محرر الأقباط متحدون
أعرب الكاردينال بارولين عن القلق أمام ما يحدث في إسرائيل وفلسطين وشدد على ضرورة بذل الجهود لبلوغ السلام.
في إطار مشاركته في لقاء يستمر أربعة ٫أيام في كامالدولي الإيطالية حول الكنيسة والكاثوليك في إيطاليا بدأ أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين مداخلته الأحد ٨ تشرين الأول أكتوبر مؤكدا التوجه بالفكر إلى ما يحدث في الشرق الأوسط، في إسرائيل، في فلسطين، في قطاع غزة، وذكَّر بما قال البابا فرنسيس أمس عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي حين أكد أن الحرب هي دائما هزيمة ودعا إلى وقف الاقتتال في إسرائيل وغزة. وتابع الكاردينال بارولين أن أعمال العنف تهدد بشكل أكبر الآمال الهشة في السلام التي برزت أيضا في الاتفاق بين السعودية وإسرائيل.
 
وواصل أمين السر حديثه مؤكدا ضرورة أن نتحد جميعا في صلاة مشتركة من أجل السلام، وأضاف أن هذا ينطبق أيضا على الحرب الدائرة في أوكرانيا. وفي سياق إعرابه عن المخاوف أمام الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط قال الكاردينال إننا لا نعلم كيف ستتطور الأمور أو تنتهي، فما يحدث يتجاوز التخيل. وتحدث من جهة أخرى عن عالم يبدو وقد أصابه الجنون، لا يلجأ سوى إلى القوة والعنف والنزاع لحل مشاكل قائمة بالفعل، حقيقية، ولكن يجب حلها بطرق أخرى. وأمام تضاؤل الرجاء وبغض النظر عما رأينا من تدمير رهيب للحياة البشرية، من الضروري حسبما تابع أمين السر بذل جهد كبير جدا لمحاولة بلوغ السلام، فهذا هو الحل الوحيد الفعال لتفادي تكرار مثل هذه الأوضاع.
 
ومن بين ما تطرق إليه الكاردينال بييترو بارولين أوروبا ودورها، وقال إن أوروبا قد تأسست كخبرة سلام في المقام الأول بعد مآسي القرن العشرين، وذلك لا فقط في أوروبا بل خارجها أيضا، إلا أن المشاكل داخل الاتحاد الأوروبي وصعوبة التعامل بشكل صحيح مع الواقع خارج أوروبا تجعل صعبا الدور الذي يُفترض لأوروبا أن تقوم به في العالم من أجل السلام. هذا وأعرب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عن الرجاء أن تستعيد أوروبا هذا الدور وهذا البعد، لكنه أضاف أنه لا يرى هذا بوضوح.
 
هذا وكانت أوروبا كأفق سلام محور مداخلة الكاردينال بارولين في اللقاء المذكور في كامالدولي، حيث تحدث عن الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب والدمار في هذا البلد، وقال إن هذا يدمر أيضا قواعد الحقوق الدولية التي تقوم عليها إمكانية التعايش السلمي، ناهيك عن خطر استخدام الأسلحة النووية. وأكد في كلمته أن أوروبا لا يمكنها القبول بالعودة إلى نظام يعيد رسم الحدود بين الدول بالقوة.
 
هذا وأراد الكاردينال بارولين تسليط الضوء على ما وصفها بحروب امبريالية جديدة كما وتحدث عن رؤى تعود إلى ماضٍ اعتقدنا أنه قد تم تجاوزه. ومن هذا المنطلق شدد أمين السر على الحاجة العاجلة إلى تأكيد إدانة النزعات القومية، وخاصة تلك القائمة على أسس عرقية. ووصف نيافته هذا بوصمة تلوث تاريخ أوروبا ومصدر مآسٍ جديدة. أكد بالتالي أنه لا يمكن منح شرعية للأصولية وللنزعات القومية بأشكالها المختلفة والتي هي إنكار للإلهام الديني الحقيقي، وينطبق هذا أيضا على تأليه فكرة الأمة، وذلك لأن هذا هو في الواقع شكل من وثنية جديدة. وأكد أمين السر بُعد هذه التوجهات عن التثمين المشروع للجماعة الوطنية وعن السعي إلى الخير العام. أعرب من جهة أخرى عن قناعته بأنه وبينما يجب العمل على تأكيد الحاجة الضرورية إلى نظام عالمي تضامني وسلمي، لا يمكن في القوت ذاته عدم الاعتراف بالقيمة الكاملة للمنظومات المؤسساتية القائمة على المشاركة الديمقراطية للمواطنين والقادرة على إبعاد شبح الحرب.
 
وفي ختام مداخلته أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى تفكك المجتمع المعاصر ودعا إلى حمل رسالة الإنجيل مجدَّدا إلى أوروبا والأوروبيين، وإلى إعلان فرِح وثقافة حوار واحترام ومسؤولية. رفع الكاردينال بارولين من جهة أخرى الصلاة كي تساعدنا المسيرة السينودسية على إعادة اكتشاف الشركة كطريق كرازة، وكي نكون شهودا أمناء وصادقين للوحدة وللسلام اليوم في القارة الأوروبية.