القس باسليوس صبحي
 كان القمص جرجس الشنراوي من رجال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر، وذلك بحسب شهادة العلامة إقلاديوس يوحنا لبيب الميري (بك) (+ 9 مايو 1918م)، حيث قال عنه في هامش بكتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية المطبوع من مائة سنة (1911م) أنه عاش من نحو مائة وعشرين سنة تقريبًا، أي أنه عاش قبل نحو 220 سنة تقريبًا من يوم تسطير هذه السطور. وعلى ذلك كان القمص جرجس معاصرًا لكلًا من البابا يؤانس الثامن عشر الـ107 (1769-1796م)، والبابا مرقس الثامن الـ 108 (1796- 1809م) ، والبابا بطرس السابع الـ 109 (1809- 1852م)(4).

        ومن المهم جدًا أن نُشير هنا إلى أن القمص جرجس الشنراوي كان معاصرًا للبابا مرقس الثامن، الذي كان من بين شعراء ذلك العصر، ومن ثم كان أحد الذين أسهموا بشكل كبير في كتابة عدد لا يُسهان به من مدائح وقطع الصلوات المحفوظة بكتاب الإبصلمودية الكيهكية المقدسة بالإضافة إلى مدائح تُقال في توزيع الصوم المقدس(5). الأمر الذي يدفعنا للتفكير مليًا في سبب ظهور هذا الكم من المدائح التي ملئت مخطوطات كتاب الأبصلمودية الكيهكية المقدسة المتنوعة، ولماذا شهر كيهك بالذات الذي يحظى بهذا الإهتمام البالغ من الشعراء؟ فهل حفظت لنا المخطوطات الباقية من ذلك الزمن بمدائح لسهرة مشابهه لسهرة 7و 4 بشهر كيهك في موسم طقسي أخر؟ فقد كانت مفاجأة لىّ شخصيًا حينما عثرت على مخطوطة لإبصلمودية مقدسة تخدم فترة الصوم المقدس (الكبير) تشتمل على كم لا يُستهان به من الإبصاليات القبطية والمدائح العربية بالإضافة للهوس الصيامي التي تكفي لسهرة تشبه السهرة الكيهكية، في ليالي آحاد الصوم المقدس، ستكون محل دراستنا في العدد القادم إن أحب الرب وعشنا.

كما عاصر من أساقفة البهنسا كلًا من: الأنبا ميخائيل أسقف البهنسا والجيزة والفيوم (1781- 1786)(6)، والأنبا كيرلس أسقف البهنسا (1796م)(7)، والأنبا متاؤوس أسقف البهنسا وبني سويف والفيوم والجيزة (1798 ـ 1820م)(😎. وكذلك عاصر الأرخن الكبير المعلم ابراهيم الجوهري (1725-1795م).

اسمه:
        ذُكر اسم القمص جرجس الشنراوي بأكثر من طريقة في المصادر والمراجع المختلفة، مثل:
-       الايغومانوس جرجس عبد الله خادم بيعة الملاك الجليل ميخاييل بناحية شنرى بولاية البهنساوية(9).
-       القمص جرجس الشنراوي(10) الكبير(11).

تاريخه:
        رُسم القمص جرجس كاهنًا على الكنيسة المذكورة أعلاه، وهى كنيسة أثرية ذكرها أبو المكارم (1209م)، والمبنى الحالى بُنى سنة 1592 ش (75/1876م)، وأدخلت عليه تجديدات أكثر من مرة. والكنيسة تابعة اليوم إداريًا لمركز الفشن محافظة بني سويف، وكنسيًا لإيبارشية ببا وسمسطا والفشن. بينما قديمًا كانت إداريًا تابعة لمركز مغاغة، بمديرية المنيا، وكنسيًا لإيبارشية البهنسا، التي صارت تُعرف فيما بعد باسم إيبارشية بني سويف والبهنسا، والتي كانت تخدم  محافظة بني سويف كاملة بالإضافة لأربعة جهات أو مناطق (مراكز) من مديرية (محافظة) المنيا، وهي: مغاغة والعدوة وبني مزار ومطاي وبعض القرى التابعة لمركز سمالوط.

        كان يتقن اللغتين العربية والقبطية وقد وضع بهما عدد من المدائح الكنائسية. وكان متزوجًا من سيدة فاضلة كانت تُدعى الست دميانه متعددت المواهب، حيث أشتهرت بنساخة الكتب (المخطوطات)، علاوة على مهارتها في مهنة تركيب الأحبار والألوان اللازمة لهذه الحرفة، بالإضافة إلى حرفة نسج الحرير ورمي التلي(12).

        عرفنا من أولاده أثنين من الكهنة أحدهما: مكسي الذي كان شاعرًا مغرمًا بعمل المدائح الكنائسية مثل والده، والثاني كان يُدعى القمص حنا، لم يصلنا من نشاطه شئ، وهو والد القمص جرجس وكيل شريعة الأقباط الأرثوذكس بشنرى، وهذا الأخير هو الذي أهتم بطباعة أعمال جده القمص جرجس الشنراوي الكبير. أما الابن الثالث لهذا الأب (القمص جرجس الكبير) والذي وصلتنا أخباره، فكان يُدعى سُليمان الذي كان يعمل وكيلًا لأحد الشفاليك بالمديرية وقتها، وهو والد القمص بطرس سليمان كاهن كنيستي السيدة العذراء بالفجالة ورئيس الملائكة الجليل ميخائيل بحدائق القبة المعروفة باسم الدير البحري بحدائق القبة بالقاهرة (+ 1907م)(13).

أعماله:        I الموجودة بكتاب الأبصلمودية الكيهكية:
1-  ذكر العلامة إقلاديوس لبيب، بكتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية أن القمص جرجس الشنراوي هو مؤلف المديحة الواطس العربي للثلاثة فتية القديسين التي تُقال على Ariyalin، وطلعها: "الله الأزلي قبل الأدهار. أرسل ملاكه المختار..."(14).

2-  وكذلك ذكر أنه مؤلف مديحة عربي للثلاثة فتية القديسين تُقال على Ariyalin، وطلعها: "التسبيح للمسيح الذي انصف وزاح الظلام والعتام وكشف"(15). بينما لم يذكر باقي أعماله التي تشغل حيز لا يُستهان به من كتاب الأبصلمودية الكيهكية بوضعها الحالي. فبالإضافة للمديحتين السابقتي الذكر، فالقمص جرجس الشنراوي الكبير وضع كلًا من المدائح التالية:

3-  مديحة آدام على الهوس الأول، مطلعها: " قال الرب لموسى. قل لشعبك هو رحل. واضرب البحر بالعصا (كذا). ينفتح لك فيه مدخل..."(16).

4-  مديحة آدام على الهوس الثاني، مطلعها: "فلنرتل مع داود. ونشكر فضل الله. لأنه رحوم وودود..."(17).

5-  مديحة آدام لأبوينا الروميين مكسيموس ودوماديوس، مطلعها: "ابدي باسم الله القدوس. سيدنا بخرستوس..."(18).

6-  مديحة آدام على aikw;، مطلعها: "افتح فاي بالتسابيح. واقول بقلب جريح..."(19)، وهي موجودة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.  ومما هو جدير بالذكر أن القمص جرجس حنا حفيد المؤلف يذكر في كتابه المذكر سابقًا (الوزن الصحيح) أن هذه المديحة على الهوس الرابع(20)، كما أنها أطول مما أورده العلامة إقلاديوس لبيب، بكتاب الأبصلمودية الكيهكية(21)، ويختمها بالربعين الآتيين: "أشكرك يا إله اسرايل (كذا، وصحتها: إسرائيل). سيدنا بخرستوس. عبدك خاطي وذليل. جاورجيوس بي هيغومانوس"(22) "أشكر يا إله اسرايل (كذا). اصفح عن ذلاتي. بحق الملاك الجليل ميخايل. لا تذكر سيأتي" مما يُثبت صحة نسب هذه المديحة للقمص جرجس (جاورجيوس بي هيغومانوس).

 تسابيح ومدائح أخرى:
1-    تسبحه (مديحه) تقال بعد صلاة باكر، مطلعها: "اسجد لاسم الثالوث. الرب الاله العظيم. الواحد في اللاهوت. المثلث بالاقانيم..."(23).

2-    مديحه تقال للص يوم الخميس خميس العهد، مطلعها: "يوداس(24) يوداس ملعون يوداس. باع المسيح بفلوس نحاس. بثلاثين فضه. لليهود الانجاس..."(25).

3-    مديحه مطلعها: "السجود يليق للثالوث الاقدس. الآب والابن والروح القدس. نسجد ونسبح ونقدس لاله. واحد خالق الانفس..."(26).III تماجيد الملائكة والشهداء والقديسين:

1-   مديحة للملاك الجليل ميخائيل رئيس الملايكة (كذا)، مطلعها: "السلام لك يا ميخائيل.  رئيس جند السموات. ملاك السلام والتهليل. خادم رب القوات..."(27).

2-   مديحة للشهيد مارقوريوس (كذا)، مطلعها: "افتح فاي بالتسبيح. وامجد لاسم يسوع. واصيح بلسان فصيح. بي اثواب مارقوريوس (كذا)..."(28).