقريبا )  . ( صفحة صور وحكايات   : فؤاد عبد الملك ، الرجل الذي  أسدي للفن المصري خدمات جليلة كان من بينها تأسيس متحف الشمع  ، 30 ابريل 2020 ) .
 
خطاب ورثة المرحوم  فؤاد إلي السيد مدير متحف التعليم :- 
وفي عام 1962 ، وتحديدا في 19 مارس 1962  قام ورثة المرحوم فؤاد عبد الملك وهم ( جورج عبد الملك – واصف عبد الملك – حلمي عبد الملك ) بتقديم بيان مفصل  إلي السيد مدير  متحف التعليم بوزارة التربية والتعليم بتقديم بيان مفصل عن متحف الشمع ، وكانت أهم البنود التي تضمنها البيان :- 
1-تاريخ إنشاء المتحف في عام 1934 . 
2-الهدف من إقامته هو نشر الثقافة في جميع طبقات الشعب بطريقة فنية مجسمة . 
3-عدد الزائرين من مصريين يبلغ خمسة وعشرين ألف فرد مصريا ن وخمسة عشر ألفا من الأجانب والوفود الأجنبية . 
4-رسم الدخول للطلبة هو ثلاثة قروش والدخول العمومي خمسة قروش .
5-مواعيد فتحه للجمهور من الساعة الثامنة صباحا إلي الساعة الخامسة مساء.
6-لا تخص المتحف اي اعانة فنية مالية .  
7-القائمين بالإشراف علي المتحف هم الورثة السادة  :- ( جورج عبد الملك  - واصف عبد الملك – حلمي عبد الملك ) .
8-مرفق طيه صورة فوتوغرافية للمرحوم السيد / فؤاد عبد الملك .
( لن يفوتني  أن أقدم خالص الشكر للسيد معالي الوزير الأستاذ الدكتور عماد  أبو غازي وزير الثقافة الأسبق الذي تفضل ونبهني إلي  أهمية هذه الشخصية ، وأمدني بكل المعلومات اللازمة عنه ، فله مني خالص الشكر والتقدير ) . 
 
الوضع الحالي لمتحف الشمع :- 
 يقع متحف الشمع حاليا  بالقرب من محطة مترو حلوان ، ولقد افتتح المقر الحالي للمتحف في 6 اغسطس 1955 ، وكان في البداية خاضعا تابعا لمحافظة القاهرة ،  إلي أن تسلمته وزارة الثقافة في عام 1997 لينضم إلي قائمة المتاحف التابعة لقطاع الفنون التشكيلية .  ويضم المتحف 116 تمثالا و26 منظرا تحكي تاريخ مصر بدءا من الأسرة الثامنة عشر الفرعونية ، حتي ثورة يوليو 1952 ، ويقوم تقسيم المتحف علي تخصيص عدد من القاعات لكل فترة زمنية معينة ،ويحيط بكل قاعة حديقة مورقة  ، ويمكن المرور من مشاهد عصر إلي مشاهد عصر آخر عبر الغرف المتصلة ببعضها علي شكل متوال ، يسرد لنا الحقب التاريخية في ترابط تاريخي  . 
 
ويبدأ  الزائر بقسم العصر المصري القديم الذي  يضم تماثيل أمنحتب الرابع ، وحور محب بجوار زوجته ، كما يضم تمثال رائع يمثل انتشال موسي النبي من النيل ، وتظهر في خلفية هذا المشهد المعابد الفرعونية ونهر النيل ، كما تضم مشاهد وقصصا ورويات عن عهد الخلفاء الراشدين  ، وتماثيل تروي لنا انتصار صلاح الدين علي الصليبين ، وطرق علاج صلاح الدين لريتشارد قلب الأسد ، وفي قاعة أخري مشهد أسر لويس التاسع في دار ابن لقمان بالمنصورة بعد هزيمته  من السلطان الايوبي . وفي قاعات أخري تمثل الشارع المصري في وضعه الحالي أبرزها ليالي رمضان وارتباطها بالشارع المصري  .  ( أسماء هنداوي :- منصة كلمتنا  ، متحف الشمع بحلوان ..... تجسيد لمراحل تطور تاريخ الأحداث المصرية    ،4 ديسمبر 2022  ) .       https://r.search.yahoo.com/.../RS...
 
بعض مصادر ومراجع المقالة :- 
1-رشدي اسكندر وكمال الملاخ :- 50 سنة من الفن ، دار المعارف بمصر ، 1962 ، صفحتي 113 و114 . 
2-بدر الدين أبو غازي :- جيل من الرواد ، صفحة  21 ، 22 .
3- صفحة صور وحكايات :فؤاد عبد الملك ، أسدي للفن المصري خدمات جليلة ، كان من بينها تأسيس متحف الشمع            https://r.search.yahoo.com/.../RS=AGy514bpbVAAQ3cR6...
4-منصة كلمتنا :- متحف الشمع بحلوان  ...... تجسيد لمراحل تطور الاحداث المصرية         https://r.search.yahoo.com/.../RS...