كتب - محرر الاقباط متحدون 
وجه الكاتب الليبرالي والباحث سامح عسكر، رسالة بعنوان "بص حضرتك ركز معايا" وذلك عبر حسابه على فيسبوك، وجاء بنصها : 
سنة 2005 رشح الإخوان المسلمون الشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل" في دائرة الدقي، لكنه سقط ونجحت على حسابه "د آمال عثمان" وزيرة التأمينات السابقة وواحدة من أشهر وجوه نظام مبارك ، فاتهم الإخوان القضاء المصري المشرف على الانتخابات بالتزوير..رغم إن الإخوان نجحوا ب 88 نائب تحت إِشراف نفس القضاء.
 
رفع الإخوان والشيخ أبو اسماعيل شعار المؤامرة الماسونية العلمانية على الإسلام بتواطؤهم على الشيخ الفاضل..!!.
 
كان وقتها حازم أبو اسماعيل ولمدة سنوات وجه دائم على القنوات الدينية السلفية التي ظهرت بالتوازي مع فوز الإخوان المسلمين بالبرلمان، وبهدف التصدي لفكر الجماعة..والمعادلة الأمنية المباركية في التحالف مع السلفية هي:
 
 (أنشر الفكر السلفي لكن لا تدعم الإخوان ولا مانع من الهجوم على التنظيم أحيانا)
 
حازم أبو اسماعيل قدم نفسه على إنه شيخ سلفي وناشط سياسي في نفس التوقيت عبر خطابين متناقضين:
 
الأول: ناشط سياسي يساري يتحدث عن وحدة الأمة ولم شمل الأحزاب والجماهير، مع فاصل من شعارات الحرية وحقوق الإنسان..إلخ..وهذا الوجه كان يظهر به على قناة الجزيرة وأحيانا ضيف على برامج التوك شو المصرية..
 
الثاني: شيخ سلفي يتحدث عن دولة الخلافة الموعودة وتطبيق الشريعة ،وإلغاء القوانين الوضعية الماسونية العلمانية الليبرالية..إلخ، وهذا الوجه كان يظهر به على قنوات الناس ببرامج (التبيان ومصابيح الهدى) و على قناة الحكمة ببرامج (مصر الحرة ومنبر الحكمة وأين الطريق) وعلى قناة الرسالة ببرامج (أبواب البشرى والنبأ العظيم)..غير برامج أخرى على قنوات أمجاد والحافظ..وغيرها.
 
 
من خلال هذه الصورة حصل أبو اسماعيل على شعبية هائلة، فالصورة الأولى اكتسب بها ثقة بعض شباب الليبراليين واليسار الذين ظنوا أن الشيخ مثلهم يؤمن بالحريات والدولة المدنية، بينما الصورة الثانية حصل بها على دعم وتأييد كافة تيارات السلفية والإسلام السياسي دون تمييز، لأن الشيخ قدم نفسه كمشروع يوحد به التيارات المفترقة فحصل على دعم شباب الإخوان والسلفية العلمية والجهادية ..وغيرهم.
 
بعد ثورة يناير 2011 خلع الشيخ أبو اسماعيل الجلباب والعِمّة ولبس بدلة وكرافتة وأصبح واجهة (عصرية) مؤهلة لترشيح نفسه لرئاسة مصر، وبالفعل تقدم للترشيح وحصل الشيخ على شعبية هائلة ضخمة، لدرجة بوستراته كانت في كل حارة وشارع وقرية بشعار مشهور (سنحيا كراما) مع بشريات بأن الشيخ حازم (مدعوم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه مبعوث من الله لإقامة الشريعة والعدالة المفقودة بمصر.
 
ولزوم الأكشن والإثارة قام بتأسيس حزب الراية ذو النزعة السلفية الوحدوية لكي يجمع ويفك خلافات حزب الإخوان "الحرية والعدالة" وحزب السلفية العلمية "النور" فكان حزب الراية هو الوسيط بينهم وبالطبع حصل على دعم عاطفي لكلا التيارين..وتم تأسيس تيار شعبي ديني وسياسي كبير جدا اسمه (حازمون) بشر فيه أعضاءه وقيادييه بأن حازم أبو اسماعيل هو المنقذ والمهدي المنتظر.
 
لكن بخطأ إجرائي بسيط تقدم الشيخ حازم لترشيح نفسه بأوراق مزورة، حيث يمنع القانون المصري الترشح للرئاسة بجنسيتين سواء من الشخص أو من أقاربه بالدرجة الأولى، والشيخ حازم كانت أمه عندها جنسية أمريكية فتم رفض أوراقه، وبالطبع رفع الإسلاميون وشباب الليبراليين واليسار المضحوك عليهم (نظرية المؤامرة).
 
ملحوظة على الهامش: المئات وربما الآلاف من عناصر حازمون بعد ثورة يونيو 2013 انضموا للجماعات الجهادية في سيناء وسوريا والعراق بعد سجن الشيخ حازم، مما يثبت أيدلوجية حزب الراية وتيار حازمون ومنهجية الشيخ الأقرب للتغيير بالعنف.
 
أنا بقول الكلام دا ليه؟
علشان نتصور نموذج "أحمد طنطاوي" المدعوم من نفس التيار الديني الذي دعم الشيخ حازم زمان، مع فارق بسيط أن طنطاوي لم يحصل على شعبية حازم بعد وسط هذا التيار، أولا لشكله (بدون دقن) وهذه بدعة عند السلفيين، ثانيا: لأنه ناصري: وهذا كفر عند الإسلاميين ككل، لكنهم يدعموه بنظام (عدو عدوي صديقي) ولجان الإسلاميين بدأت في شغلها المعتاد بدعم طنطاوي على السوشال ميديا باعتباره مخلص مصر من حكم الجيش والذي سيعيد للشريعة الإسلامية حضورها في المجتمع.
 
أما الليبراليين واليسار الداعمين لطنطاوي، فهما نفسهم اللي دعموا حازم أبو اسماعيل زمان باعتباره (مفكر ليبرالي) أيوة والله بجد، وللإنصاف بدون تعميم..فالبعض من أنصار طنطاوي من العلمانيين يظنوه علمانيا بالفعل ولم يسبق لهم دعم الشيخ حازم، لكنه بالنسبة ليهم منقذ مصر من الحكم العسكري وواجهة ليبرالية مقبولة ويؤمن بالحريات.
 
رغم إن تاريخ طنطاوي (العملي) لا يقول هذا الشئ، فهذا الشاب منذ أن دخل البرلمان الدورة الماضية وهو يحارب وزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية أبرز مؤسستين في الدين يحاربان فكر الإخوان والجماعات على الأرض، بينما لا يقدم نفس الجهود ضد الأزهر دفاعا عن تيار الإخوان الذي اخترق الأزهر بعد يناير 2011 وفي العقود الماضية خصوصا بعد رحيل الشيخ "محمد سيد طنطاوي" وكل فترة يتم الكشف عن مجموعة إخوانية مخترقة للأزهر هي التي يدافع عنها طنطاوي، ويحمي نفوذها بقوة التشريع.
 
وختم ذلك بتصريحه الشهير بضرورة عودة الإخوان المسلمين لمصر، وهذا تصريح (أحمق) لا يصدر من سياسي:
 
أولا: لأن نقطة قوة السيسي هي الإخوان المسلمين، وطول ما هذا التيار يهدد مصر فجميع مؤسسات الدولة ستلتف حوله، خصوصا مؤسسات الأمن، ومفيش منطق يقول إنك تحارب خصمك في مصدر قوته.
 
ثانيا: لأنه إعلان رسمي بالتحالف مع الإخوان، وطبقا لمعادلات القوة والنفوذ، فالإخوان المسلمين والتيار السلفي (ياكلوا 100 زي طنطاوي) ويحطوه في جيبهم ويبقى خادم وعميل لا يخرج عن طوعهم، لأسباب منها أنهم سيكونوا الحاضنة الشعبية والانتخابية له، ومصدر دائم للتهديد والابتزاز.
 
ومنها أن طنطاوي يتبنى نفس أفكارهم بالفعل خصوصا موقفه المعادي لحقوق المرأة بتصريحه الشهير في الختان..فضلا عن إكثاره من شعارات المؤامرة التي تميز بها أبو إسماعيل طوال مسيرته وتسببت في نشوء تيار شبابي كبير وواسع لا يثق في المجتمع والدولة.
 
الخلاصة: طنطاوي هو إحياءة ساذجة لحازم صلاح أبو إسماعيل، مع فارق كبير في القوة والنفوذ والقدرات والشعبية والذكاء لصالح أبو اسماعيل..والسمت العام لا يعبر عن مضمون كلا التجربتين لأن بدلة وكرافتة طنطاوي هي نفسها عِمّة ودقن أبو اسماعيل، ..اختلف الشكل، لكن الفكر والحضور واحد، والنتيجة على الأرجح ستكون واحدة.