د. أمير فهمي زخارى المنيا
ومن أبرز تلك الأكاذيب:
= كليوباترا جميلة وماتت منتحرة
من أبرز الأكاذيب التى أرتبط بالملكة القديمة، هى قصة انتحارها، وأنها من أجمل النساء فى ذلك الوقت، لكن الحقيقة والتى كشفها كتاب الباحث بسام الشماع، قدم من خلاله حقائق مغايرة لما هو متعارف عليه اعتمادًا على كتابات المؤرخين القدماء مثل بلوتارخوس، وهو أن كليوباترا لم تمت منتحرة، إضافة إلى إنها كانت قبيحة الشكل، وذلك اعتمادًا على عملة معدنية فى المتحف البريطاني مصورٌ عليها شكلها غير الجميل بالمرة، لكن سحرها كله كان يكمن فى "صوتها" وكلامها "المعسول" وإجادتها للغات متعددة وشخصتها القوية والجذابة.
= نابليون محطم أنف أبو الهول
تحمل قصة أنف تمثال أبو الهول الفرعونى، العديد من الروايات التاريخية عن سبب أنفه المكسورة، من بينها الرواية الأكثر حول أن سبب كسر أنف التمثال هو القائد الفرنسي نابليون بونابرت أثناء قيادته للحملة الفرنسية على مصر، لكن هناك رواية أخرى أقدم تاريخيا للمؤرخ تقى الدين المقريزى، فى القرن الخامس عشر الميلادي، كذبت تلك الرواية وزعمت أن من خرب أنف "أبو الهول" شخص يدعى الشيخ محمد صائم الدهر، وكان فاطميا متعصبا، يعتقد أن الآثار أوثان يجب هدمها، حيث قام هذا الشيخ بحملة لإزالة المنكرات والتصاوير وعلى رأسها تمثال أبو الهول، وظل يجهد فى تحطيمه، إلى أن اكتفى بتشويه فمه وأنفه، وظل التمثال على هذه الحال إلى يومنا هذا.
= أحمد عرابى والخديوي توفيق
"لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم"، جملة شهيرة منسوبة للقائد والزعيم المصري أحمد عرابى، فى واقعة وقف فيها أمام الخديوي توفيق فى ساحة قصر عابدين وهو على حصانه، ولكن الحقيقة أن هذه الواقعة شهدت حالات تكذيب كبيرة ولا يوجد دليل واحد على حدوثها بالفعل.
فبحسب الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، إن الزعيم أحمد عرابى لم يقف أمام الخديوي توفيق ولم يذهب إلى قصر عابدين وهذا المشهد الذي ندرسه فى الكتب، لم يحدث على الإطلاق، لا حرفا ولا لفظا ولا مشهدًا ولا حوارًا، ولم يقابل الخديوي توفيق من الأساس"، وهو ما أيده فيها العديد من المؤرخين والكتاب ومن بينهم الدكتور يوسف زيدان.
= الأسلحة الفاسدة ونكبة 48
أن تذكر حرب فلسطين عام 1948، أو ما تعرف بالنكبة العربية، تشير أصابع الاتهام دائما إلى صفقة الأسلحة الفاسدة التى أبرمها الملك فاروق ملك مصر فى ذلك الوقت.
وظلت الترويج لهذا القصة حتى إنها وجدت فى العديد من الأفلام السينمائية والكتب الدراسية، وهو ظهر إنها دعاية سلبية ضد نظام الملكية فى مصر، ظهرت بعد ثورة الضباط الأحرار عام 1952، وكذبها رجال الثورة أنفسهم.
فبحسب اللواء محمد نجيب فى كتابه "كلمتي للتاريخ" الصادر عن المكتب المصري الحديث عام 2011: "أنا لا أريد أن أنزلق مثل الكثيرين إلى تعليق عدم انتصارنا فى حرب فلسطين على مشجب الأسلحة الفاسدة، وهي القضية التي استخدمت للدعاية ضد النظام القائم حينذاك، ولكنها انتهت بالبراءة في عهد الثورة"
كما أكد ضابط المخابرات الحربية السابق الدكتور ثروت عكاشة، في مذكراته "مذكراتي في السياسة والثقافة" "أن الآراء التي تقول بأن سبب هزيمة الجيش المصري في فلسطين عام 1948 هو فساد الأسلحة والذخائر آراء متجاوزة للحقيقة، وأن كل ما حدث هو انفجار ناجم عن خطأ في تعبئة الذخائر الإنجليزية".
= عدم مقاومه الملك فاروق لثوره 52
ليس صحيحا على الإطلاق أن الملك رفض مقاومة الثوار وأنه قدم مصلحة مصر على مصلحته الشخصية بل بالعودة إلى مذكرات أحمد مرتضى المراغي آخر وزراء الداخلية في العهد الملكي ويروي القصة بنفسه في كتابه "شاهد على عصر فاروق" في أكثر من مكان أخطرها في صفحة 290 وقصة محاولة الملك الاستعانة بالإنجليز لإنقاذه وتم طرد مندوبة الذي التقي مستر "كروسويل" القائم بأعمال السفير والذي رد "كيف نساعد مجنونا منبوذا"! لاحظ أنها شهادة وزير داخلية الملك!
= منجم السكرى والملك فاروق
قصة أنه رفض التعامل مع منجم السكري ليبقي عليه للأجيال القادمة! وهي أقرب للنكتة! رغم أن "أخبار اليوم" قد نشرت في 23 فبراير 1947 في صفحتها الأولى أن هيئة الجيولوجيا ستعيد فتح مناجم الصحراء الشرقية بعد رخص ثمن استخراجه بعد أن كان طن التراب يعطي 4 جرامات ذهب فقط !! لا شأن إذن للأجيال الجديدة ولا القديمة بالأمر وبالمناسبة التصريح في أخبار اليوم على لسان أشهر علماء الجيولوجيا في مصر الراحل الكبير الدكتور رشدي سعيد ومعه المهندس إبراهيم كامل رئيس النصر للفوسفات وقتها!
= هارون الرشيد وشرب الخمر والجواري
يقول ابن خلدون: "ما يُحكى من معاقرة الرشيد الخمر، واقتران سكره بالندمان؛ فحاشا لله، ما علمنا عليه من سوء، وأن هذا حال الرشيد، وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة، وما كان عليه من صحبة العلماء والأولياء.
وقال: "وإنما كان الرشيد يشرب نبيذ التمر على مذهب أهل العراق، وفتاواهم فيها معروفة، أما الخمر الصرف فلا سبيل إلى اتهامه بها".
وأما موضوع الجواري وكثرتها لدى الرشيد؛ فهذا أمر صحيح، يقول "مؤيد فاضل" صاحب كتاب "شبهات في العصر العباسي الأول": "وفي الحديث عن الجواري مثال آخر للاختلاف في التصور بيننا وبينهم؛ فقد وصم الخلفاء بأنهم كانوا يتخذون العشيقات والخليلات من الجواري، وراحوا يتغزلون بهن شعراً ونثراً؛ فمفهومنا وتصورنا لهذا الغزل ولأولئك الجواري أوقعنا في هذا الوهم؛ حيث اعتبرنا ذلك نقيصة في الخلفاء، ولو أننا رجعنا إلى الشرع في موضوع الجواري؛ لَعَلِمْنا أن الجارية ملك يمين، يملك سيدها حق التمتع بها وحق الاستخدام.. وليس على السيد أن يعدل بين إمائه كما يعدل بين نسائه".
أتمنى الاستمتاع بمعرفه بعض أكاذيب وحقائق التاريخ المصري وللحديث بقيه ..
د. أمير فهمي زخارى المنيا