محرر الأقباط متحدون
ما قامت به الكنيسة في مسيرة محاربة التعديات على القاصرين ومواصلتها هذه المسيرة وتحفيز المجتمع على تعزيز ثقافة العناية. هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس اليوم الاثنين خلال استقباله وفدا لمركز من أمريكا اللاتينية يعنى بحماية القاصرين.
استقبل البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم الاثنين ٢٥ أيلول سبتمبر وفد المركز الأمريكي اللاتيني للتحقق والتكوين من أجل حماية القاصرين. وفي بداية كلمته إلى ضيوفه أعرب الأب الأقدس عن سعادته للقاء أعضاء الوفد القادمين من مناطق مختلفة من أمريكا اللاتينية، كما وأشار إلى ان هذا اللقاء يتم اليوم ٢٥ أيلول سبتمبر وهو اليوم الذي يُحتفل فيه في مزار إسباني صغير، وانطلاقا من تقليد قديم، بذكرى طفل شهيد. وتابع البابا أن مأساة هذا الطفل قد رُبطت بآلام يسوع حتى أن الطفل يصوَّر مرتديا ما كان يرتدي يسوع خلال آلامه.
وواصل الأب الأقدس أن هذا الأمر قد جعله يفكر في المقطع الإنجيلي الذي يتحدث عن الدينونة العظمى حيث يجلس ابن الإنسان على عرش مجده ويقول للأبرار" "الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى ٢٥، ٤٠). وأضاف البابا أنه كم سيتغير العالم إن اقتنعنا داخليا بأن كلًا من الصغار الذين تلتقيهم هو انعكاس لوجه الله، وإن رأينا في معاناة كل طفل وكل شخص ضعيف وجها يُطبع على المنديل الذي مسحت به فيرونيكا وجه المسيح.
توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند عمل المركز الأمريكي اللاتيني فقال لضيوفه إنه يعلم كيف يحاولون العمل وتطبيق مناهج أكثر ملاءمة للقضاء على آفة الاعتداءات سواء في الكنيسة أو في العالم. وأراد قداسته الإشارة إلى أن الاعتداءات التي وقعت في الكنيسة هي انعكاس لواقع حزين يضرب البشرية باسرها ولا يلقى الاهتمام الكافي. وأضاف قداسته أن بالإمكان القول إن الكنيسة قد سارت إلى الأمام بشكل كبير في هذه المسيرة ولن تتوقف عنها. ثم أكد ضرورة أن يكون هذا العمل مفيدا أيضا للمجتمع كي تكون الخطوات التي تقوم بها الكنيسة وما تُحقق من مكاسب في هذه المسيرة محفزا كي تعزز مؤسسات أخرى ثقافة العناية هذه. وتابع البابا فرنسيس داعيا ضيوفه، وانطلاقا من رؤية المسيح في الصغار، إلى ألا تقتصر جهودهم على تطبيق القواعد بل وأن نوكل الصغار إلى الله في الصلاة. كما ودعا قداسته الجميع إلى التأمل أمام الرب الفادي في المعاناة التي تَعرضنا إليها وتَسببنا فيها، وذلك كي لا نشعر بأنفسنا بعيدين عن الأشخاص الذين نستقبلهم بل بأننا أخوة لهم في الألم أيضا. شدد البابا بالتالي على أهمية الحوار مع يسوع والإصغاء إلى الكلمة الذي يغفر لنا ويشفينا ويفدينا جميعا. وأضاف قداسته ان المسيح لم يتحمل خطيئة العالم كي يدينه بل ليخلصه وقد علَّمنا أنه ليس هناك محبة أكبر من محبة مَن يهب الحياة.
وفي ختام حديثه إلى وفد المركز الأمريكي اللاتيني للتحقق والتكوين من أجل حماية القاصرين دعا البابا فرنسيس، وكما يوصينا المسيح، إلى أن نحب بعضنا بعضا كما نحب أنفسنا مدركين جراحنا وصِغرنا وحاجتنا إلى المغفرة والتعزية. وتابع: فلنصلِّ بالثقة التي تُعلمنا إياها القديسة تيريزا الطفل يسوع، في هذه الأيام التي تسبق الاحتفال بعيدها، من أجل الخطأة وتوبتهم وكي يتمكنوا من أن يروا في الآخر عينَي يسوع. هذا وأراد الأب الأقدس أن يسلط الضوء على ما وصفها بقضية خطيرة تتعلق بالاعتداءات على القاصرين وهي الأفلام الإباحية التي تستخدم الأطفال والتي يمكن مقابل مبالغ قليلة الحصول عليها عبر الهواتف المحمولة، ودعا إلى لفت الأنظار إلى هذه المشكلة لأن هؤلاء الأطفال هم ضحايا المجتمع الاستهلاكي.