محرر الأقباط متحدون
أصدرت مكتبة النشر الفاتيكانية LEV بالتعاون مع دار سولفيرينو للنشر كتاباً جديداً بعنوان "أنا سأعتني بكَ: الدعوة إلى الخير العام". قام بإعداد هذا المجلد ريكاردو بوناشينا، ويتضمن مجموعة كبيرة من خطابات البابا فرنسيس وعظاته ووثائق صادرة عنه تسلط الضوء على ضرورة التضامن مع الآخرين، وتشكل نوعاً من التعليم المسيحي في هذا السياق، كما يقول معدّ الكتاب.

سيكون المجلد الجديد متوفراً في المكتبات الإيطالية بدءا من يوم غد الثلاثاء، ويحاول أن يقوم بجولة أفق على حبرية البابا فرنسيس، خلال السنوات العشر الماضية، مقتطفاً منها أبرز المحطات والمناسبات التي تناول من خلالها الحبر الأعظم موضوع الاهتمام بالمحتاجين والضعفاء. ويقول القيمون على هذا العمل إن الموضوع الذي يتناوله الكتاب آني جداً في زماننا الراهن، لكونه يقدم إسهاماً قيما في عملية بناء الخير العام، انطلاقاً من النظرة الإنجيلية للمؤمن المسيحي.

عشية صدور الكتاب في المكتبات الإيطالية أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد بوناشينا الذي أوضح أن الفكرة جاءته عندما قال البابا فرنسيس إنه وبعد أن جاء من الأرجنتين اكتشف في إيطاليا جمال العمل التطوعي الذي هو عبارة عن خيار حرّ نحو الآخر، ما يميّز الثقافة الإيطالية، لاسيما في الحالات والأوضاع الطارئة. وذكّر بأن هذا الأمر ظهر بصورة جلية خلال جائحة كوفيد، وعندما ضربت الفيضانات إقليم إيميليا رومانيا الإيطالي، ولدى وقوع الزلزال الأخير في المغرب. واعتبر أنه بدون الخيار الحرّ للعمل التطوعي يتضرر الخير العام موضحا أن كتابه يتناول أيضا المقابلات التي جمعت البابا إلى عدد من الجمعيات، فضلا عن رسائله العامة ومناسبات عامة أخرى.

وأضاف بوناشينا أن الكتاب يساعد القارئ على فهم معنى وجوهر العمل التطوعي، وعلى اكتشاف جذوره، كما يريد أن يقدم أجوبة على العديد من التساؤلات التي يطرحها أشخاص قلقون إزاء تراجع أعداد المتطوعين. ولفت في هذا السياق إلى أن المعهد الوطني الإيطالي للإحصاءات ISTAT أكد مؤخرا أن عدد المتطوعين المنتسبين إلى المنظمات والجمعيات الإيطالية تراجع بواقع مليون ونصف مليون قياساً مع العام ٢٠١٥.

وقال إن هذه المعطيات تثير القلق من ناحية، لكنها من ناحية أخرى لا تأخذ في عين الاعتبار الأشخاص الذين يتطوعون تلقائياً في حالات الطوارئ أو عندما تقتضي الحاجة. وهو واقع هام يسلط عليه الكتاب الضوء انطلاقاً من كلمات وتعاليم البابا فرنسيس. ولفت إلى أنه يكفي النظر إلى ما حصل خلال الأيام الماضية في جزيرة لامبدوزا، حيث فتح السكان بيوتهم للمهاجرين وقدموا لهم وجبات الطعام ولوازم أخرى. ودعا أيضا إلى التفكير بالحرب المأساوية الدائرة اليوم في أوكرانيا، والتي رافقتها مبادرات تضامنية وإنسانية لا تُحصى ولا تُعد.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد السيد بوناشينا أن البابا فرنسيس يدعونا اليوم لأن نتمثل بالعذراء مريم التي أصغت، تأملت وتصرفت، موضحا أن هذه الأفعال الثلاثة هي ركيزة العمل التطوعي. وقال إنه يود أن يلتقي بالبابا ليقدم له نسخة عن هذا الكتاب ولكي يشكره على كلماته وتعاليمه، مشيرا إلى أنه من المفيد جداً أن يتمكن كل شخص من قراءة المجلد.