بات الحزب الجمهوري في مأزق راهن في خضم سعيه للتوافق بشأن مرشح جديد لرئاسة مجلس النواب الأميركي، بعد الإطاحة الدراماتيكية بكيفن مكارثي هذا الأسبوع.
واعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن التصويت التاريخي كشف عن توترات داخل الحزب الجمهوري، كما أثار تساؤلات حول من يقود الحزب للمضي قدما في وقت يشهد انقساما عميقا حول قضايا مثل كيفية تمويل الحكومة الفيدرالية، وما إذا كان سيتم اعتماد المزيد من المساعدات الأميركية لأوكرانيا مع استمرار حربها ضد روسيا.
فللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغراً"، في خطوة تفتح الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة مكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.
وسيحتاج الرئيس الجديد إلى 218 صوتا على الأقل ليتم انتخابه، بالنظر لسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بهامش ضئيل، بيد أن البديل سيكون مطالباً بكسب ثقة وأصوات الجمهوريين الثمانية الذين أطاحوا بمكارثي، إذ سيرفض الديمقراطيون بالتأكيد دعم المرشح الجمهوري كما جرت العادة على مدار العقود الماضية.
لكن الجدول الزمني لانتخابات رئيس مجلس النواب الجديد لم يتضح إلى الآن، حيث دخل المجلس في عطلة بعد عزل مكارثي، كما تم إبلاغ الأعضاء بأنه من غير المتوقع إجراء أي تصويت حتى الأسبوع المقبل على الأقل.
ولم يعلن الحزب الجمهوري حتى الآن عن مرشحه لهذا المنصب، في حين تداولت وسائل الإعلام الأميركية عدّة أسماء مُرشحة، من بينها: ستيف سكاليس من لويزيانا، وهو زعيم الأغلبية الجمهورية وكان يحتل الرتبة الثانية في قيادة الكتلة الجمهورية بالمجلس خلف مكارثي، والنائب توم إيمر من مينيسوتا، والذي يحتل المرتبة الثالثة في أغلبية المجلس، وكذلك رئيسة المؤتمر الجمهوري بمجلس النواب إليز ستيفانيك، والنائب عن ولاية أوكلاهوما توم كول.
مأزق.. ومناقشات
وكشف عضو الحزب الجمهوري، ماك شرقاوي، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، عن طبيعة الوضع الراهن والمناقشات داخل الحزب بعد الإطاحة بكيفين مكارثي، موضحا أن الموقف الأخير "أدخل مجلس النواب والحياة السياسية بالبلاد في مأزق كبير".
وحدد شرقاوي مستقبل هذه الأزمة السياسية في عدد من النقاط، قائلًا:
رغم أن مكارثي يستطيع أن يرشح نفسه مرة أخرى إلى ذات المنصب، لكنه أعلن أنه لن يفعل ذلك، وسيفسح المجال أمام الحزب الجمهوري لاختيار شخص آخر، رغم ضغوط بعض مؤيديه لعودته مجدداً.
هناك أزمة راهنة؛ لأنه بعد هذا التصويت الأخير تم تطبيق الفقره 12 من البند الأول من قانون المجلس، وهي إعلان المجلس أنه في حالة عدم انعقاد حتى يتم انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، وبالتأكيد هناك الكثير من القضايا لا بد أن تعرض على المجلس ويتم تمرير الكثير من القوانين، وبالتالي سيكون هناك تصويتًا لانتخاب رئيس جديد بأسرع وقت ممكن.
مؤتمر الحزب الجمهوري انعقد فور جلسة التصويت ومستمر في الانعقاد حتى الآن؛ لاختيار مرشح جديد، وهناك تفكير بين ستيف سكاليس لكنه يعاني من مشكلة صحية وقد يرشح نفسه، ويعد ومن الصقور الجمهوريين وأحد داعمي الرئيس ترامب.
الاختيار الثاني يتجه نحو رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، جيم جوردان، لكن هناك سجال بينه وبين مدعي عام مانهاتن، وهناك دعوى مرفوعة ضده من المدعي العام أنه شوه سمعته، حيث استدعاه للمثول أمام اللجنة القانونية لمجلس النواب، وبالتالي يُنظر إليه على أنه "مقاتل"، ويمكن أن يكون أقوى من مكارثي.
قد يكون هناك خطأ من الديمقراطيين حينما لم يدعموا مكارثي في هذا التصويت، حيث من المتوقع أن يأتي أحد "الصقور الجمهوريين"، وسيكون هناك الكثير من العقبات للحزب الديموقراطي خاصة في تمرير الميزانية وفي كثير من القوانين مثل قانون إغلاق الحدود وأيضاً دعم أوكرانيا، فكل هذه الأمور ستواجه بتشدد أكبر من مكارثي.
هناك الكثير من الصفقات سوف تعقد في هذا الأمر بين "الجمهوريين والجمهوريين"، ويمكن أيضاً بين الجمهوريين والديموقراطيين؛ للتوافق على المرشح الجديد.
الجمهوريون لن يقبلوا بترشيح الحزب الديمقراطي لحكيم جيفريز، والذي يتولى منصب زعيم الحزب في المجلس، ففرصه ضئيلة جدا وتكاد تكون منعدمة في ظل الأغلبية الجمهورية التي تسيطر على مجلس النواب.