محرر الأقباط متحدون
لمناسبة انعقاد اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي تباحثت في قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية والاجتماعية في ضوء البند الرابع والعشرين على أجندة التنمية الاجتماعية أصدرت بعثة الكرسي الرسولي لدى المنظمة الأممية بياناً سلط الضوء على أهمية تعزيز التنمية البشرية المتكاملة والعمل على استئصال الفقر والاعتناء بالرخاء الاجتماعي والروحي والثقافي لكل فرد.
 
بيان الكرسي الرسولي قرأه على المشاركين في اللقاء المطران روبرت مورفي القائم بالأعمال في البعثة الدبلوماسية ونائب مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة شدد خلاله على أهمية إيلاء اهتمام خاص بالعائلة، وتوفير التربية والتعليم لجميع الأطفال، كي يصبحوا في المستقبل أعضاء مسؤولين في مجتمعاتهم. كما لفت إلى أهمية قيام منظومة اقتصادية عادلة تسمح للأشخاص بأن يعيلوا أنفسهم، وحثّ جميع البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة على ممارسة التعاضد، لاسيما حيال شرائح المجتمع الأشد فقرا وهشاشة.
 
بعدها أكد سيادته أن البعد الاجتماعي للتنمية هو ربما الأكثر إنسانية بين أبعاد التنمية، لأنه يعكس واجبنا في التعامل مع بعضنا البعض بروح من الأخوة. وهذا أمر شدد عليه البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة مؤكداً أن كل شخص هو جارنا وقريبنا، بغض النظر عن لون البشرة والمكانة الاجتماعية، والجنسية. من هذا المنطلق لفت المطران مورفي إلى أننا مدعوون إلى العمل معاً من أجل توفير الظروف الملائمة لتنمية بشرية متكاملة. وهذه الجهود تبدأ من خلال اجتثاث الفقر، وتوفير المتطلبات الرئيسة لكل شخص، مع احترام القيم والأوليات.
 
هذا ثم ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن التنمية البشرية المتكاملة تتطلب أيضا الاهتمام بالرخاء الاجتماعي، الروحي والثقافي لكل إنسان، لأن هذا الرخاء يضرب جذوره في الكرامة البشرية التي منحها الله لكل فرد من أفراد العائلة البشرية. في هذا السياق ينبغي ألا يُحصر الشخص ضمن فئات معينة، إذ لا بد من الإقرار دوماً بإنسانيتنا المشتركة، التي هي في صلب المساواة، وبواجباتنا تجاه بعضنا البعض.
 
لم يخل بيان الكرسي الرسولي من الإشارة إلى أهمية العائلة التي هي النواة الطبيعية والأساسية للمجتمع، وبالتالي من حقها أن تحظى بحماية المجتمع والدولة، خصوصا لأنها تربي على القيم الإنسانية الأساسية وعلى السخاء والرأفة والحب. من هذا المنطلق لا بد أن تصب الرعاية الاجتماعية اهتمامها على دعم العائلات ومساعدتها على القيام بدورها هذا بشكل يصب في صالح الأطفال.
 
كما أن التربية والتعليم هما أمران أساسيان من أجل تحقيق التنمية البشرية المتكاملة، وبالتالي إن الدول مدعوة إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل توفير تربية جيدة للجميع، مع إيلاء اهتمام خاص بمحو الأمية، وتدريب الأشخاص على المهارات، ليس فقط لمساعدة الشبان على ولوج عالم العمل، بل أيضا لتمكين البالغين من اكتساب مهارات جديدة تحسن مستوى عيشهم. ختاماً عاد الدبلوماسي الفاتيكاني ليشدد على أهمية ممارسة التضامن، خصوصا تجاه الأشخاص الأكثر ضعفاً وهشاشة، وقال إنه من خلال التضامن فقط يمكن أن نتوصل إلى تنمية اجتماعية حقيقية.