حمدي رزق
وعن شماتة الإخوان عبيد الأمريكان، وعن غبطة جماعة «ماما أمريكا» لا تسل، طوف مواقع الإخوان واتفرج وشوف.. الخيانة عنوان.
يبدو أن ترشح الرئيس السيسى أزعج جماعة الحزب الديمقراطى، فيضغطون بحجب 235 مليون دولار جديدة من المساعدات، وقبلها (قبل الترشيح بأيام) وعلى سبيل التهديد حجبوا (85 مليون دولار)، وتاليًا سيمارسون ضغوطًا أشد وأعنف.
ترشح السيسى صعق الأمريكان، ليس على هوى جماعة أوباما، لسان حالهم، وكمان هتترشح، والملايين ستتحلق من حولك، وسيهتفون باسمك، وسيصوتون لبقائك، هيهات..
جماعة «الفوضى الخلاقة» فى الكونجرس الأمريكى، بقيادة المعتمل ثأرًا «بن كاردن»، يضغطون بحجب المعونة الأمريكية بحجج حقوقية مزعومة، وهكذا يعاقبون المصريين على اختياراتهم الوطنية.
اللوبى الديمقراطى فى الكونجرس الكاره لمصر يضغطون بالمعونة، لهم فيها مآرب أخرى، مطلوب قبل الترشح الإفراج عن «قائمة بلينكن بعد التحديث» التى تضم نشطاء مخربين، وإخوانًا إرهابيين، وسيضغطون فى قادم الأيام للتأثير على مسار الانتخابات الرئاسية، ولكن هيهات.
تغور المعونة، سياسة «حسنة وأنا سيدك» ترفضها مصر الأبية، الله الغنى، أنتم من تحتاجون إلى مصر وبالسوابق تُعرفون، لو لفتت مصر وجهها (شرقًا) للطمتكم على وجوهكم الحمراء.
جموع الشعب المصرى يكرهون المعونة الأمريكية أصلًا، وإذا تجسدت المعونة عامل ضغط، مرفوضة ولو على الرقاب.. مصر لا تُضغط أبدًا، وستختار رئيسها بملء إرادتها الحرة، لن يفرض علينا أشباه الرجال الأمريكان.
معلوم، قطع المعونة بعد سويعات من ترشح السيسى ترضية لبعض الاتجاهات المعادية لمصر، تحركها لوبيات الحزب الديمقراطى وتصوغها (خارجية بلينكن) التى تُعلن دبلوماسيًا أن الانتخابات المصرية شأن داخلى، ولسان الحال داخلى ولكن سنضغطها من خلاف (من الكونجرس).
صحيح المبلغ المقتطع لا يكفى فطور المصريين عيش حاف، ولكن كما يقولون الغرض مرض، ولاتزال بعض الشخصيات الأمريكية النافذة فى الكونجرس، من الحزب الديمقراطى، والمعتملة ثأرًا من السيسى، تحط سياسيًا بالمعونة على مصر كل حين.
لافت، كراهية قطاع من الديمقراطيين لنظام حكم ٣٠ يونيو، رفضًا صريحًا لهذه الثورة العظيمة التى أطاحت بمخططهم فى إقامة دولة الإخوان فى مصر، ورسخ لديهم اعتقادًا صحيحًا بأن مصر وراء سقوط دولة الخلافة فى المنطقة، ثورة مصر حفزت الشعوب العربية للإطاحة بهذا التنظيم الفاشى دون خشية من إرهابه الأسود.
إسقاط الإخوان فى القاهرة كإطاحة «حجر الزاوية»، فتداعت أحجار «الدومينو» تواليًا محدثة ضجيجًا هائلًا، وحاقت بالإخوان الهزائم المتوالية، اندحار الإخوان سببه ثورة الشعب المصرى كما تلح مراكز التفكير الأمريكية على عقل الإدارة الديمقراطية، لذا يعاقبونه كلما سنحت الفرصة اقتطاعًا من المعونة.
ما لا يعلمه الرئيس «بايدن» أن حجب المعونة فى هذا التوقيت رسالة سلبية تمامًا، ومرفوضة بالكلية، وعلى «بايدن» أن يطلب ترجمة القول العربى المأثور «تجوع الحرة»، والحرة (مصر) لن تجوع بل تشبع كرامة.
السياسات الأمريكية المتوارثة من زمن المأسوف على شبابه «باراك أوباما» لن تحرك ساكنًا ضغطًا وكرهًا، مصر دولة كبيرة وعصية على الضغوط، وصبرها ودبلوماسيتها الحكيمة من موقع قوة، ولا تذهب إلى مكايدات، ولا تبنى علاقاتها على ظرف طارئ، استراتيجيتها ثابتة ومتوازنة وقراراتها تبرهن على إرادة دولة قوية، لا تخضع لأصحاب الأصوات الحقوقية الزاعقة.
مصر العظيمة بإرادة وطنية حرة تراجع ملفاتها الحقوقية، والإفراجات تواليًا وفق القانون وروح القانون تسرى، ولا تقبل أن يملى عليها أحد الإفراج عن أسماء بعينها تضمها قائمة سوداء سبق أن سربها وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن»، ورُفضت فى حينها ومرفوضة آنيًا وتاليًا
نقلا عن المصري اليوم