كتب - محرر الاقباط متحدون 

 ترأس قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، القداس الإلهي في استاد الـ "Velodrome" مختتمًا زيارته الرسولية إلى مرسيليا.
 
 وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها يُروى في الكتاب المقدس أن الملك داود، بعد أن أسس مملكته، قرر أن ينقل تابوت العهد إلى أورشليم. عندها، وبعد أن دعا الشعب، قام وانطلق لكي يحضر تابوت العهد؛ ثم وخلال المسيرة كان يرقص أمامه مع الشعب، ويبتهج فرحًا بحضور الرب. 
 
على خلفية هذا المشهد يخبرنا الإنجيلي لوقا عن زيارة مريم لنسيبتها أليصابات: في الواقع، قامت مريم أيضًا وانطلقت نحو منطقة أورشليم، وعندما دخلت بيت أليصابات، إذ اعترف الطفل الذي كانت تحمله في حشاها بوصول المسيح، ارتكض فرحًا وبدأ يرقص كما فعل داود أمام تابوت العهد. 
 
لذلك يتم تقديم مريم كتابوت العهد الحقيقي، الذي يُدخِل الرب المتجسد إلى العالم. إنها العذراء الشابة التي تذهب للقاء المرأة العجوز العاقر، وبما أنها تحمل يسوع، تصبح علامة زيارةِ الله الذي ينتصر على كلِّ عقم. إنها الأم التي تصعد نحو جبال يهوذا، لكي تقول لنا إنَّ الله ينطلق نحونا، لكي يبحث عنا بمحبته، ويجعلنا نبتهج فرحًا.
 
تابع البابا فرنسيس يقول في هاتين المرأتين، مريم وأليصابات، تنكشف زيارة الله للبشرية: إحداهما شابة والأخرى مسنة، إحداهما عذراء والأخرى عقيمة، لكن كلاهما حامل "بشكل مستحيل". هذا هو عمل الله في حياتنا: هو يجعل ممكنًا حتى ما يبدو مستحيلًا، ويولِّد الحياة حتى في العقم.
 
 أيها الإخوة والأخوات، لنسأل أنفسنا بصدق القلب: هل نؤمن بأن الله يعمل في حياتنا؟ هل نؤمن بأن الرب، بطريقة خفية وغير متوقعة في كثير من الأحيان، يعمل في التاريخ، ويصنع العجائب، ويعمل أيضًا في مجتمعاتنا المطبوعة بالعلمانية الدنيوية وبنوع من اللامبالاة الدينية؟ هناك طريقة لكي نميِّز ما إذا كانت لدينا هذه الثقة في الرب. يقول الإنجيل: "فلما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها". هذه هي العلامة: ارتكض. إنَّ الذي يؤمن، والذي يصلي، والذي يقبل الرب، يرتكض في الروح، ويشعر أن شيئًا ما يتحرك في داخله، "فيرقص" فرحًا.