وسيم السيسي
أنا مانيتون المصرى السمنودى، عشت في عصر بطليموس الأول والثانى، الذي طلب منى كتابة تاريخ مصر منذ البدء وحتى دخول الإسكندر مصر ٣٣٢ ق. م، كنت الكاهن الأكبر، كنت أجيد معظم اللغات السامية مع اليونانية، كما كنت أجيد قراءة وكتابة هذه اللغات بخطوطها المختلفة، زرت المعابد، المكتبات، الجامعات، وجمعت تاريخ مصر في كتاب ضخم اسمه «أجبتياكا»، قسمت هذا التاريخ إلى عصور: عصر الأسرات، وليس الفراعنة كما تسمونه، هذا العصر ٣٠ أسرة بدأت ٥٦١٩ ق. م، وانتهت ٣٣٢ ق. م، قبل عصر الأسرات كان عصر شمسوحور أو أتباع حورس، هذا العصر استغرق ثلاثة عشر ألفًا وأربعمائة من السنين، يسبق هذا العصر عصر المبجلين، أخيرًا يسبق هذا العصر، عصر أشباه الآلهة، أي أن السنوات التي تسبق عصر الأسرات ثلاثة وثلاثون ألفًا من السنين.
أعرف أنها صدمة لكم، ولكن يؤيد كلامى بردية تورين «فى إيطاليا» التي كتبت في عصر رمسيس الثانى، طولها ٦ أمتار، عرضها ٢٥ سم، وتذكر أن عدد الملوك الذين حكموا مصر منذ عصر أشباه الآلهة، مرورًا بعصر المبجلين ثم عصر أتباع حورس، وحتى الأسرة ١٨، ٣٤٠ (ثلاثمائة وأربعون) ملكًا، مسجلة بدقة شديدة اسم كل ملك ومدة حكمه، أعرف أن هذه البردية تنسف تاريخكم المكتوب نسفًا، لقد احترقت الأجبتياكا في ثورة الإسكندرية واحتراق المكتبة ٤٨ ق. م، ولحسن الحظ، يوليوس أفريكانوس، ديودورس الصقلى، يوسيفوس فلافيوس، نقلوا من أجبتياكا الكثير، آمن بما قلته أ. د. رمضان عبده، أ. د. سليم حسن، أ. د. أحمد فخرى شيخ الآثاريين، وهاجمنى المتحف البريطانى، وقالوا: الحضارة المصرية تبدأ ٣٢٠٠ ق. م وما قبل ذلك خيالات، وعدد ملوك الأسرة الأولى ثلاثة وليسوا تسعة ومنهم ملكة، كما ادعى مانيتون، ولحسن الحظ جاء عالم المصريات الفرنسى أندريه بوشان ١٩٧٥م وأثبت أن مومياوات الدولة القديمة أقدم مما يقوله المتحف البريطانى بـ٢٤٠٠ سنة وذلك بالكربون ١٤، فلو أضفنا ٣٢٠٠ + ٢٤٠٠ تصبح ٥٦٠٠ كما ذكرت، ثم جاء عالم المصريات البريطانى فلاندرز بترى، واكتشف التسع مقابر للأسرة الأولى ومنها مقبرة الملكة ميرت نيت كما ذكرت، وشهد شاهد من أهلهم، تصوروا الفرق في السنين في أسرة واحدة ٤٥٠ـ أربعمائة وخمسون سنة!.
ليس لدىَّ تعليق على موقف المتحف البريطانى سوى قول أمير الشعراء:
فاعذر الحاسدين فيها إذا لاموا/ فصعب على الحسود الثناء.
لعلكم تتساءلون، ما الدليل على ذلك، أقول لكم نيكولا تسلا والإضاءة من الأهرامات، كريستوفر Dunn وتوليد الموجات التصادمية من الأهرامات لقطع الجرانيت، أ. د. عبدالمحسن مهدى، أستاذ الهندسة في جامعة عين شمس، وكتابه: التكنولوجيا عند قدماء المصريين، وما في هذا الكتاب من أشعة إكس، ولحام الليزر في قناع توت عنخ آمون، عقد في متحف برلين وثقوب الخرز بالليزر، التهوية الطبيعية داخل الهرم، توابيت السرابيوم.
الطائرات الشراعية «د. خليل مسيحة»، تماثيل الديوريت، مصابيح، وبطاريات دندرة، المسامير داخل العظام، الحجارة المصنعة «سابقة التجهيز»، الزودياك المسروق والموجود في اللوفر ولا يراه أحد، لهذا قلت: عصر الأسرات هو أقل العصور ازدهارًا!، لعلكم تذكرون ما كتبه هيرودوت حين سأل علماء جامعة أون عن عمر الحضارة المصرية، كانت الإجابة: أشرقت الشمس من حيث ما تغرب مرتين، وغربت من حيث ما تشرق مرتين!، وبحسابات عالم فرنسى، كان عمر حضارتنا ٣٩ ألف سنة!!.
نقلا عن المصري اليوم