ياسر أيوب
أصبحت اللجنة الأوليمبية الدولية أشبه بأب وأم قررا السماح لأولادهما بالخروج فى عطلة نهاية الأسبوع لكنهما وضعا شروطًا ومحاذير وممنوعات ستجعل الأولاد يفضلون البقاء فى البيت.. كان هذا ما قاله الكاتب والأستاذ الأكاديمى السويسرى سفين دانيال ولفى فى أكبر وأهم رسالة غضب واحتجاج حتى الآن، ورفض لما ستقوم به اللجنة الأوليمبية الدولية الشهر المقبل فى الهند.. فالكونجرس الأوليمبى الذى سيُقام 15 أكتوبر فى مدينة بومباى سيشهد التصويت على بعض التعديلات على الميثاق الأوليمبى.. ورغم أنها تعديلات قليلة ومحدودة إلا أن سفين دانيال يراها خطيرة للغاية.. ويرى الأستاذ السويسرى أيضًا أنه على الرغم من أن روسيا ولاعبيها ومعاقبتهم هم الهدف الحقيقى لهذه التعديلات حتى إن لم يتم الإعلان عن ذلك بشكل واضح وصريح.
وذلك لمنح شرعية أوليمبية لأى قرارات وعقوبات تخص روسيا التى لن تستطيع بعد إقرار هذه التعديلات من مقاضاة اللجنة الأوليمبية الدولية أمام المحكمة الرياضية الدولية أو القضاء السويسرى.. إلا أن مجرد السماح بذلك، كما يقول الأستاذ السويسرى، سيفتح الباب مستقبلًا أمام مزيد من التعديلات لأهداف وحسابات سياسية لا علاقة لها بالحركة الأوليمبية أو الرياضة كلها.. كما أن تعديل الميثاق الأوليمبى كلما كانت هناك حاجة لذلك لن يبقى أمرًا صعبًا أو معقدًا، ولا يحتاج أكثر من عقد اجتماع والتصويت المعروفة نتائجه سلفًا.
ولم يكن توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، ليعلن الأسبوع الماضى عن هذه التعديلات والتصويت عليها فى الهند إلا لو كان قد أتم اتفاقاته غير المعلنة مع كثيرين سيقولون نعم عند التصويت.. ولم يكن الأستاذ السويسرى هو الوحيد الذى انتبه وغضب ورفض كل ذلك وما سيجرى فى الهند.. إنما كانوا كثيرين لكن ليس بحدة سفين دانيال وصوته العالى.
وعارض هؤلاء الكثيرون إضافة حقوق الإنسان وضرورة احترامها الميثاق الأوليمبى دون توضيح حقيقى لما هو المقصود بذلك.. وأبدى هؤلاء الكثيرون استياءهم من هذه الكلمة الفضفاضة التى يمكن استخدامها لأى هدف سياسى تحت مظلة الميثاق الأوليمبى.. فمن الممكن مثلًا رفض مشاركة دولة ما فى دورات أوليمبية أو بطولات عالمية أو استضافتها تلك الدورات والبطولات لأنها لا تحترم حقوق الإنسان.. وستوافق بلدان كثيرة على هذه التعديلات رغم أنها فى قائمة المهددين بالعقوبات الأوليمبية الجديدة.
والمؤكد أن حقوق الإنسان تستحق الاهتمام والاحترام طوال الوقت وبشكل كامل وحقيقى لكن دون أن تصبح مجرد وسيلة لعقد صفقات سياسية أو اقتصادية أو رياضية.. وستسمح اللجنة الأوليمبية الدولية أيضًا للاعبين بحرية التعبير لكن بشروط وقواعد جديدة.. وهو الأمر الذى وصفه الأستاذ السويسرى بحكاية الأب والأم وحرية أولادهما.
نقلا عن المصرى اليوم