محرر الأقباط متحدون
في عظته مترئسا في مرسيليا قداسا إلهيا لمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين انطلق الكاردينال مايكل تشيرني من مَثل عَمَلة الكَرْم وشدد على ضرورة توسيع قنوات الهجرة الشرعية وأيضا تمكين الأشخاص من العيش والعمل بكرامة في بلدانهم.
 
لمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين ترأس الكاردينال مايكل تشريني عميد الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الأحد ٢٤ أيلول سبتمبر قداسا إلهيا في بازيليك القديسة مريم في مرسيليا. وفي عظته انطلق من قراءة اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل فيلبي والتي يدعو فيها بولس الرسول إلى السير سيرة جديرة ببشارة المسيح. وقال عميد الدائرة إننا نجد في الإنجيل كل التوجيهات اللازمة كي نكون تلاميذ للمسيح، وتوقف عند مَثل يدعونا، وكما شجع البابا فرنسيس في كلمته في ختام اللقاء المتوسطي في مرسيليا، إلى الإصغاء إلى قصص الحياة، ألا وهو مَثل العَملة وأجرتهم. وواصل الكاردينال تشيرني مذكرا بهذا المثل الذي يتحدث فيه يسوع عن صاحب كرم استأجر عَملة لكرمه وعن تذمر العملة الأوائل بعد أن أعطاهم الأجرة ذاتها التي اعطاها لمن عملوا بعدهم، أي ساعات أقل، فأجاب صاحب الكرْم على مَن تذمر: "يا صديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلم تَتَّفِقْ مَعي على دينار؟ خُذْ ما لَكَ وَانصَرِفْ. فَهذا الَّذي أَتى آخِراً أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَك: أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟))".  "فهَكذا يَصيرُ الآخِرونَ أَوَّلين والأَوَّلونَ آخِرين" قال يسوع. تحدث عميد الدائرة بالتالي عن احتواء هذا المَثل تعليمَين، الأول هو أن صاحب الكرم رجل صالح وسخي إزاء مَن لم يتمكنوا من القيام بالعمل منذ البداية، أما التعليم الثاني فهو أن يسوع يقدم من خلال هذا المثل منطقا جديدا يجمع بين العدل والتضامن ويبدل تسلسل الأولويات المتعارف عليه اجتماعيا، منطق يتجاوز اسلوبنا في فهم العلاقات البشرية.
 
وتابع الكاردينال تشيرني مشيرا إلى أن الطريق نحو الكرْم بالنسبة لعَملة اليوم ليس سهلا مثل طريق عَملة المَثل، فرحلات الرجاء التي يقوم بها مَن يبحثون عن حياة أفضل تمتلئ بالصعاب، ما بين استغلال وعنف واعتداءات، بل وهناك أيضا مَن يفقدون حياتهم. وواصل أن جعل الآخِرين أولين في إطار الهجرة الحالي يستدعي التزامات شخصية وجماعية ملحة حيث يجب ضمان أن يكون الطريق نحو الكرْم منظما وأمنا مع ضمان احترام حقوق الجميع وكرامتهم، ومن الضروري بالتالي توسيع قنوات الهجرة الشرعية لتحل محل الرحلات المكلفة والخطيرة.
 
وفي ختام عظته دعا عميد الدائرة إلى أن نتعلم من مَثل عَملة الكرْم الجمع بين العدل والتضامن انطلاقا من روح التقاسم الأخوي، كما وذكَّر بدعوة البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين إلى التزام مشترك كي يتوفر للجميع "كَرْم" يعملون فيه بكرامة في أرضهم بدون الاضطرار إلى الهجرة.