ياسر أيوب
كانت مجرد تسلية للجنود قبل أن يحيلها نجار إنجليزى فى لانكشاير اسمه بريان جاملين فى 1896 إلى لعبة لها قواعد ومسابقات وفوز وخسارة.. وظلت لعبة محدودة فى مصر دون طموح فى فوز وبطولة حتى فازت فتاة مصرية اسمها مريم حمدى منذ ثلاثة أيام بالمركز الثالث على العالم.. وأتحدث عن لعبة ربما يعرفها كثيرون ويرونها سواء فى أفلام أمريكية أو مطاعم مصرية تبحث عن أجواء أوروبية.. لكنهم لا يعرفون أن اسمها دارتس.
وهى أن تقذف السهام إلى دائرة معلقة فوق حائط، ونجاحك أو انتصارك هو أن يصل السهم إلى قلب تلك الدائرة.. ففى إنجلترا منذ أكثر من 700 عام.. بدأ الجنود أثناء فترات الراحة يهربون من الإحساس بالملل فيضعون جذع شجرة بعيدا أو غطاء براميل ويتبارون فى إطلاق السهام لقلب هذا الجذع أو غطاء البرميل.. ولم يعترض القادة بل اعتبروا ذلك تدريبا على دقة الرماية والتوافق بين نظرة العين وحركة الذراع.
وظلت هذه التسلية قائمة حتى جاء جاملين وبدأ يضع نظاما وقوانين أحال بها التسلية إلى لعبة لها قانون وقواعد ومسافة محددة بين اللاعب واللوحة وطريقة احتساب نقاط كل لاعب لتحديد الفائز فى النهاية.. وكان مجرد نظام بدائى تم تعديله وتطويره مرات عديدة بعد أن اكتسبت اللعبة شعبية داخل الحانات الإنجليزية.. وظن كثيرون أنها مجرد لعبة جديدة للمقامرة لدرجة بدء محاكمة أحد أشهر اللاعبين اسمه وليام أناكين فى مدينة ليدز فى 1908 بتهمة ممارسة القمار داخل حانة.
واستأذن المتهم القاضى فى أن يثبت براعته فى رمى السهام ثم طلب من القاضى تجربة ذلك.. وكان وليام يريد بذلك أن يثبت للقاضى أنها لعبة حقيقية وليست مسألة حظ أو مقامرة.. واقتنع القاضى أخيرا وحكم ببراءته.. وبعد سنين كثيرة تأسس أول اتحاد إنجليزى للعبة فى 1973 وبعد ثلاث سنوات تأسس الاتحاد الدولى وانضمت إليه مصر بعد تأسيس اتحادها فى 2017.
وحين عادت بطولة كأس العالم للدارتس بعد توقف أربع سنوات وأقيمت فى مدينة آيسبرج الدنماركية منذ أيام بمشاركة 49 دولة.. شاركت مصر بست لاعبات ولاعبين اثنين.. مريم أشرف ومريم حمدى وعلياء إبراهيم وندى محمود وهبة على وريم محمود وأحمد جمعة وحمزة عطية ويقودهم أحمد النخيلى مدربا.. وتخيل كثيرون أنها مجرد تجربة للاحتكاك واكتساب مزيد من الخبرات، لكن مريم حمدى، لاعبة نادى القناة، كان لها رأى آخر.
وأرادت أن تثبت للجميع أن المصريين لم يأتوا للدنمارك كمجرد ضيوف شرف.. وبالفعل فازت مريم بالميدالية البرونزية وكانت الأولى مصريا وعربيا واحتفل بها المصريون على طريقتهم وسط تصفيق الجميع.
نقلا عن المصرى اليوم