القس باسليوس صبحي

أولًا: أسمه ولقبه:
من المخطوطات المختلفة نرى اسمه مسجل هكذا:

+ أنبا يونس ابن الأب الأسقف أنبا اخرستوذولوا بكرسي أسيوط[36].
+ الأب الأسقف المكرم أنبا يونس ابن الأب الأسقف أنبا اخرستوذولوا أسقف مدينة سيوط ومنفلوط والشرق وابوتيج[37].
+ أنبا يونس أسقف سيوط ومنفلوط وبوتيج[38].

- أما ذكر اسمه بخط يده فكان هكذا:
+ الحقير يونس خادم الشعب الارتدكسى بكرسي مدينة سيوط ومنفلوط وشرق الخصوص[39] وما أضيف إليه[40].
نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي:
أ. كان أبنًا لأحد الآباء الأساقفة، الذي كان يحمل اسم خرستوذولوس (عبد المسيح)، غير أن مكان أسقفيته مجهول لدينا الآن.
ب. من المحتمل أن يكون هذا الأسقف كان على إيبارشية إسنا مسقط رأس الأنبا يوأنس (كما سوف نأتي بالشرح).
ج. كان خلفًا (في الغالب مُباشرًا) للأب الأسقف الأنبا يوأنس بن شنودة على نفس الإيبارشية الواسعة المترامية الأطراف، بما أًضيف إليها من إيبارشيات أُخرى.

ثانيًا: نشاطه:
1. اشتراكه في تقديس الميرون المقدس سنة 1177ش:
اشترك هذا الأب الأسقف ضمن ستة أساقفة معاصرين له في عمل الميرون المقدس بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا متاؤس الثاني الـ90 [1169-1182ش= 1452-1465م][41]، وقد وقع بخطه على مخطوط الميرون، وقد وقع بمخطوط الميرون قائلًا: "حضرت طبخ الميرون المقدس / (و) تكريزه بالكنيسة المذكورة في خدمة / (الأب) البطريرك المشار إليه في التاريخ / المدكور ظاهره وكتبه الحقير يونس / خادم الشعب الارتدكسى بكرسي / مدينه سيوط ومنفلوط وشرق الخصوص / وما أضيف إليه شاكرًا الرب سبحنه" كذا. وللآسف خلط البعض بينه وبين الأسقف السابق الذكر، ولكن الحقيقة أن المخطوطات التي دونت خبر طبخ الميرون في هذه المرة أوضحت ذلك، أي أنه غير أنبا يوأنس ابن شنودة، حيث يذكر كاتب المخطوط ما يلي: "تم تسلم أبونا القس الأسعد ابرهيم البزار المعروف بابن عم الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط المعروف بن شنودة المتنيح نيح الله نفسه في الأحضان الإبراهيمية ويرحمنا بصلاته... "[42].

2. حضوره مجمع كنسي للنظر في بعض المسائل الكنسية:
كذلك اشترك في مجمع الأساقفة الذي دعي إليه البابا غبريال السادس الغرباوي الشهير بابن قطاع العصفور الـ91 [1182-1191ش= 1466-1474م] بالقاهرة -وسيرته موجودة هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- وذلك للنظر في مسائل وأجوبة في الأملاك والتزوج والتسري والميراث في أقوال الآباء القديسين معلمي البيعة. ومما هو جدير بالذكر أنه توجد بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة عدة نسخ لأعمال هذا المجمع، أقدمهم يرجع تاريخ نسخة ليوم 15 مسري 1410ش 😊 الأربعاء 18/8/1694م)
[43]، وكان ترتيبه السادس بين السبعة الأساقفة الذين حضروا هذا المجمع[44].

3. أحضر جسد الأمير تادرس للقاهرة:
أحضر جسد الشهيد المكرم الأمير تادرس الإسفهسلار ابن يوحنا المصري من ديره بناحية بسرى (بُصره- شُطب)، صحبة أبونا إسحق رئيس الدير والتاج رشيد، إلى كنيسة الشهيد العظيم تادرس الإسفهسلار (المشرقي) ببابليون مصر بحرات بني وايل (خرطة الشيخ مبارك بمصر القديمة الآن)، وذلك على عهد القمص (جرجس) الشمس أبو المنصور بن القس التاج إسحق الحكيم المصري كاهن كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وذلك كان ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1198ش (الموافق الأحد 16/11/1481م)
[45].

4. وضع سير بعض الشهداء القديسين:
أ. وضع ميمر يشرح فيه سيرة وجهاد شهداء مدينة إسنا، وقد ورد هذا الميمر في خمس مخطوطات حسب علمنا حتى الآن، هم:-
1. المخطوطة 153 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 438ج-445ج، تاريخها 28 كيهك 1372 ش- 1655م[46].
2. المخطوطة 780 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، تاريخهما 1236 ش-1520م[47].
3. المخطوطة 638 مسلسل/ 44 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 55 ظ[48].
4. مخطوطة محفوظة بكنيسة دير الشهداء بإسنا، وقد طُبعت في كتاب باسم "عظة الأحفاد في تاريخ الشهداء الأمجاد"، ولكن للآسف باسم أنبا بولس أسقف أسيوط، وهذا خطأ.

ومما هو جدير بالذكر أنه في هذا الميمر بعض الإشارات على أن الأنبا يوأنس على دراية كاملة بالتقاليد المحلية المتبعة بمنطقة هؤلاء الشهداء القديسين (إسنا)، مما قد يُعني أن أصله كان من تلك المنطقة[49].

وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصين كانت لهما أيادٍ بيضاء في مجالي إكرام القديسين والإيمنوغرافية القبطية في القرن الخامس عشر الميلادي، فأثريا بذلك حقل الإبداع القبطي بصفة عامة، ومجال التسبيح في شهر كيهك بصفة خاصة.