( بقلم : أشرف ونيس ) .
كلمات ما أكثر ما تغنت بها القلوب ! كلا ، إنها زلة قلم . فما أكثر ما أنَّتْ منها القلوب حينما جعلتها متشحة بكم من الترددات السابحة فى خلاء الأثير ، و التي تمر مرورا لتترك أثرها على مسامع الكثيرين ممن التفوا حول من لفظ و تلفظ بها ، آخذا و متخذا عددًا لا بأس به من الأعصاب و العضلات اللتين تلعبان دورا هاما بل الدور الأكثر أهمية ب اللسان ، لجعل الكلمات مخترقة آذان من تعجب منها سمعا ، و من سئم منها استماعا و اصغاء و إنصاتا . لماذا يارب ؟
استحكم السر على العقل و استغلق اللغز أمام تلك المادة الرخوة - المخ - التى لا تتعدى في كتلتها و مدى جاذبية الأرض لها الألف و نصف الألف من وحدات الغرام ، فنراها قد توقفت و استصلبت مراكزها قدرا لا بأس به من الزمن حين أشارت الى البصر ، آمرة إياه شاخصا و محدقا إلى ( النبع ) فكان لها نضبًا و تيبسًا و جفافًا ! بدأ الذهن القابع و الساكن برؤوس البشر و أدمغتهم فى طرح أسئلة كانت بينه و بين ذاته ؛ استعذبت لها الأبالسة و أثُلِجَت لها قلوب من ظنوا سوءا و شرا بانه لا إله .
🥀 هل كان الأمر إلى جنوح الأرض و جنونها ليخرج ذلك ال مس من معقله فيمس أمن البشر و امانهم ، فيهرعون مائلين عن توازنهم و اتزانهم مثلما فعلت الأرض وما عليها من أبنية ؟!
🥀 هل انتصبت و تصلبت أهداف البشر المعادية لأهداف جابلهم و خالقهم ، لتقف حائلا بين معونة السماء لسكان و قاطني ما تحت السماء ؟
🥀 هل ارتواء الأرض و ما عليها تفاقم إلى حد لا حد له ، حين سمح الله فكان الارتواء اغراقًا و الاستسقاء دمارًا و هلاكًا و حتفًا و مواتًا ؟
لكن ها هو أحد أحرف لغة الضاد - العربية - نراه و قد عقد عزمه اجتماعا بحرفين من بني جلدته ، فكانت كلمة " كيف " و ما استتبعها من علامات استفهام المصحوبة بكم كبير من علامات التعجب :
💥 كيف للمحبة - الله - وقت أن تصير بحرًا متسعًا بلا أطراف أن تنقلب على البشر ليغدو بحر غضبة لا رحمة و تسامح ، حيث وقد سمح بذرات مياهه و أمواجه أن تغمر الرئتين فيختنق البشر ، و تهدم الحجر فيموت من حمل بكيانه نفحة من الحياة و نسمة منها ؟!
💥 و اذا سلمنا بمذنوبية بني آدم الجالبة لدينونة الخالق لهم ؛ ف كيف ما اقترفه المذنبون أن يصير وبالا على من أذنب و من لم يرتكب من الذنوب شيئا سواء بسواء ؟!
💥 و كيف لأبرياء القلوب أن تتراقص قلوبهم رغما عنهم ، رعبا و خوفا لا فرحا و سرورًا ، مثلما تراقصت الأرض رقصا ، فما كان للأرواح إلا أن تذهب ل بارئها و باريها ، بينما الأجساد لم تترد في أن يغدو الركام فراشها و تمسي الحجارة التحافها و ستارًا لها و غطاءها ؟!
لكنه خرج عن دائرة العقلانية من ابتغى بمحدودية عقله أن يحد أحكام و اجراءات العقل المطلق فى ذا الوجود - الله - من جهة اعماله و قراراته المقرة لتلك الأعمال ، و إنه لأمر ينحصر بين قوسي خطورته المتناهية هو استعداء الله ، لما نراه نحن ، فاحصين وجوب عمله وما يجب أن يجريه أو لا يفعله ، فلنعرف اذًا قدر أنفسنا و نسلم لمن بيده الأنفس و حيوات البشر بل تفاصيل الزمن و تفصيلات المكان أينما تواجد و أينما كان ، و لنعلم علم اليقين أن الموت هو القانون الذي يتمتع بديمومة الحياة ، و الفناء هو الناموس الذى لا يشوبه قطرة من قطرات اللاوجود .