مدحت قلادة
مما لا شك فيه ان الدين يشكل العامل الاساس داخل وجدان كل شعوب منطقة الشرق الاوسط بل تتزايد النعرات الدينية في هذه المنطقة التعيسة اكثر من كل مناطق العالم المختلفة فلن تسمع أو تقراء بوذي يصرح مرارا وتكرارا اسطوانه " كفانا نعمة البوذية " او " اللهم انصر امة كونفوشيوس " او " اللهم ارحم امة كريشنا " ،،، ولن تسمع هذه الاسطوانات الا في منطقة الشرق اوسط .

منطقة الشرق الاوسط هي المنطقة الوحيدة في العالم الغارقة في النرجسية الدينية في شعوبهم تختزل كل الفضائل فهم الموحدون بالله!! و خير امة اخرجت للناس !! وهم رحمة " بدون اعمال علي ارض الواقع " !!!

تتسابق شعوب المنطقة مع بعضها البعض في مظاهر التدين ايضا فتجد علامة الصلاة " الفطريات الجلدية " يتفاخر بها ابناء عددا من بلدان تلك المنطقة وكانها الايزو علامة لجودة الشخص وعمق الايمان و سمو سيرته !!!

تعيش شعوب تلك المنطقة بمصطلح يطلق عليه الفائض الديني وهو تعبير دقيق لشعوب هذه المنطقة فنظرة حولك تتاكد انك تعيش في بلدان تئن تحت مظاهر الفائض الديني فما اكثر من علامات الصلاة و حجاب ونقاب و لحية وسبحة و ملابس تعبر عن الهوية الدينية من قرون سحيقة ،،، بالطبع هذا الفائض الديني المظهري خال من الفضائل والقيم الروحية .

رغم كل مظاهر الفائض الديني هل نجحت الاديان في انتاج انسان سوي عاقل !!؟ بمعني اخر هل سمت الاديان بفائضها الديني التي تتشبع بها بلدان الشرق الاوسط في خلق انسان طبيعي !؟

بكل اسف لن استطيع الاجابة علي هذا السؤال الا من خلال سرد حقايق يومية تشاهدها تعايشها علي ارض الواقع .

اولا الغريزة الجنسية : لم تفلح الاديان في خلق انسان سوي قادر علي التحكم في غرائزه بل تسمع شيوخ يصرحون ان السيدة بدون حجاب تثير فيه الغرائز فتحوله الي حيوان مفترس يسعي لاغتصاب كل امراءة تمر امانة بدون حجاب لم يفلح الدين في خلق انسان تحركة القيم الانسانية الرفيعة غير مدركين ان هذه الكلمات في الحقيقة هي اعلان فشل الدين في السمو به بالقيم الانسانية الرفيعة ليصبح انسانا سويا ورغم الفائض الديني إلا انه فشل في انتاج طبيعي فحولة الي وحش كاسر مغتصب يعيش كحيوان شهواني .

في القيم الانسانية عجيب امر بشر هذه المنطقة بدلا من علاج انفسهم واعلان فشل دينهم في خلق انسان سوي قادر علي التعامل مع الجنس الاخر نجدة بحاول تغطية كل السيدات معتقدا ان الملابس التي ترتديها المراءة هي التي تسموا باخلاقة !!! بينما لم يسلم المنقبات من التحرش الجنسي !!! و صارت بلدان المنطقة لها الريادة في التحرش والاغتصاب !! غير عالمين الحقيقة المطلقة ان نظافة او نجاسة الانسان داخل قلبة و ليس لتغطية المراءة دخل في ذلك بل من قلبه وايمانه تتم اعماله .

ثانيا في العلاقات الانسانية : خلق الانسان علي الحب انظر ، جمعت طفلة سمراء مع طفل اشقر سوف تجد ان العلاقة التي تحكمهم نقاء و حب فريد بدون فرز للون او الجنس داخل نفوسهم ، واما في منطقتنا التعيسة التي يؤثر الدين في سلوك كل البشر ستجد الغالبية داخلها كراهية ضد المخالف في الدين او الشكل او اللون !! بل تجد ان تدينهم اصابهم بمرض مزمن تمكن منهم وهو النرجسية الدينية !! ساخرين من الاديان الاخري ، تارة تحت مسمى مشرك واخر كافر او زنديق او مرتد ، ويسخرون من الاخر بينما هو يفعلون نفس الفعل مثل تقبيل حجر!! او يباركون بابوأل الابل او ايمانهم بان الشيطان ينتظرهم في نفس المكان من عام لعام ليقذفوه بالحجارة !!!! متجاهلين انهم ان كان لهم عيون والسن وباقي العالم يملكون السن وعيون ،،، ليسخر الاخر مما يفعلوه هم ايضا .

ثالثا في الفهم الخاطيء للدين : يعتقد اهل الشرق ان الدين هو ممارسات وفرائض فقط ، وكلما اديت تلك الفرائض فانت مؤمن تمارس الدين ممارسة صحيحة ، غير عالمين ان الدين له انعكاس افقيا وراسيا :

1- الدين هو علاقة شخصية بينك وبين خالقك ولا دخل لاحد بهذه العلاقة بل اعمالك تظهر إيمانك .
2- الدين علاقة راسية بين الانسان وخالقه كلما توطدت تلك العلاقة راسيا كلما انعكست علي باقي البشر " خليقة الاله " افقيا فتعكس حب تسامح قبول عطاء ،،،
3- الدين لابد ان يكون له ثمار " فمن ثمارهم تعرفونهم " فان كنت ذابح ناحر مغتصب كاره مثل ارهابي الدول الاسلامية في العراق والشام او سلوكك مثل احد المنظمات الاسلامية الارهابية في العالم ثق انك تعكس ايمانك بافعالك
تدينك مراءه عاكسة لنوع ايمانك و بالطبع لدينك .

في العلاقات الدولية : لم تسلم العلاقات الدولية من مظاهر التدين لاهل الشرق فحينما حرق اوراق القران هاج وماج كل الدول العربية ضد حارق القران !!! بينما حينما قام ارهابي الدولة الاسلامية بسوريا والعراق من اعمال سبي واغتصاب وذبح ونحر لم تخرج مظاهرة تندد بهذه الاعمال بل صرح شيخ الازهر بعدم ادانتهم معللا انهم مسلمين !!! و داخل نفسه انهم خير خلف لافضل سلف !!! بل هو شخصيا وقف امام العالم في المؤتمرات حزينا علي ايام المجد !!! ايام كان الغزو ونهب الاوطان " معتبرا ان ذلك فتحا !!!!

رابعا فشل الدين : في شرقنا التعيس فشل الدين فشلا رهيبا بل سقط الدين الذي اخرج كل الجماعات الارهابية في دول العالم طالبان والقاعدة في افغانستان ، شباب الصومال في الصومال، الاخوان المسلمين في مصر ودول العالم ، بوكو حرام في نيجيريا ، حماس في غزة ، انصار الاسلام في ليبيا و سوريا ،جماعة ابو سياف في الفلبين ، الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاديين في مصر ، جبهة النصرة ، الدولة الاسلامية بالعراق وسوريا ، تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا وفي سيناء ، انصار الشريعة في تونس وليبيا ، حركة الجهاد الاسلامي بغزة ، حزب الله بلبنان ،،،،، هناك الالاف التنظيمات الارهابية تمارس الارهاب اعتمادا علي ايات دينية ، بل لم يدينها شيخ الازهر معللا انهم مسلمين !!

بالطبع فشل الدين لا يقف في الالاف من المنظمات الارهابية بل في خلق مجتمعات متحضرة تنشر العدل والمساواة بين البشر !! بل انتج ملايين مصابيين بمرض النرجسيه الدينية يعيشوا علي اعتقاد خاطيء انهم خير امة !!! بينما الواقع مشين مرير !! يموت ابناءه علي شواطيء دول اوربا هروبا من دول فشل الدين في خلق بشر معتدلين فحول معظمهم الي وحوش مفترسة ذئاب مغتصبة لصوص محترفة اعتمادا علي الدين .

بالطبع ركزت مقالي علي دين الاغلبية في المنطقة وتعمدت كتابة فشل الاديان ليقراه الكل ، ومقالي القادم سيكون الاديان الاخري .
نقلا عن الحوار المتمدن