محرر الأقباط متحدون
الاهتمام بمن يعانون ومساعدتهم على النهوض مجددا وإعادة اكتشاف الله، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس خلال استقباله اليوم أعضاء جمعية Família da Esperança، عائلة الرجاء.

استقبل البابا فرنسيس اليوم الجمعة أعضاء جمعية Família da Esperança، عائلة الرجاء، وهي جمعية دولية من المؤمنين. وشكر قداسته في بداية كلمته الجميع على هذه الزيارة مشيرا إلى احتفال الجمعية بمرور ٤٠ سنة على تأسيسها، وتحدث عن كاريزما هذه الجمعية، أي إعلان الرب القائم، ينبوع الرجاء. وتوقف قداسته عند جمال هذه الكاريزما، كاريزما الرجاء، داعيا ضيوفه إلى عدم فقدانها.  

ثم واصل الأب الأقدس كلمته منطلقا من إنجيل القديس متى حيث يقول يسوع "لأنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ". وقال البابا فرنسيس إن الرب بهذه الكلمات يتماهى مع أخوتنا وأخواتنا الأكثر فقرا وعوزا ومعاناة. وعاد الأب الأقدس بعد ذلك إلى تأسيس جمعية عائلة الرجاء أربعين سنة مضت مشيرا إلى أن هذا قد حدث انطلاقا من طلب شاب المساعدة للتحرر من إدمان المخدرات، وقال البابا لضيوفه إنهم قد وجدوا في هذا الشاب، وفي جميع مَن أتوا بعده، المسيح، ليحملوهم إلى الرجاء مجددا ويجعلوهم يدركون أن حياة جديدة هي ممكنة. وقال البابا فرنسيس إن الدعوة إلى حمل الرجاء لمن فقدوا معنى حياتهم هي دعوة إلى محبة الله بشكل غير مشروط في الأشخاص الذين يعيشون أوضاع هشاشة اجتماعية.

توقف البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء جمعية عائلة الرجاء بعد ذاك عند ما وصفها بإحدى أكبر مشاكل عالم اليوم، أي اللامبالاة. وقال لضيوفه إنهم لم يبقوا غير مبالين أمان الألم الذي رأوه على وجوه شباب كُثر يواجهون معاناة كبيرة، وخاصة مَن دمر إدمان المخدرات وغيرها حياتهم. وأضاف أن أعضاء الجمعية قد أصبحوا قريبين بل وأخوة للكثير من الأشخاص الذين جمعوهم من الطرقات، وكما في مَثل السامري الصالح، رافقوهم للعناية بهم ومداواتهم ومساعدتهم على استعادة كرامتهم.

تحدث الأب الأقدس من جهة أخرى عن إدراك أعضاء الجمعية أن حمل الرجاء يعني لا فقط المساعدة على الانتصار على الرذائل وتجاوز الصدمات والعثور مجددا على مكان في العائلة وفي المجتمع. وأراد البابا فرنسيس التذكير هنا بكلمات البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته جمعية عائلة الرجاء في غواراتينغيتا في البرازيل سنة ٢٠٠٧ حين شدد على أن الاندماج مجددا في المجتمع يشكل دليلا على فعالية الجمعية، إلا أن ما يلفت الانتباه بشكل أكبر وما يؤكد فائدة عمل الجمعية، حسبما واصل البابا راتزنغر، هو الارتداد، أي العثور على الله مجددا والمشاركة الفعالة في حياة الكنيسة. وواصل البابا فرنسيس قائلا لضيوفهم إن كاريزما الجمعية، كاريزما الرجاء، تجعلهم يعتنون بالأشخاص وسلامتهم المادية والروحية، أي في الأجساد وفي النفوس. وأضاف قداسته أن الكاريزما، هذه العطية، قد أوكِلت إليهم من قِبل مؤسسي الجمعية الذين كانوا أدوات العناية الإلهية، وذلك كي تأخذ هذه العطية شكلا وتترسخ وأن تجد لها مكانا في الكنيسة وتصل إلى أشخاص كثيرين. وتابع أنه وبعد ٤٠ سنة وفي أمانة للتحفيز الأصلي يُدعى أشخاص آخرون إلى تحمُّل مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث الروحي الذي أوكله الرب إليكم، وجعْله يثمر. ثم دعا البابا فرنسيس أعضاء الجمعية إلى تفادي الشعور بالخوف في هذه المرحلة الجديدة وإلى عيشها بتواضع وثقة محافظين على الشركة الروحية بينهم.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء جمعية Família da Esperança، عائلة الرجاء، الذين استقبلهم اليوم الجمعة ٢٩ أيلول سبتمبر شكر البابا فرنسيس الله، كما وشكر ضيوفه على ما يقدمون من شهادة من خلال الأعمال العديدة التي تقوم بها الجمعية. وأراد الأب الأقدس الإعراب عن الامتنان لضيوفه أيضا على ما يقومون به من عمل مع الكهنة والإكليريكيين والرهبان والراهبات حيث يساعدونهم على تجاوز التحديات والمشاكل النفسية التي تصيب بعض المكرسين. وشجع البابا الجميع على مواصلة هذا العمل الذي هو ضروري بالنسبة للكنيسة حسبما ذكر. أعرب الأب الأقدس بعد ذلك لضيوفه عن تمنياته لهم بكل خير في مسيرتهم على درب الرجاء، وتضرع كي ترافقهم مريم العذراء، وبارك قداسته الجميع وجماعتهم ورسالتهم سائلا إياهم الصلاة من أجله.