William F .Albright
( 1891- 1971 )
إعداد/ ماجد كامل
يعتبر عالم الآثار الأمريكي الشهير وليم فوكسويل أولبريت William F .Albright( 1891- 1971 ) هو المؤسس الحقيقي لعلم آثار الكتاب المقدس Biblical Archeology ( وأن كانت قد سبقته جهود آخرين ) كما سوف نري ، أما عن وليم أولبرايت نفسه ، فلقد ولد في 24 مايو 1891 بأحدي المدن الأمريكية حيث كان الأبن الأكبر لستة من الأخوة ، ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي درجة علي درجة الدكتوراة PhD من جامعة جون هوبكنز John Hpkins وكان ذلك خلال عام 1916 ، وفي عام 1927 أصبح أستاذا للغات السامية بنفس الجامعة .وأستمر يعمل أستاذا في نفس المنصب حتي تقاعده عام 1958 . كما أصبح مديرا للمدرسة الأمريكية الشرقية للأبحاث في القدس American School of Oriental Research in Jerusalem . حيث قام بعمل أبحاث هامة في الأراضي المقدسة هناك ، وكان ذلك خلال الأعوام ( 1922- 1936 ) . ولقد كان الاكتشاف الأعظم له هو الدراسات التي قام بها علي مخطوطات البحر الميت Dead Sea Scroll .وكان ذلك خلال عام 1948 . ولقد أستمر في العمل والكتابة والأبحاث حتي توفي في 19 سبتمبر 1971 عن عمر يناهز 80 عاما قضاها كلها في العلم ؛وهو يعتبر وبحق واحد من مؤسسي علم آثار الكتاب المقدس Biblical Archaeology .
ولقد أثري أولبرايت المكتبة الأثرية بالعديد من الكتب والدراسات نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر :-
1- آثار فلسطين من العصر الحجري حتي المسيحية 1940 the Archeology of Palestine : from the Stone Age to Christianity
2- أطللات علي عالم الكتاب المقدس Views of the Biblical World . Jerusalem International Publishing Company 1959 .
3- يهوة وآلهة كنعان :- تحليل تاريخي لتناقضات الإديان Yahwa and the Gods of Canaan ; AN Historical Analysis of Two Constricting Faiths (1968)
4- عصر الكتاب المقدس من آبراهام حتي عزرا the Biblical Period from Abraham to Ezra .
5- اكتشافت شيقة بتوميلا قرب أورشليم Intersting Finds in Tumli near Jerusalem Bulletin of the American Schools of Oriental Research
6- أضواء جديدة من مصر في التقويم والتاريخ في إسرائيل واليهودية New Light from Egypt on the Chronolgy and History of Israel and Judah . Bulletin of the American School of Oriental Research
والجدير بالذكر أنه قد صدرت ترجمة عربية لكتاب اولبرايت "آثار فلسطين " الذي صدرت الطبعة الأولي منه باللغة الأنجليزية عام 1949 وصدرت الترجمة العربية للدكتور زكي اسكندر والدكتور محمد عبد القادر محمد ، مراجعة الدكتورة سعاد ماهر عام 1971 .
والجدير بالذكر أيضا أن وليم أولبرايت هو العالم الذي قام بفحص ودراسة مخطوطات وادي القمران التي تم اكتشافها عام 1947 ؛ حيث كتب عنها تقريرا بتاريخ 15 مارس 1947 قال فيه " تهاني القلبية علي اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث . يا له من اكتشاف مذهل ! لا يمكن أن يوجد ظل شك في العالم كله في أصالة هذه المخطوطة إنه أعظم إكتشاف لمخطوطات قديمة في العصر الحديث" . وقال أنه ترجع إلي حوالي عام 100 ق . م " . " وأمر بتشكيل لجنة رسمية مكونة كل من مستر جورج هاردنج مدير دائرة الآثار الفلسطينية ، والأب رولان دي فو الدومنيكاني مدير معهد أبحاث الكتاب المقدس في القدس والمعروف بأسم المدرسة التوراتية . ولقد أكدوا أصالة وأهمية هذه الإكتشافات . ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل رفعوا الأمر إلي مجموعة أخري من العلماء العظام ، فتشكل فريق علمي مكون من الآتي أسمائهم :-
1-د سيكهان أستاذ في جامعة واشنطون .
2-الدكتور كروس الأستاذ في جامعة شيكاغو .
3- الدكتور أليجرو الأستاذ في جامعة مانشتسر .
4- الدكتور ستاركي من مركز الأبحاث العلمية في باريس .
5- الدكتور شتروجنل الأستاذ في جامعة أكسفورد .
6- الدكتور هانزنجر الأستاذ في جامعة جونتجن في ألمانيا .
7- الدكتور ميليك الأستاذ في مركز الأبحاث العلمية في باريس .
ولقد ظهرت نتيجة أبحاثهم في مجلد ضخم صدر عن جامعة اكسفورد بعنوان " اكتشافات في صحراء اليهودية Discoveries in the Judean Disserts " . ولقد أنتهت نتيجة أبحاثهم أن هذه المخطوطات ترجع إلي فترة تاريخية تمتد من نحو سنة 250 ق.م حتي عام 68م . ( لمزيد من التفصيل راجع مقالة كاتب هذه السطور :- مخطوطات وادي القمران ؛مجلة الكلمة ؛ عدد شهر أكتوبر 2016 ) .
وتبقي في النهاية تعريف سريع بعلم آثار الكتاب المقدس Biblical Archeology ، هو العلم الذي يهتم بربط الاكتشافات الأثرية الحديثة بالكتاب المقدس ، ولقدكان الملهم الاول لهذا العلم عالم الآثار البريطاني الكبير فلندرز بتري Flinders Petrie ( 1853- 1942 ) عندما قام بزيارة القدس ، والبدء بعض الاكتشافات الأثرية في الأراضي المقدسة ، ولكن المؤسس الحقيقي لهذا العلم هو وليم أولبريت ، حيث قام بتأسيس المدرسة الأمريكية للابحاث في القدس American School of Oriental School in Jerusalem ، حيث قدم اولبرايت العديد والعديد من الأدلة المادية علي صدق الأحداث التاريخية كما وردت في الكتاب المقدس . ولقد ذكر ذلك صراحة في أحدي كتبه وهو " علم الآثار يواجه النقد الكتابي " حيث قال " أن علم الآثار والمخطوطات عمل علي تأكيد كثير من الفقرات والنصوص في أسفار العهد القديم " . كما قال أيضا "ليس هناك أدني شك في أن علم الآثار قد أثبت الموثوقية التاريخية للعهد القديم " ثم أضاف " حتي وقت قريب سرت العادة بين المؤرخين الكتابيين علي اعتبار قصص الآباء في سفر التكوين من اختلاق الكتبة الإسرائليين في المملكة المنقسمة أو أنها قصصا رواها الرواة ذوي الخيال الواسع في حفلات السمر الإسرائيلية إبان القرون التي أعقبت احتلاهم للبلاد . ويمكن ذكر أسماء لعلماء بارزين كانوا ينظرون إلي كل أحداث سفر التكوين من 11- 50 علي أنها تعكس تدوينا لأحداث مختلفة كتبت في فترة متأخرة ..... غيرت الاكتشافات الأثرية التي جرت منذ عام 1925 كل هذا ..... لا يوجد مؤرخ كتابي واحد لم يتأثر بالتراكم السريع للمعلومات التي تؤيد الموثوقية التاريخية لقصص الآباء " ( لمزيد من التفاصيل راجع كتاب :- برهان جديد يتطلب قرار ؛ جوش ماكدويل ؛ ترجمة منيس عبد النور ؛ دار الثقافة ؛ ااصفحات من 89- 100 ) .
ويبقي في النهاية أمل ورجاء هو العمل علي سرعة ترجمة بقية أعمال وأبحاث وليم اولبرايت إلي اللغة العربية ؛ وذلك إتماما للفائدة .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- أحمد أبو زيد :- الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية ؛ الجزء الرابع ؛ المؤرخون وفلاسفة التاريخ ؛ المركز القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم ( 2772 ) ؛ الطبعة الأولي 2019 ؛ الصفحات من ( 41 – 44 ) .
2- - راهب من برية شيهيت :- نساك قمران ومخطوطاتهم ؛مراجعة الأنبا ايسيذوروس ؛دير السيدة العذراء – البراموس .
3- وليام فوكسويل أولبرايت – ويكببديا ؛الموسوعة الحرة - موقع علي شبكة الأنترنت .
4- William F, Albright – Wikipedia
5- W .F Albright /American Biblical archeologist /Britannica .com
6- William F .Albright –New World Encyclopedia
7- Quotation from prof .W.Albrights Writings – Ministry Magazine
8- W F Albright s View of Biblical Archeology and its Methodology
9- ماجد كامل ؛- مخطوطات وادي القمران ؛ مجلة الكلمة الصادرة عن أسقفية الشباب ؛ عدد شهر اكتوبر 2016 .
10- علم الآثار المسيحي – ما هي أهميته ؟ موقع علي شبكة الأنترنت .
11- جوش ماكدويل :- برهان جديد يتطلب قرارا ؛ ترجمة منيس عبد النور ؛دار الثقافة .