أيمن زكى
في هذا اليوم أستشهد القديسون كوتلاس وأكسوا أخته نجلا سابور ملك الفرس، وتاتاس صديقه. وذلك آن سافور كان يعبد النار والشمس. وكان يعذب المؤمنين كثيرا. ولهذا لم يجسر أحد أن يذكر اسم المسيح في عهده..
وكان لابنه كوتلاس صديق اسمه طاطس رئيسا على كورة الميدسيين فوشى به بعضهم أنه مسيحي، فأرسل إليه الوالي طوماخر، ليعرف صحة هذا القول حتى إذا كان صحيحا عذبه. ولما سمع، بذلك كوتلاس ابن الملك انطلق هو أيضا إلى تلك الكورة إلى صديقه طاطس.
فلما حضر الوالي ووجده مسيحيا، أمر أن يعد له أتون نار ويطرح فيه. فرشم القديس طاطس علامة الصليب على النار فانطفأت. فتعجب كوتلاس وقال له "كيف تعلمت هذا السحر يا أخي"؟ فأجابه "ليس هذا من السحر بل إنه من الإيمان بالمسيح". فقال له "وإذا كنت أنا مسيحيا أفعل هكذا؟" أجابه "بالإيمان تفعل أكثر من هذا".
فأمن كوتلاس ابن الملك بالمسيح. ثم تقدم إلى النار ورشم عليها، فانطفأت راجعة خمس عشرة ذراعا، فأرسل الوالي إلى الملك يبلغه بهذا الأمر. فاستدعاهما الملك. وأمر بقطع رأس طاطس ونال إكليل الشهادة.
وأما كوتلاس ولده فعذبه بأنواع العذاب. وسلمه لمقدم يعذبه. فطرحه في السجن ثم أرسل إليه أخته أكسوا لعلها تستميل قلبه وترده إلى عقيدة أبيه. فوعظها وأمال قلبها إلى الإيمان بالمسيح. ثم أرسلها إلى قس. ليعمدها وعادت إلى أبيها قائلة ليتك كنت حاصل على ما حصلت عليه أنا وآخي. فانه ليس اله إلا يسوع المسيح. فغضب الملك وأمر بتعذيبهما حتى أسلمت الروح في يد المسيح.
أما كوتلاس فربطوه في أذيال الخيل وانطلقوا به فوق الجبال حتى أسلم الروح. ثم قطعوا جسده، وألقوه هناك لتأكله طيور السماء. ولما انصرف الجنود أوحى الرب يسوع إلى قسوس قديسين وشماس فمضوا خفية في الليل، وأخذوا الجسد المقدس وهو يضئ كالثلج وأخفوه في مكان إلى انقضاء زمن الاضطهاد.
بركه صلاه الجميع تكون معنا كلنا أمين...
ولآلهنا المجد دائما أبديا آمين...