كريم كمال
سوف يظل يوم ٣٠ سبتمبر من عام ١٩٦٢م يوم من الايام المجيدة في تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذكسية وفي تاريخ الوطن ايضا حيث أسس القديس البابا كيرلس السادس اسقفية التعليم والمعاهد الدينية والتربية الكنيسة بوضع يده الرسولية علي قديس العصر القمص انطونيوس السرياني وسيامتة باسم الانبا شنوده اسقفا للتعليم مع المتنيح الانبا صموئيل اسقفا للخدمات العامة والاجتماعية  ليكونوا  البذرة الاولي لتاسيس الاسقفيات العامة وسيامة الأساقفة العمومين في عصرنا الحديث.

والحقيقة الحديث عن اسقفية التعليم والانبا شنوده اسقفها ومؤسسها لا ينفصلان عن بعضهم البعض حيث نسطيع ان نرصد من خلال عدد من النقاط كيف اصبحت اسقفية التعليم والمعاهد الدينية (الاكليريكية) والتربية الكنسية بفضل قديس العصر ومعلم المسكونة العالم والمعلم واللاهوتي الدارس بعمق والراهب الزاهد نيافة الانبا شنوده (قداسة البابا شنوده الثالث) منارة للعلم والتعليم في عصرنا الحديث.

لقد كان نظير جيد الذي اصبح الراهب انطونيوس السرياني ثم الانبا شنوده الاسقف العام للتعليم ثم البابا شنوده الثالث يتمتع بعدد من المواهب والصفات التي منحها الله له، وقد اجتهد في تنميتها واستثمارها لخدمة الكنيسة من خلال اسقفية التعليم.

١- العالم:
كان الانبا شنوده عالم غزير  العلم والمعرفة تتلمذ علي يد القديس الارشيدياكون حبيب جرجس في الكلية الاكليريكية والذي امان بقدرات الطالب نظير جيد الذي تفوق في الدراسة واصبح استاذ في الكلية وهو ما افاد قداستة خلال العمل كاسقف للتعليم حيث كان صاحب علم غزير لا يتوقف عن الدراسة والقراء وهو راهب ثم وهو اسقف.

٢- المعلم
كان الانبا شنوده اسقف التعليم معلم أرثوذكسي مدقق وفي نفس  الوقت يقدم العلم والمعرفة دون تعصب لطلاب الاكليريكية  وللشعب القبطي في الاجتماع الاسبوعي وفي الجولات الأسبوعية في محافظات مصر المختلفة مما ادي الي تاسيس جيل من الشباب متعلم واعي دارس متماسك بالعقيدة.

٣- الموثر:
كان الانبا شنوده موثر في كل من يتقابل معة او يستمع آلية وذلك التاثير سببه الصدق والثقة في  المعلومات وقد امتد هذا التاثير بعد رحيل قداستة علي ملايين من ابناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنائس المختلفة في مصر وفي جميع انحاء العالم.

٤- الصادق
من السمات الاساسية في شخصية قداستة الصدق فهو شخص لا يتلون له وجة واحد فقط وظاهرة مثل باطنة وهو مأ اكسبة حب الناس وكسب قلوبهم وعقولهم.

٥- الكاريزما والحضور الطاغي
هي هبة من الله حيث تمتع بقبول وكاريزما وحضور طاغي لا مثيل لها وقد استغل قداستة هذة الهبه الالهية في وصول كلمة الله  الي الملايين التي كنت تنصت وتسمع لقداستة بالساعات دون ملل او كلل لدرجة انة عندما كان يزور المطرانيات المختلفة في الصعيد والوجه البحري كان الشعب يخرج بالآلاف في الشوارع وفي محطات القطارات لاستقبال نيافة الانبا شنوده اسقف التعليم في ظاهرة لم تحدث مع اي اسقف فيً عصرنا الحديث.

٦-القائد
كان قداسة البابا شنوده الثالث منذ ان كان اسقفا قائد ديني موثر امتد تأثيره الي جميع انحاء العالم كقائد ديني صاحب مواقف علي المستوي الكنسي والوطني ويشهد من تعامل مع قداستة انة كان استاذ في القيادة والادارة بمهارة وحكمة.

٧- الامين:
منذ ان بدءا الخدمة نظير جيد وهو امين في التعليم والتعامل مع الناس وهي من الصفات التي اسهمت في نجاح اسقفية التعلم واسقفها.

٨- العادل:
كان قداستة رجل عدل وحق لا يعرف التوازنات و والموائمات مهما كلفة الامر وايضا يعطي كل ذو حق حقه حتي لو كان الخصم من المقربون من من قداستة او من اصحاب السلطة والنفوذ.

٩- الحكيم:
الحكمة احد سمات شخصية قداستة فكان منذ الصغر يتمتع بحكمة بالغة دائما يوازن الامور بعقله دون الغاء القلب وهي سمة من سمات نجاح قداستة.

١٠- العطوف:
كان قداستة عطوف ولين القلب منحاز للضعفاء والمحتاجين والاطفال والايتام وكل من في ضيق فكان ينصت ويدرس ويحل كل الامور التي تعرض علي قداستة من هذه الفئات ومن كل افراد الشعب.

١١- المعطاء:
كان يعطي بلا حدود لكل من يطلب منة متمثل بالسيد المسيح ومنفذ قول الكتاب "«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ." (مت 7: 7) فلم يعرف عن قداستة انة رد اي انسان كان في ضيق او محتاج دون النظر الي الدين أو الطائفة.

١٢- الوطني:
كان قداستة وهو أسقفًا وبطريرك مهموم بقضايا الوطن وعاشق له فقال مصر وطن يعيش فينا   وليس وطن نعيش فية ايمان بذلك وليس شعار وقد اطلق علي قداستة بابا العرب لمواقفة اتجاة قضية القدس والقضايا العربية.

هذة السمات وغيرها من السمات والصفات التي تمتع بيها قداستة كانت الركيزة التي ساهمت في نجاح عمل اسقفية التعليم لتصبح منارة للعلم والمعرفة في عصرنا الحديث ويصبح الانبا شنوده اسقفا وبطريرك العامل الاساسي والرئيسي في امتداد تاثير عمل الاسقفية في حيات قداستة وبعد الرحيل.

اسقفية التعليم والمعاهد الدينية ( الاكليريكية) والتربية الكنسية أنارت الطريق لجيلنا والاجيال التي كانت قبلنا والاجيال التي أتت بعدنا وسوف يستمر تاثيرها الي منتهي الاعوام بفضل اسقفها العلامة نيافة الانبا شنوده قديس عصرنا ومعلم الاجيال البطريرك الذي  قاد الكنيسة بحكمة وسكن قلوب الشعب قداسة البابا شنوده الثالث.

أخيرآ … ونحن نحتفل بالعيد الواحد والستين لتاسيس اسقفية التعليم وسيامة اسقفها الجليل سوف اظل فخورا اني عشت في زمن هذا العملاق … زمن القديس البابا شنوده الثالث.